الترا فلسطين | فريق التحرير
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن مشهد القتل والدمار يخيم على كافة مناطق قطاع غزة، وتفوح منها رائحة الموت في ظل إيغال إسرائيلي في سفك الدماء وتواطؤ دولي صارخ بما يرتقي إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
وطالب الأورومتوسطي في بيان نشره الإثنين بتحرك عاجل لدعم علميات انتشال الضحايا من تحت ركام المباني السكنية المدمرة في قطاع غزة، بما في ذلك توفير الحماية لعمال الإنقاذ وتزويدهم بالإمكانيات الواجبة لتنفيذ مهامهم بشكل عاجل.
شدد المرصد الأورومتوسطي على أن استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي إلى مستوى جريمة حرب
وشجب المرصد الحقوقي بشدة قصف طائرات حربية إسرائيلية، مقر جهاز الدفاع المدني في غزة وقتل خمسة من طواقمه وإصابة ثمانية آخرين، في انتهاك لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية.
كما طالب المرصد الأورومتوسطي جيش الاحتلال الإسرائيلي بوقف سياساته المستمرة في ترهيب المدنيين في قطاع غزة، ودفعهم للنزوح من مناطق سكنهم لوقف كافة أشكال الحياة في محافظتي غزة وشمال القطاع بما في ذلك المستشفيات.
ونبه إلى أن الجيش الإسرائيلي لجأ الليلة الماضية إلى شن غارات مكثفة في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في إطار ما يمارسه من ضغوط على إدارته للإخلاء.
ونوّه المركز إلى استحالة تنفيذ طلبات الاحتلال في إخلاء المشافي من المرضى، إذ لا يمكن نقل الجرحى والمرضى في العناية المركزة وأولئك الذين يحتاجون إلى آلات خاصة للبقاء على قيد الحياة، أو إجلائهم ببساطة في غضون مهلة قصيرة، لاسيما في ظل تواصل غارات الاحتلال.
وأعاد المرصد الحقوقي التأكيد أن المدنيين في غزة من دون أي ملجأ وينزحون من الموت إلى الموت، في واقع غير إنساني، تنعدم فيه خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت، مع انعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي.
وبحسب توثيق المرصد الأورومتوسطي، فمنذ بداية حرب غزة 2023، ارتقى ما لا يقل عن 2920 فلسطينيًا من بينهم 920 طفلا و469 امرأة، إذ بلغ عدد الشهداء من المدنيين نحو 2233 مدنيًا، بينما أصيب أكثر من 12 ألف أخرين بجروح مختلفة، أكثر من نصفهم من الأطفال والسيدات.
وأبرز المرصد استمرار الاحتلال في تكثيف هجماته الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة، شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسببت بإبادة ما لا يقل عن 84 عائلة فقدت 4 أو أكثر من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة. ووثق المرصد الحقوقي الدولي، تدمير هجمات الاحتلال لـ ١٧٣٠٠ مباني سكنية، وتضرر نحو ٨٧ ألف وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 85 مقرًا حكوميًا.
كما ألحقت هجمات الاحتلال الإسرائيلي الإرهابية دماراً بما لا يقل عن 73 مدرسة، وتدمير 165 منشأة صناعية، و61 مقرًا إعلاميًا، فضلًا عن هدم 18 مسجدًا، وإلحاق الدمار بعشرات المساجد والكنائس الأثرية قديمة، وفق أرقام نشرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.
وكرر المرصد الأورومتوسطي المطالبة بتحرك دولي فوري يضمن إمدادات الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة، ورفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني المفروض على القطاع منذ عام 2006 والذي يعد سببا رئيسيا في الصراع الحاصل الآن.
وشدد على أن استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي إلى مستوى جريمة حرب في وقت أن إسرائيل ملزمة باعتبارها القوة المحتلة، بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بموجب القانون الدولي.
وحذر من أن منح أي أطراف دولية شرعية لإسرائيل في سياسة فرض العقوبات الجماعية على قطاع غزة والإيغال في قتلهم بكافة الوسائل يمثل تواطؤ صريحا من تلك الدول في ارتكاب جرائم حرب بحق مدنيين في هجمات غير قانونية مروعة.
