04-أكتوبر-2018

تعرض أكثر من ألف دار للسينما بأميركا منذ الثلاثاء فيلم "نبوءة ترامب"، الذي يزعم أن الله اختار الملياردير "اللعوب" دونالد ترامب للحفاظ على القيم الأخلاقية الأميركية.

ويزعم الفيلم أن انتخاب الرئيس الأميركي ترامب عام 2016 كان من المعجزات، ويحكي عبر قصة رجل الإطفاء السابق (يمثله مارك تايلور) الذي أُجبر على الاستقالة من عمله بسبب "اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة".

ويبدأ الفيلم بتلقي رجل الإطفاء، وسط كوابيس ووحوش شيطانية وألسنة لهب جحيمية، رسالة من "الله" في أبريل/نيسان 2011، خلال تجواله على القنوات التلفزيونية، تقول له وهو يشاهد مقابلة مع ترامب "إنك تسمع صوت الرئيس المقبل".

وكان تايلور كتب كتابا بعنوان "نبوءات ترامب.. القصة الحقيقية المدهشة لرجل رأى المستقبل.. وما يقوله يتحقق"، وهو النص الذي يرتكز عليه الفيلم.

وقالت صحيفة غارديان البريطانية إن الاعتقاد بأن انتخاب ترامب هو "من إرادة الله المقدسة" منتشر وسط المحافظين الأميركيين، وها هو رجل الدين البروتستانتي المحافظ البارز فرانكلين غراهام يقول العام الماضي إن فوز ترامب بالرئاسة جاء نتيجة لتدخل إلهي.

وقال غراهام لواشنطن بوست آنذاك إنه يحس عندما يسافر عبر الولايات المتحدة "بأن الله سيفعل شيئا هذا العام".

ترامب لثمانية سنوات!

وكتب تايلور مزاعم أخرى أطلق عليها اسم "نبوءات" تشمل أن ترامب سيحكم فترة رئاسية ثانية، وأن حكم المحكمة العليا التاريخي حول الإجهاض سيتم إلغاؤه، وأن الانتخابات النصفية للكونغرس الشهر المقبل سيكتسحها الحزب الجمهوري، مثل اكتساح تسونامي الشواطئ في إشارة إلى زلازل وموجات تسونامي التي قتلت مئات الآلاف بأندونيسيا والدول المجاورة.

ومن النبوءات المزعومة التي حواها الكتاب الذي جسده الفيلم أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما سيُتهم بالخيانة العظمى، وسيصدر أمر من ترامب باعتقال آلاف المسؤولين الفاسدين، وكثير منهم جزء من دائرة شيطانية واسعة من محبي ممارسة الجنس مع الأطفال، كما أن ترامب سيجبر شركات الأدوية على الإفراج عن علاجات السرطان وألزهايمر التي تحتجزها عندها.

ردود فعل المشاهدين

ونشرت غارديان ردود فعل من بعض مشاهدي الفيلم، حيث أعرب كثير منهم عن اعتقاده بأن ما يقوله الفيلم صحيح، مشيدين بالكلمات الختامية المطولة في الفيلم التي تؤكد "قيادة أميركا للعالم وقوة اقتصادها وشجاعتها وبطولاتها العسكرية ودفاعها عن إسرائيل وتقواها وورعها وصلاحها".

فيما سخر كثيرون من هذا الفيلم معتبرين أنه إحياء للطريقة الديكتاتورية القديمة التي تؤله الزعماء وتعمل على إداراجهم في منامات الجماهير، كي يعتقد البسطاء أن طاعتهم والثقة بهم ضربًا من التقرب للسماء.

وقال معلقون أن الفيلم يستخف بعقول الأمريكيين ليحقق دعاية رخيصة أخلاقيًا لكن "ثمنها باهظ"، في إشارة إلى تكلفة الفيلم التي بلغت مليوني دولار.

وأُنتج الفيلم بالتعاون بين "أستديوهات ريلوركس" ومدرسة السينما بجامعة "ليبرتي يونيفرستي"، وهي مؤسسة مسيحية بروتستانتية محافظة بمدينة لينشبيرغ الأميركية، وشارك في الإنتاج أكثر من خمسين طالبا وتسعة من أعضاء هيئة التدريس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ترامب: لم أشرب ولا قطرة خمور في حياتي

ترامب للملك سلمان: إدفع فلن تبقى بالحكم لأسبوعين بدون جيشنا