10-فبراير-2018

اعترف ألون بن ديفيد، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" العبرية، أن رجال المقاومة في الضفة الغربية أصبحوا أكثر احترافية في التعامل مع أذرع الاحتلال العسكرية، معتبراً أن هذا التطور كان سر عجز جهاز "الشاباك" في إحباط عملية نابلس التي نفذتها الخلية التي قادها الشهيد أحمد جرار، الشهر الماضي.

وأشار بن ديفيد في مقال نشرته "معاريف"، أمس الجمعة، إلى ارتباط خلية نابلس بكتائب القسام في قطاع غزة، وتلقيها معلومات من هناك، ورغم ذلك فإن عناصرها استطاعوا الإفلات من "رادار الشاباك" وتنفيذ عمليتهم، ثم نجح جرار في الصمود عدة أسبوعين بعد العملية، قبل الوصول إليه واغتياله.

معلق عسكري إسرائيلي: المقاومون في الضفة الغربية أصبحوا أكثر احترافية وتعلموا تحصين أنفسهم في مواجهة القدرات الإسرائيلية

وقال بن ديفيد، إن المقاومين في الضفة الغربية أصبحوا أكثر احترافية وتعلموا تحصين أنفسهم في مواجهة القدرات الإسرائيلية على اعتراض الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية، وصاروا أكثر حذراً ويتفادون ترك أي بصمات إلكترونية تقود لتحديد هويتهم، كما أنهم يمتنعون عن حمل هواتفهم أثناء التنفيذ أو رصد الهدف، لأن ذلك يقود لاكتشافهم حتى لو لم يجروا محادثات.

اقرأ/ي أيضاً: فلسطين تبكي نصرها

وأضاف، "في السابق كان يتم كشف تفاصيل العمليات وتحديد هوية منفذها عن طريق أيقونات الهواتف الخليوية، واليوم باتت الكاميرات الإدارة الأكثر أهمية في العثور على الإرهابيين. تقريباً كل العمليات التي نفذت خلال الأعوام الماضية تم فك رموزها بفضل الكاميرات التي وثقت المنفذين، أحياناً تم ذلك عبر كاميرات كانت بعيدة جداً عن مكان الهجمات".

وتطرق بن ديفيد إلى عملية الطعن التي وقعت قرب مستوطنة "ارائيل"، وأسفرت عن مصرع مستوطن قريب من المستوطن القتيل في عملية نابلس، وانسحاب المنفذ. يقول بن ديفيد إنه كان من الواجب إخضاع المنفذ لرقابة استخبارية شاملة، "فهو يحمل الجنسية الإسرائيلية من أصول فلسطينية (أمه من فلسطينيي 48) وكان يتنقل بين يافا ونابلس، وحسابه على فيسبوك مليء بصور السلاح وتأييد الفلسطينيين، وكان ذلك يستدعي أن يثير الشك" وفق قوله.

لكن بن ديفيد لم ينسَ أن يبرر لـ"الشاباك" فشله في هذه العملية، إذ قال إن الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية عددهم كبير جداً، "والاستخبارات الإسرائيلية تملك قدرة كبيرة في اختراق أجهزة الاتصال للفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، لكن اختراق الاتصالات لفلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية (من فلسطينيي الـ48) أو حساب فيسبوك الخاص به، يحتاج إلى أمر قضائي.

وأشار بن ديفيد إلى مقتل خمسة إسرائيليين عام 2017 على يد فلسطينيين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ويقيمون في الأراضي المحتلة عام 48، معتبراً صعوبة مراقبتهم سبباً أساسياً في نجاح عملياتهم.


اقرأ/ي أيضاً: 

عملية نابلس.. 40 ثانية فقط

فادي قنبر سبق "الشاباك" بخطوة

المقاومة والانتفاع.. هل بدأ الصغار ينسون؟