03-أكتوبر-2024
إغلاق إسرائيلي يطال الخليل

لليوم الرابع، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بذريعة أعياد رأس السنة العبرية.

حصار خانق يفرضه الاحتلال على مدينة الخليل، حتى أنّه لا يسمح لشاحنات النفايات بجمع المتكدّس في الشوارع منذ ثلاثة أيام

وأفاد شهود عيان لـ"الترا فلسطين" بأن قوات الاحتلال تغلق المداخل الرئيسة للمدينة منذ الإثنين الماضي، ومنها مدخل راس الجورة ومدخل الفحص عند المنطقة الصناعية، وغيرها من المداخل الأخرى، علاوة على إغلاق جميع الحواجز في المنطقة المغلقة H2.

وفيما تتذرع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأن الإغلاق بسبب الأعياد اليهودية، فإن هذه الإغلاقات تتزامن مع عملية يافا التي وقعت قبل يومين ونفذها شابان من الخليل، وهو ما رآه عديدون عقابًا جماعيًا يمارسه الاحتلال بحق نحو ربع مليون فلسطيني يعيشون في المدينة.

يقول رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة إن الاحتلال يمارس عدوانه على الخليل بشكل مستمر، مثلما حوّل المدن في الضفة الغربية إلى معازل، وإلى سجون كبيرة.

تحوّلت الخليل إلى سجن كبير
تحوّلت الخليل إلى سجن كبير

وأضاف أبو سنينة لـ"الترا فلسطين" بأن كافة مداخل ومخارج المدينة مغلقة تمامًا، وقد تفتح لبعض الوقت، ولكن تكون هناك أزمة خانقة عليها بسبب تواجد جنود الاحتلال والتدقيق في هويات المواطنين والتنكيل بهم.

وقال أبو سنينة، إن الناس تعيش اليوم في سجن كبير في الخليل، والشوارع فارغة، وما يقوم به الاحتلال هو "عقاب جماعي".

وحول تأثير هذه الإغلاقات عليهم، قال أبو سنينة إن مدينة الخليل مدينة تجارية تعتمد على الوافدين من نفس المحافظة أو من أراضي 48، وبالتالي هناك شلل اقتصادي، علاوة على تراكم النفايات في شوارع المدينة.

وبيّن أن مدينة الخليل تنتج يوميًا 350 طن نفايات، وكلها موجودة في الشوارع منذ 3 أيام حيث لا يسمح الاحتلال لسيارات النفايات بالدخول والخروج من المدينة.

من جانبه قال الناشط الحقوقي في الخليل عيسى عمرو لـ"الترا فلسطين"، إن الإغلاقات متواصلة لليوم الثالث على التوالي، وتؤثر في حياة 250 ألف نسمة لا يستطيعون الخروج من المدينة.

وأضاف أن هذا الإغلاق أثّر على الحياة الاقتصادية والتعليمية والمدنية، وحول المدينة إلى مدينة أشباح، من حيث غياب المتسوقين من القرى والبلدات.

وأعلنت جامعات ومعاهد في الخليل التحول إلى نظام التعليم الإلكتروني أو المدمج بسبب إغلاقات الاحتلال للخليل هذه الأيام.

بدوره تابع عمرو، أنه من ناحية ثانية هناك إغلاق ومنع تجول في مناطق H2 بسبب الأعياد اليهودية ورأس السنة العبرية، وهو ما أثر على المواطنين بشكل كبير ولم يتوجهوا للمدارس والعمل ويعيشون في خوف ولا تصل إليهم الخدمات.

وردًا على مبررات الاحتلال، قال عمرو، إن هذا يجري لأول مرة، وهذا إغلاق كبير جدًا غير مسبوق ولا مبرر لهذه الإغلاقات، مشيرًا إلى أنهم يستطيعون فرض الإغلاق على المستوطنين، وهم قلّة في الخليل، مقابل عدد سكانها الفلسطينيين.

من جهتها، قالت حركة حماس إنّ إغلاق الاحتلال للحرم الإبراهيمي في الخليل، من الخميس وحتّى الأحد القادم، تمهيدًا لاستباحته وتدنيسه من قبل المتطرّفين الصهاينة، هو جريمة واعتداءٌ سافرٌ على مسجد إسلاميّ خالص، وانتهاكٌ لحرمته وقداسته، وإمعانٌ في التضييق على حقّ أهلنا في ممارسة شعائرهم الدينية فيه.