26-مارس-2018

صورة توضيحية - Getty

كشفت معطيات إسرائيلية، أن عدد المسلمين واليهود أصبح متساويًا "بين نهر الأردن والبحر والأبيض المتوسط"، في إشارة إلى فلسطين قبل النكبة، ما أثار عاصفة في إسرائيل بسبب الأرقام التي اعتبرها كثيرون بأنها مفاجئة.

المعطيات التي طرحها العقيد أروي منديس، نائب رئيس الإدارة المدنية في جيش الاحتلال، أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، تُبيّن أن 5 ملايين فلسطيني مسلم يعيشون في قطاع غزة والضفة الغربية، باستثناء مدينة القدس، فيما يعيش داخل إسرائيل (أراضي 48 والقدس) 6.44 مليون شخص، من بينهم 1.52 مليون مسلم، وبذلك يكون عدد المسلمين في فلسطين التاريخية 6.5 ملايين فلسطيني.

دعوات في إسرائيل إلى الانفصال عن الفلسطينيين لحماية "يهوديّة إسرائيل" بعد تعادل عدد اليهود مع المسلمين في فلسطين

وأعرب آفي ديختر، رئيس لجنة الخارجية والأمن، عن شعوره بالصدمة إزاء هذه الأرقام، وقال: "هذه المعطيات جديدة، واستثنائية، ولها دلالات. أنا متفاجئ جدًا، وإن صحت هذه الأرقام فهذا مثير للقلق".

ووفق "الإدارة المدنية"، فإن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع بعد اتفاق أوسلو، من مليون نسمة، إلى ثلاثة ملايين نسمة، فيما ارتفع عدد المستوطنين من 100 ألف مستوطن، إلى 400 ألف مستوطن.

ورأى آفي غباي، رئيس حزب العمل، أن هذه المعطيات تؤكد أهمية الانفصال عن الفلسطينيين، وأن هذه المسؤولية ملقاة على عاتق الإسرائيليين فقط، مضيفًا، "الحديث يدور عن خسمة ملايين فلسطيني لن يذهبوا إلى مكان، رغم دعم ترامب الرائع".

وذهبت نحو هذا الرأي أيضًا، رئيس حزب "كاديما" تسيبي ليفني، التي شغلت سابقًا منصب وزيرة الخارجية في حكومة الاحتلال، إذ قالت على حسابها في "تويتر" إن على دعاة ضم الضفة الغربية إلى إسرائيل أن يستيقظوا من هذه الأوهام، لأن فرض الضم على الضفة الغربية سيُفقد إسرائيل الأغلبية اليهودية فيها.

أما زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاك هرتسوغ، فقد اعتبر المعطيات بمثابة "ضوء أحمر تحذيري للقيادة الإسرائيلية التي لا تدرك خطورة تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، وتمضى نحو واقع الدولة الواحدة". وأضاف، "كل من يريد بقاء إسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي، يجب أن يعمل من أجل الانفصال عن الفلسطينيين".

وتُعد هذه الأرقام هي الأولى من نوعها في فلسطين منذ النكبة، بعد تهجير المنظمات الصهيونية حوالي 750 ألف فلسطيني خلال احتلال فلسطين عام 1948، وقتل 15 ألف فلسطينيًا خلال ارتكاب 50 مذبحة موثقة.

وأدت المذابح الصهيونية ومعها التهجير القسري إلى ارتفاع نسبة اليهود المهاجرين من 31% من عدد سكان فلسطين قبل النكبة، ليصبحوا الأغلبية بعد ذلك، قبل أن ترجح الكفة لصالح الفلسطينيين (مسلمين ومسيحيين) مؤخرًا، ثم يصبح عدد المسلمين وحدهم أكبر من عدد اليهود.


اقرأ/ي أيضًا:

إسرائيل عندما تعول على الواقي الذكري

إسرائيل كدولة لناس كثيرين ليسوا مواطنين فيها

يهود الشرق: أسئلة وفصام الهوية