الترا فلسطين | فريق التحرير
أكد رجالٌ ونساءٌ فلسطينيون 48 أنهم فضّلوا أن يفترشوا الأرض في باب السلسلة (أحد أبواب المسجد الأقصى) على الذهاب لبيوتهم، من أجل منع سلطات الاحتلال من التمادي في السنوات المقبلة وصولاً إلى إلغاء الاعتكاف بالكامل داخل الأقصى مستقبلاً، وفق ما قالوا في بيان أصدروه اليوم الثلاثاء تعقيبًا على تطورات الأحداث خلال الأسبوع الماضي.
ومنذ بداية شهر رمضان، تمنع شرطة الاحتلال بالقوة الاعتكاف في الأقصى إلا في ليلة الخميس/الجمعة على أن يكون متاحًا يوميًا في العشر الأواخر، وهي الخطوة التي أحدثت توترًا يوميًا مع حلول الساعة الـ12 من كل ليلة عندما تُجبر قوات الاحتلال المعتكفين من الرجال والنساء على مغادرة المسجد، وقد وصل الأمر إلى اعتقال أربعة فلسطينيين من كفر قاسم الليلة الماضية ثم الإفراج عنهم لاحقًا.
وأفاد البيان، بأن عدد المعتكفين الليلة الماضية تضاعف عن الليلة التي سبقتها ليصل إلى 250 معتكفًا، وقد تجمعوا في المسجد القبلي ليكون الموقف حاسمًا بالاعتكاف في الأقصى، موضحًا أن "نفرًا من الحراس" حاولوا إخراج النساء من المسجد ومنع بعضهن من الدخول "بحجة الاختلاط".
وقال البيان، إن قوات خاصة من شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد القبلي بأسلحتها وأخرجت النساء بالقوة، وأيقظت كبار السن وأخرجتهم، ثم أجبرت على الشبان الذين كانوا يؤدون صلاة قيام الليل على المغادرة.
وأكد البيان أن المعتكفين "يعيشون حالة عز وفخر" أمام اضطرار سلطات الاحتلال لاستخدام قواتٍ كبيرةٍ مسلحةٍ من أجل طردهم من الأقصى في محاولة "لفرض ذلٍ لا يمكن القبول به أو الاستكانة له" وفق تعبير البيان.
وشدد المعتكفون أنهم قبلوا بافتراش باب السلسلة ومسجد المئذنة الحمراء داخل البلدة القديمة على مغادرة الاعتكاف إلى البيوت، "فعارٌ علينا أن نغادر هذه الميادين، رغم الصعوبات ورغم إصابة بعضنا لنزلات البرد".
وأضاف البيان، "لقد افترشت حرائر فلسطين الأرض كبيرات وصغيرات، بعضهن برفقة أطفالهن، يفصلهن عن الرجال حاجز قماشي في ساحة مسجد المئذنة الحمراء، أتين لتلبية نداء الاقصى والاعتكاف فيه. وقد استباحت شرطة الاحتلال بالأمس هذا المسجد واعتقلت الشبان منه".
ووجه المعتكفون نداءً إلى "شباب القدس المرابط الذين صنعوا انتصار الأسباط وباب الرحمة" إلى الوقوف بجانبهم ليكون الاعتكاف حاشدًا بمشاركة بالآلاف مساء اليوم وغد.
كما دعا البيان، حراس الأقصى، "لأن يكونوا حماة للأقصى ولهويته الإسلامية ولأداء شعائر الإسلام فيه"، مشددًا أن توفير المبيت ومساحة الاعتكاف واجبٌ على دائرة الأوقاف الإسلامية.
وأشار بيان المعتكفين إلى أن السنوات السابقة كان المبيت فيها متاحًا في المصلى المرواني حتى دخول العشر الأواخر، وأضاف مخاطبًا الأوقاف، " فلماذا ترضون بغير ذلك الآن وتحت سيف إملاءات شرطة المحتل؟!".