يحفر نازحون في مخيمات النزوح العشوائية في بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة، آبار مياه بطرق بدائية وأولية، للحصول على المياه واستخدامها في أغراض الاستحمام وغسل الأواني، لحل أزمة شح المياه الناتجة عن الحرب الإسرائيلية في شهرها الحادي عشر.

المياه المستخرجة من البئر بواسطة دلو مربوط بحبل طويل حلوة المذاق، وهي صالحة للاستحمام وتنظيف الأواني رغم أن لونها يميل للصفرة بسبب عوامل الطبيعة

ويقول مؤمن أبو سلامة (38 عامًا)، أحد العاملين في حفر آبار المياه، إن فكرة حفر آبار المياه ظهرت في الحرب نتيجة الحاجة للمياه، وقد بدأ بها مع أحد أصدقائه في بلدة الزوايدة، في المخيم الذي يسكن فيه مع عائلتي.

ويوضح مؤمن أبو سلامة لـ الترا فلسطين، أن اللجوء لهذه الآبار في الزوايدة تحديدًا، يعود إلى أن المنطقة الغربية منها متوفرة على عمق 3 إلى 4 أمتار فقط في باطن الأرض، وبالتالي يمكن الوصول إليها عبر أدوات الحفر البدائية (الكريك والطورية).

وأوضح، أن عملية الحفر تبدأ بالحفر بصورة دائرية بقطر لا يزيد عن متر واحد، وبعد الوصول إلى عمق ثلاثة أمتار يبدأ لون التربة بالتغير إلى اللون الداكن، وهو إشارة إلى الوصول إلى منطقة الماء.

ويضيف أبو سلامة، "عند ظهور الماء نتوقف عن الحفر ونقوم بتجهيز برميل أسطواني مصنوع من البلاستيك مفتوح من الجهتين، حيث نحدث فيه ثقوبًا من جميع الجوانب لضمان تسرب المياه داخله، ثم نلفه بقطعة من القماش تعمل بمثابة مصفاة لضمان عدم اختلاط الماء المتدفق من باطن الأرض إلى داخل البئر بالرمال، ثم نضعه في منتصف قاع البئر.

ويتابع مؤمن أبو سلامة، وهو نازحٌ من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أنهم بعد وضع البرميل في منتصف قاع البئر، يبدأون بردم الرمال في محيط البرميل البلاستيكي، ثم يضعون عدة قطع أسطوانية مصنوعة من الإسمنت فوق البرميل حتى الوصول إلى سطح الأرض، ومع وضع كل قطعة تتواصل عملية ردم الرمال وصولًا إلى سطح الأرض.

وفي المرحلة النهاية، يضع أبو سلامة وصديقه كمية من الحصى في قاع البئر حتى تساعد على تصفية المياه وضمان عدم خروج الرمال مع المياه.

ويؤكد مؤمن أبو سلامة، أن المياه المستخرجة من البئر بواسطة دلو مربوط بحبل طويل حلوة المذاق، وهي صالحة للاستحمام وتنظيف الأواني رغم أن لونها يميل للصفرة بسبب عوامل الطبيعة، غير أنها بحاجة لعمليات فلترة إضافية حتى تصبح صالحة للشرب بصورة آمنة.

وأسفرت عمليات تدمير قوات الاحتلال لعدد كبير من الآبار التابعة لبلديات قطاع غزة، خلال اجتياحه البري لها، في منع تدفق المياه إلى المواطنين في أنحاء كبيرة من القطاع، وتقلص وصولها إلى عدة ساعات أسبوعيًا فقط.

ويلجأ عدد كبير من النازحين إلى المشي مسافة طويلة للحصول على المياه من بعض محطات التحلية التي لا تزال تعمل بجزء من طاقتها، فيما يساهم انقطاع التيار الكهربائي بصورة مستمرة من حرمان المواطنين والبلديات من تشغيل بعض الآبار بسبب عدم توفر تيار كهربائي قوي ومنتظم.