01-نوفمبر-2022
.

خلال اقتحام قوات الاحتلال بيت الصمود في الخليل

منذ سنوات تسعى الجماعات الاستيطانية الصهيونية، للاستيلاء على منزل عائلة "سياج" في تل الرميدة وسط مدينة الخليل المحتلة، بأساليب متعددة تتراوح ما بين الترغيب والترهيب، وذلك بهدف أساسي وهو ربط البؤر الاستيطانية الموجودة في المنطقة ببعضها البعض.

منذ سنوات تسعى الجماعات الاستيطانية الصهيونية، للاستيلاء على منزل عائلة "سياج" في تل الرميدة وسط مدينة الخليل

يسمى المنزل اليوم بـ "بيت صمود"، وتتخذ منه مجموعة "شباب ضد الاستيطان" الشبابية مقرًا لها، لتنفيذ أنشطتها في مواجهة المستوطنين وتوثيق جرائم الاحتلال في المنطقة.

ليلة أمس الأثنين، اقتحم عشرات جنود الاحتلال "بيت الصمود"، وأعلنوا المنزل مع الأرض المحيطة به، منطقةً عسكريةً مغلقة. القرار الذي جاء عشية انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وبعد أسبوع التصعيد الإسرائيلي على الخليل، يترافق مع حملة شعبية نظمتها مجموعة شباب ضد الاستيطان لقطف ثمار الزيتون في الأرض المحيطة بالمنزل، والتي نفذ خلالها المستوطنين عشرات الاعتداءات عليهم.

وحول تفاصيل ما حصل الليلة الماضية، قال منسق مجموعة شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو إنهم تفاجئوا الليلة باقتحام عشرات الجنود للمنزل، وكان بداخله دورة تعليم للغة الإنجليزية، ودورة في القانون الدولي للأطفال من أبناء المنطقة، بحضور متضامنين أجانب، يشاركون معهم في حملة قطف الزيتون.

.

وتابع عمرو أن الجيش أعلن البيت والأرض المحيطة به منطقةً عسكريةً مغلقةً، وهذا ما يجري لأول مرة، حيث أنهم في عام 2015 أعلنوا كل المنطقة باعتبارها منطقةً عسكريةً مغلقةً وليس البيت وأرضه، أمّا بالأمس أعلن عن البيت ومحيطه، وتم طرد المتواجدين فيه.

ويرجح عمر في حوار مع "الترا فلسطين"، أن السبب في هذا القرار له يرتبط في انتخابات الكنيست ومحاولة استقطاب أصوات مستوطني الخليل، وردًا على العملية الفدائية التي وقعت في مستوطنة "كريات أربع" قبل يومين، خصوصاً أن المستوطن عوفر أوهانا والذي أصيب بها كان من أكثر المعادين لمجموعة شباب ضد الاستيطان وعلى عداء خاص مع هذا المنزل.

وعن تفاصيل ملكية المنزل، يروي عمرو أن هذا المنزل هو ملك لعائلة "سياج"، وهي تسكن في القدس، واضطرت لترك البيت بسبب اعتداءات المستوطنين المتكررة عليهم عام 2000، وفي عام 2001 قام الجيش بتحويل البيت إلى معسكر له، واستخدمه لمدة 6 سنوات، أي حتى عام 2006 وكانت الأراضي المحيطة به كلها مغلقة.

وتابع عمر، أنه في عام 2007 دخل المستوطنون البيت وحاولوا إقامة بؤرة استيطانية بداخله مثل البؤرة الاستيطانية الموجودة في بيت عائلة "البكري" المجاور له، ولكن شباب ضد الاستيطان قاموا باستئجار البيت من عائلة "سياج" من خلال عقد الإيجار المسجل باسم عيسى عمرو، ويستخدمه كمنزل له ومركزًا لشباب ضد الاستيطان ولجميع النشاطات التي تقوم بها المجموعة. مضيفًا، بعد استئجار البيت، وقعت عدة خلافات مع المستوطنين، قبل أن يتمكنوا من الدخول إليه بالقوة في عام 2007 والبقاء فيه حتى يوم أمس.

.
من القرار الإسرائيلي الذي يعلن عن إغلاق المنزل

وأكد عمرو أنهم منذ سنوات يتعرض لتهديدات وإغراءات ومحاولات إغلاق للمنزل، لافتًا النظر إلى أنه تم إغلاقه بالفعل عام 2015، فيما تمكنوا من العودة إليه بعد 6 أشهر وإعادة افتتاحه.

ويقع "بيت الصمود" على حدود مستوطنة تل ارميدة، ويمنع تمددها باتجاه البلدة القديمة الخليل، وخلق حلقة وصل بين المستوطنات ببعضها البعض.

وحول أهمية الموقع الاستراتيجي للبيت، أفاد عمرو أنه موجود في منتصف تل ارميدة بجانب بؤرة استيطانية يعيش فيها "باروخ مارفيل" وهو متطرف من أتباع حركة "كاهانا"، ويعيش هناك "ايتمار بن جفير"، ويقع بين مستوطنة تل الرميدة والبؤر الاستيطانية الموجودة في شارع الشهداء.

والمستوطنون بحسب عمرو، لديهم حلم للسيطرة على المنطقة، وذلك لأن البيت يمنع التواصل الجغرافي للحي الاستيطاني في قلب مدينة الخليل، بحسب تصورهم.

منذ شهور قامت مجموعة شباب ضد الاستيطان بترتيب أوضاعها من جديد، وبدأت بتنفيذ نشاطات، منها حملة قطف الزيتون في تل ارميدة وحققت نجاحًا كبيرًا وسلطت الضوء على المنطقة، بالرغم من اعتداءات المستوطنين عليهم.

.
نص القرار الإسرائيلي

وبيّن عمرو أنهم يقومون باستقبال المتضامنين الأجانب والدبلوماسيين وتنفيذ نشاطات شعبية وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وتعزيز صمود العائلات في المنطقة.

وحول خطواتهم القادمة عقب إعلان البيت منطقةً عسكريةً مغلقةً، قال عمرو إن نضالهم مستمر ولن يتوقفوا، ونقلوا الليلة النشطاء إلى منزل قرب الحرم الإبراهيمي، ولكن سوف يكون هناك حملة محلية ودولية لإعادة البيت، حيث أن البيت مشهور على المستوى العالمي. طرحًا مثال زيارة نائب المستشارة الألمانية السابقة ميركل للبيت، بالإضافة للكثير من الدبلوماسيين وأعضاء الكونغرس الأمريكي، ومعظم من يزور فلسطين من أنصار القضية الفلسطينية، ويرغبوا في الحصول على معلومات عن جرائم الاحتلال والفصل العنصري يزوروا البيت وبالتالي له ثقل كبير حقوقي ودولي.

وأردف عمرو "سوف نستمر بالتواجد فيه، ونتحدى الاحتلال، ونقوم بالأنشطة مهما كانت التضحيات، نجحنا في عام 2015 ونظمنا حملةً عالميةً وأجبرنا الاحتلال على التنازل عن إعلان المنزل منطقة عسكرية مغلقة".

تجدر الإشارة أن حي تل الرميدة يقع ضمن البلدة القديمة من مدينة الخليل الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، ويسكن بها نحو 400 مستوطن، يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.

وقُسّمت مدينة الخليل بحسب اتفاق الخليل في 17 كانون الثاني/ يناير 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية و"إسرائيل"، إلى منطقتي H1 وH2، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.