28-أكتوبر-2024
الهجوم الإسرائيلي على إيران

الهجوم الإسرائيلي على إيران

أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران، ليلة السبت 26 تشرين أول/أكتوبر، تساؤلات واسعة في إسرائيل حول الاستراتيجية التي اتبعتها إسرائيل في هجومها، ومدى تأثير الهجوم على قدرات إيران الدفاعية والنووية. وفي مقابلات وتحليلات مع قادة عسكريين ومحللين إسرائيليين، برزت آراء متباينة حول فعالية الضربة وتداعياتها المحتملة.

باراك رافيد: إيران طلبت من الإسرائيليين عدم الرد على الهجوم، وهددت أن في حال الرد على الهجوم فإن الرد الإسرائيلي سيكون أشدَّ بكثير

وأكد باراك رافيد، المحلل في شبكة "سي إن إن"؛ ومراسل موقع "واللا" الإسرائيلي، أن "إسرائيل" قبل عدة ساعات من الهجوم، بعثت رسالة إلى إيران، عبر عدة قنوات، أبلغتها فيها بالهجوم، لكنها لم تقدم تفاصيل دقيقة عن الأهداف، واكتفت بتوضيح أن الأهداف ستكون عسكرية، ولا تشمل المنشآت النووية ومنشآت الطاقة.

وأضاف باراك رافيد، أن إيران طلبت من الإسرائيليين عدم الرد على الهجوم، وهددت أن في حال الرد على الهجوم فإن الرد الإسرائيلي سيكون أشدَّ بكثير، خاصة إذا أسفر الرد الإيراني عن إصابة "مدنيين" إسرائيليين.

من جانبه، العقيد احتياط عيران عتصيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، قال في مقابلة مع هيئة البث "كان"، إن اختيار "إسرائيل" بأن يكون توقيت تنفيذ هجومها قبل أقل من أسبوعين من موعد الانتخابات الأميركية، وبعد يوم واحد فقط من زيارة أنتوني بلينكن للمنطقة، من شأنه أن يجعل إيران تنظر إلى هذا الهجوم على أنه هجوم مشترك بين إسرائيل والولايات المتحدة، وليس هجومًا إسرائيليًا فقط، مما يعني أن له عواقب كبيرة.

واستعرض اللواء الاحتياط غيورا آيلاند، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سابقًا، ثلاث نقاط رئيسية حول تأثير الضربة على إيران، وهي: أولاً، أن إيران مازالت تحتفظ ببعض القدرات الدفاعية التي يجب عدم الاستهانة بها. وثانيًا، أن القرار بعدم استهداف المنشآت النووية والنفطية ومنشآت الطاقة كان قرارًا حكيمًا. وثالثًا، أن ضرب الدفاعات الجوية ومصنع الصواريخ ألحق ضررًا بعيد المدى بقدرات إيران.

أما رون بن يشاي، محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فأكد في حديث للقناة الـ12 أن الإيرانيين سيكون بإمكانهم ترميم قدراتهم خلال بضعة أشهر، خاصة إذا قدمت لهم روسيا منظومة دفاع جوي بدل منظومة "أس - 300" التي تقول "إسرائيل" إنها دمرتها.

وأعرب رون بن يشاي عن اعتقاده أن إيران سترد على الهجوم الإسرائيلي، "وهناك متابعة مستمرة من الولايات المتحدة وإسرائيل وأطراف أخرى".

وبحسب رونين مانيليس، العقيد الاحتياط في جهاز الاستخبارات العسكرية، فإن امتناع إيران عن الرد لن يكون نتيجة لشعورها بالردع بعد الهجوم الإسرائيلي، ومن يظن ذلك فإن تصوره خطأ.

وأضاف مانيليس: "إذا قررت إيران أن لا ترد حاليًا، فذلك لأنها تفهم أن الرد قد يؤدي إلى تصعيد، وأن إسرائيل قد ترد بشكل أعنف، خاصة مع وجود توترات مع حزب الله وحماس. لذلك، فإن اختيارها الاستراتيجي هو تجنب هذا التصعيد."

رونين مانيليس: امتناع إيران عن الرد لن يكون نتيجة لشعورها بالردع، بل لأنها تفهم أن الرد قد يؤدي لتصعيد، واختيارها الاستراتيجي تجنب هذا التصعي

ويُعرب العميد الاحتياط إيلان بيتون عن قلقه بأن إيران قد ترد رغم التصريحات المتداولة بأنها لا تنوي الرد. ويقول بيتون، وهو قائد الدفاعات الجوية الإسرائيلية سابقًا: "أنا لست مطمئنًا لتصريحات الإيرانيين بأنهم لن يردوا. من الصائب أن نكون في حالة تأهب ويقظة، فنحن نعرف أن ذلك قد يتغير، وإسرائيل ليست مستعدة لخوض لعبة ضربة مقابل ضربة مع إيران، خاصة في حالة حرب استنزاف طويلة الأمد".

ورأى بيتون أن "إسرائيل كان عليها توجيه ضربة قاسية جدًا نعرف نتيجتها الحاسمة"، مضيفًا أن "إسرائيل في الأساس أرادت تنفيذ هجوم لا يؤدي إلى تصعيد كبير، ويتيح مجالاً لإيران أن تنكر قوة الضربة الإسرائيلية".

من جانبه، قال زعيم المعارضة، يائير لابيد، إن الهجوم "لم يحقق الهدف الاستراتيجي المطلوب"، واصفًا الضربة بأنها "عملياتية وليست استراتيجية، لأنها لم تستهدف الاقتصاد الإيراني ولا البرنامج النووي".

وأضاف لابيد: "كان يجب توجيه ضربة استراتيجية تستهدف الاقتصاد، وقد قلت سابقًا إنه يجب استهداف منشآت النفط وحقول النفط الإيرانية، لأن الاقتصاد هو مركز الثقل لإيران كدولة."

وكان الجيش الإيراني أعلن مقتل 4 من جنوده في الهجوم الإسرائيلي، "أثناء التصدي لمقذوفات الكيان الصهيوني المجرم".

دلالات: