07-ديسمبر-2022
أشرف خنفر من طولكرم، تتعرّض للاختطاف

أشرف خنفر من طولكرم

بعد 6 أيام على اختطافه من منزله في طولكرم، كشفت مصادر أمنية وعائلية عن حيثيات قيام "عصابة" باختطاف الشاب الضرير أشرف خنفر، وذلك بدوافع انتقامية على خلفيّة مشاكل عائلية، لينتهي الأمر بالعثور عليه جنوب الضفة الغربية، فيما جرى اعتقال بعض المشتبه بهم على خلفيّة القضية.

مدير إدارة المباحث الجنائية في الشرطة: أشرف خنفر تعرّض للخطف من قبل "عصابة" و"بطريقة جهنمية"

ولأول مرة، تحدّثت مصادر من عائلة خنفر لـ"الترا فلسطين"، عن تفاصيل اختطاف أشرف (36 عامًا) مؤكدين أن دوافع من كان يقف خلف عملية الاختطاف هي "الحقد والانتقام وتصفية حسابات شخصية عائلية".

وأقدم مجهولون على اختطاف أشرف من منزله في الحارة الشمالية في طولكرم فجر الأحد (27 نوفمبر/ تشرين ثان) الماضي، عندما طرقوا باب المنزل وتحدّثوا باللغة العبرية، فظنّ أشرف أنهم جنود جيش الاحتلال، ففتح لهم باب المنزل، ليتبين أنهم أربعة مسلحين ومعهم سيارة تحمل لوحة تسجيل صفراء، اختطفوه بها.

ووصفت فيحاء خنفر لـ "الترا فلسطين" تفاصيل قالت إنها "مروعة" لاختطاف شقيقها، الوحيد بين 6 شقيقات، وكان قبل سنوات مصابًا بضعف في البصر، وعندما اعتقل في سجون الاحتلال، فقد بصره بشكل كامل قبل عاملين.

فيحاء خنفر: من يقف خلف العملية، هو شخص من إحدى قرى مدينة سلفيت

وتقول خنفر، إن من يقف خلف العملية، هو شخص من إحدى قرى مدينة سلفيت، وقد كان هو وشقيقه متزوجين من شقيقتيها، ولكن قبل عامين جرى الانفصال والطلاق بينهم.

وتابعت أن هذا الشخص خطط لعملية الاختطاف، بالتواصل مع صديق له في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو بدوره تواصل مع "عصابة" لتنفيذ عملية الخطف، وذلك لإخفاء أي خيوط تدل على من يقف خلف العملية. 

مدير إدارة المباحث الجنائية في الشرطة الفلسطينية العميد إياد اشتية، أكّد بدوره في حديثه لـ "راديو طريق المحبة" في نابلس، أنّ أشرف خنفر تعرّض للخطف من قبل "عصابة" و"بطريقة جهنمية" وفق وصفه. 

وأشار إلى أن هناك عدد كبير ممن خططوا وشاركوا ونفذوا ودعموا وأخفوا المخطوف أشرف خنفر. وأكد أن ما جرى حصل بدافع الانتقام على خلفيّة مشاكل عائلية بين عائلة المخطوف والخاطفين. 

وأضاف أنّ "الجريمة معقّدة"، وقد تم "دفع نقود لعصابة مسلحة لتنفيذ عملية الخطف"، و"كانت إمكانية أن يتم قتل المخطوف، واردة".

"الجريمة معقّدة"، وتم "دفع نقود لعصابة مسلحة لتنفيذ عملية الخطف  

وبالعودة إلى فيحاء خنفر، تقول إن التحقيقات في القضية أظهرت أن المشتبه فيه بتدبير عملية الاختطاف، هو طليق شقيقتها، وقد سافر -لأجل التمويه- إلى الأردن مدة يومين، حتى يبعد عن نفسه الأنظار، لأنه كان يتوقع استجوابه من قبل الأمن بسبب الخلافات السابقة معه، وهو في دائرة الشك، علمًا أنه مشتبه به بتدبير عملية إطلاق نار على محل لهم في طولكرم قبل شهرين.

وتابعت أن العائلة والأجهزة الأمنية فقدت أي طرف خيط يمكن أن يوصل للفاعلين بعد عملية الاختطاف، خصوصًا أن أثر سيارة الخاطفين فُقد في منطقة دير شرف غرب نابلس، لعدم توفر كاميرات في المنطقة.

مكالمة هاتفية.. هكذا وصلت الشرطة للخاطفين في جنوب الضفة

وعن كيفيّة الوصول إلى طرف الخيط، أشارت إلى أن الشرطة وضعت المشتبه به تحت المراقبة، وبعد عودته من الأردن كان هناك أمر باعتقاله من قبل النيابة العامة بسبب توصل الأجهزة الأمنية إلى ترجيح أن الجريمة قد تنتهي بالقتل ولن تتوقف على الخطف والتعذيب حسب تحليلهم للجريمة لأن مدة الخطف طالت، لكن ما جرى بعد عودته أنه لم يتم اعتقاله وانما اكتفوا باستجوابه، ثم أخلوا سبيله وكثفوا الرقابة عليه وعلى كل هواتف عائلته، ومن هنا تم التوصّل إلى طرف الخيط، حيث اتصل به أحد الأرقام من منطقة الخليل، وكان المتصل شخص صاحب سوابق، فكان هذا طرف الخيط.

وتابعت أن الأجهزة الأمنية تابعت الخاطفين، وفي ليلة الخميس/ الجمعة تم إرسال قوة إلى قرية الخاطف في سلفيت، وجرى اعتقاله مع اخوته.

عصابة مسلحة اختطفت أشرف خنفر من طولكرم، بتوجيهات من شخص في الولايات المتحدة وبتدبير من شخص يقطن محافظة سلفيت 

وتقول فيحاء خنفر، إن عملية تحرير شقيقها أخذت عدة ساعات بين مداهمة واستلام، لأنهم كانوا يخشون أن يقوم الخاطفون بالتخلص منه، عند اكتشافهم.

وأكدت خنفر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت من يقف خلف عملية الخطف وكذلك بعض الخاطفين، لكن هناك من هرب إلى داخل الخط الأخضر.

عملية تفاوض جرت  لأكثر من ساعة هاتفيًا مع الخاطفين 

وبحسب مدير إدارة المباحث الجنائية العميد إياد اشتية، فقد تمت مداهمة أكثر من مكان للخاطفين، وتمت محاصرتهم محاصرة دقيقة جنوب الضفة، وكانوا مسلحين، الأمر الذي أكّد لهم أن المباحث العامة وصلت بالفعل لخيوط العملية، ولديها تفاصيل عن الحادثة. 

وكشف عن أن عملية تفاوض جرت  لأكثر من ساعة هاتفيًا مع الخاطفين، وهذا الأمر أجبرهم على تسليم المخطوف لشخص آخر، سلّمه بدوره للأجهزة الأمنية الفلسطينية، الأمر الذي انتهى بعودة أشرف خنفر لعائلته، فيما التحقيق مع المشتبه بهم في القضية ما يزال متواصلًا.