03-نوفمبر-2023
غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

حذّرت وكالات الأمم المتحدة في بيان مشترك مساء الجمعة من الأوضاع الكارثية التي تعيشها الأمهات والأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة، وسط قصف إسرائيلي مستمر استهدف به المنظومة الصحية بالقطاع، وتزايد أعداد الشهداء منهنّ ومن الأطفال، وكلّ ذلك يحدث مع وجود قرابة 50 ألف امرأة حامل في غزة، حيث تلد أكثر من 160 واحدة منهنّ بالقطاع في كلّ يوم.

ونشرت وكالات الأمم المتحدة بيانًا مشتركًا وهي منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، ووكالة الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

هناك ما يقدر بنحو 50,000 امرأة حامل في غزة، 15% منهنّ يعانين من مضاعفات الحمل أو الولادة ويحتجن إلى رعاية طبية إضافية،  حيث تلد أكثر من 180 امرأة كل يوم

وجاء في البيان المشترك: "تحذر الأمم المتحدة من أن النساء والأطفال والمواليد الجدد في غزة يتحملون بشكل غير متناسب عبء تصعيد الأعمال العدائية في الأرض الفلسطينية المحتلة، سواء كضحايا أو في انخفاض إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية".

وذكر البيان المشترك أنه حتى 3 تشرين الثاني/نوفمبر، استشهد2326 امرأة و3760 طفلاً في قطاع غزة، وهو ما يمثل 67% من إجمالي الضحايا، في حين أصيب آلاف آخرون. وهذا يعني أن 420 طفلاً يقتلون أو يصابون كل يوم، بعضهم عمره بضعة أشهر فقط.

ونوّهت الوكالات الأممية إلى إن القصف الإسرائيلي، والمرافق الصحية المتضررة أو غير العاملة، ومستويات النزوح الهائلة، وانهيار إمدادات المياه والكهرباء، فضلاً عن القيود المفروضة على الوصول إلى الغذاء والأدوية، تؤدي إلى تعطيل الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة بشدة.

وأشارت الوكالات إلى أن هناك ما يقدر بنحو 50,000 امرأة حامل في غزة، حيث تلد أكثر من 180 امرأة كل يوم. ومن المرجح أن يعاني خمسة عشر في المائة منهن من مضاعفات الحمل أو الولادة ويحتجن إلى رعاية طبية إضافية.

وذكرت الوكالات أن هؤلاء النساء غير قادرات على الوصول إلى خدمات التوليد الطارئة التي يحتجن إليها للولادة بأمان ورعاية أطفالهن حديثي الولادة. ومع إغلاق 14 مستشفى و45 مركزاً للرعاية الصحية الأولية، تضطر بعض النساء إلى الولادة في الملاجئ، أو في منازلهن، أو في الشوارع وسط الأنقاض، أو في مرافق الرعاية الصحية المكتظة، حيث تتدهور المرافق الصحية، ويزداد خطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الطبية على ارتفاع، كما تتعرض المرافق الصحية أيضًا لإطلاق النار ففي 1 نوفمبر، تم قصف مستشفى الحلو، وهو مستشفى ولادة بالغ الأهمية.

وتوقّعت الوكالات ازدياد وفيات الأمهات بسبب عدم إمكانية الحصول على الرعاية الكافية. كما أن للأضرار النفسية الناجمة عن الأعمال العدائية عواقب مباشرة - ومميتة في بعض الأحيان - على الصحة الإنجابية، بما في ذلك ارتفاع حالات الإجهاض الناجم عن الإجهاد، وحالات الإملاص، والولادات المبكرة.

وأشارت الوكالات إلى أنه قبل بداية الحملة العسكرية من قوات الاحتلال في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان سوء التغذية مرتفعًا بالفعل بين النساء الحوامل، مما كان له تأثير على بقاء الأطفال ونموهم. ومع تفاقم إمكانية الحصول على الغذاء والماء، تكافح الأمهات من أجل إطعام أسرهن ورعايتها، مما يزيد من مخاطر سوء التغذية والمرض والوفاة.

وحذّرت الوكالات من القادم الأسوأ، فحياة الأطفال حديثي الولادة "معلقة أيضًا بخيط رفيع". وإذا نفد الوقود من المستشفيات، فإن حياة ما يقدر بنحو 130 طفلاً يعتمدون على خدمات رعاية الأطفال حديثي الولادة والرعاية المركزة ستكون مهددة، فلن تعمل الحاضنات وغيرها من المعدات الطبية.

تم الإبلاغ عن أكثر من 22500 حالة من حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة بالإضافة إلى 12000 حالة إسهال، وهو ما يثير القلق بشكل خاص نظراً لارتفاع معدلات سوء التغذية.

ونوّهت المنظّمات إلى أن أكثر من نصف سكان غزة يلجؤون الآن إلى مرافق الأونروا في ظروف مزرية، مع عدم كفاية إمدادات المياه والغذاء، الأمر الذي يسبب الجوع وسوء التغذية والجفاف وانتشار الأمراض المنقولة بالمياه. ووفقا للتقييمات الأولية التي أجرتها الأونروا، فإن 4600 امرأة حامل نازحة وحوالي 380 مولودا جديدا يعيشون في هذه المرافق يحتاجون إلى رعاية طبية. وقد تم بالفعل الإبلاغ عن أكثر من 22500 حالة من حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة بالإضافة إلى 12000 حالة إسهال، وهو ما يثير القلق بشكل خاص نظراً لارتفاع معدلات سوء التغذية.

وعلى الرغم من عدم إمكانية الوصول بشكل مستدام وآمن، قالت الوكالات إنها أرسلت أدوية ومعدات منقذة للحياة إلى غزة، بما في ذلك إمدادات للأطفال حديثي الولادة ورعاية الصحة الإنجابية. ولكن هناك حاجة إلى المزيد لتلبية الاحتياجات الهائلة للمدنيين، بما في ذلك النساء الحوامل والأطفال والمواليد الجدد. وتحتاج الوكالات الإنسانية بشكل عاجل إلى الوصول المستمر والآمن لجلب المزيد من الأدوية والغذاء والمياه والوقود إلى غزة. "ولم يدخل أي وقود إلى قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر. ويجب أن تتلقى وكالات الإغاثة الوقود على الفور حتى تتمكن من مواصلة دعم المستشفيات ومحطات المياه والمخابز".

وجددت الوكالات دعواتها إلى هدنة إنسانية فورية، وحماية الأطفال من الأذى: "هناك حاجة إلى هدنة إنسانية فورية لتخفيف المعاناة ومنع الوضع اليائس من أن يصبح كارثيا. ويجب على جميع أطراف النزاع التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك الرعاية الصحية. ولجميع المدنيين".