أظهر تحقيق نشرته شبكة "سي ان ان" الأميركية أن حركة حماس تمكنت من إعادة بناء نصف كتائبها العسكرية رغم مرور 9 أشهر من حرب الإبادة الإسرائيلية، وهو ما يتعارض مع ادّعاءات بنيامين نتنياهو بأن تحقيق النّصر على حماس، بات وشيكًا.
تحقيق لشبكة سي ان ان: نصف الكتائب العسكرية لحماس في شمال ووسط غزة، أعادت بناء بعض قدراتها القتالية
ويعتقد جيش الاحتلال وجهاز الشاباك الإسرائيليّ بأن 24 كتيبة تابعة لكتائب القسام تعمل في أنحاء متفرّقة من قطاع غزة، غير أنّ تحليل "سي ان ان" لبيانات 16 من هذه الكتائب في شمال ووسط غزة، وهي المناطق الأكثر استهدافًا في الهجوم الإسرائيلي، أظهر أنه من بين الـ16 كتيبة، تم تدمير اثنتين فقط، وقد تدهورت 9 أخريات ولكنها لا تزال تعمل، في حين أن 5 كتائب فعّالة في القتال، وقادرة على تنفيذ مهام ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
نتنياهو يقول إن "النّصر على حمـ.ـاس في الأفق وبات وشيكًا"، لكن بيانات حللتها "سي إن إن"، تكشف عن تمكن حمـ.ـ.اس من إعادة بناء قدراتها، وتشكك في ادّعاء نتنياهو. pic.twitter.com/AfNkc0AQOo
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) August 5, 2024
وحلل البيانات مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أميركان إنتربرايز" ومعهد دراسة الحرب، وكذلك شبكة "سي ان ان"، وأظهرت نتيجة تحليل البيانات أنه وحتى مع استخدام "إسرائيل" لقوتها العسكرية الكاملة، إلّا أن حماس تمكنت من إعادة بناء ما يقرب من نصف هذه الكتائب جزئيًا. وتقول إنها تعمل على تجديد صفوفها.
وبيّن التحقيق أنه في جباليا (شمال قطاع غزة)، تظهر مشاكل إسرائيل بوضوح. ففي كانون أول/ ديسمبر، أعلنت إسرائيل تدمير الكتائب الثلاث المتمركزة هناك، لكن في أيار/ مايو، أي بعد أقل من 6 أشهر، واجه الجيش الإسرائيلي قتالاً عنيفًا من قبل الكتائب الثلاث، والآن تقاتل لكن الآن، كقوة حرب عصابات، تخرج من بين الأنقاض.
ورغم أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يدّعي أن نصف القيادة العسكرية في حماس وأكثر من 14 ألف مقاتل إما تم أسرهم أو قتلهم. لكن حماس تقول إنها تواصل التجنيد وإعادة ترتيب صفوفها وتجديد نفسها.
ويقول خبراء عسكريون تحدّثت معهم "سي ان ان" إنّ الغارات الإسرائيلية العنيفة والمكثّفة، أدّت إلى تسريع تجنيد حركة حماس، لآخرين في صفوفها.
وقال العقيد الأمريكي المتقاعد بيتر منصور، إن "حقيقة أنهم ما زالوا في غزة يحاولون استئصال عناصر من كتائب حماس تظهر لي أن نتنياهو مخطئ. إن قدرة حماس على إعادة تشكيل قواتها المقاتلة لم تتضاءل".
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استشهد قرابة 40 ألفًا وأصيب أكثر من 91 ألفًا وفق أحدث معطيات لوزارة الصحة.
ويوم أمس الأحد، نشرت وسائل إعلام عبرية عن أن بنيامين نتنياهو أضاف شرطًا خامسًا للموافقة على صفقة تبادل، يتمثل في إبعاد الأسرى المتهمين بقتل إسرائيليين إلى خارج فلسطين، ومنع عودتهم، إذا ما تقرر الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل.
وأكد نتنياهو، أن إسرائيل لن تنسحب من محور فيلادلفيا ومعبر رفح. جاء ذلك وسط اتهامات متزايدة لنتنياهو من داخل المنظومة الأمنية بأنه يعطل التوصل لاتفاق مع حماس، ويتصرف مثل دكتاتور.
وقال نتنياهو، إن "حماس غير مستعدة للقبول بأي آلية تمنع مرور الأسلحة والمسلحين إلى شمال قطاع غزة". وكرر أنه "يصر على مواصلة الضغط على حماس من أجل إطلاق سراح جميع الأسرى".
وفي السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مسؤول أمني قوله إن مفاوضات صفقة التبادل "وصلت إلى نقطة لم يعد أحد يتحلى فيها بالصبر، لا الأشخاص المعنيون، ولا الأميركيون، ولا عائلات الأسرى"، مؤكدًا أن الوضع "متفجرٌ للغاية".
وأكد المسؤول الأمني، أن الرحلات التي يقوم بها فريق التفاوض الإسرائيلي إلى مصر وقطر ليس لها أي هدف، غير ترديد التعليمات والشروط التي يطالب بها نتنياهو.
وأضاف، "نتنياهو يماطل ويعيق صفقة التبادل رغم أنه هو من بادر بنفسه لطرح المقترح الأخير الذي أعلن عنه بايدن".
وأكد المسؤول الأمني الإسرائيلي، أن مقترح صفقة التبادل المطروح حاليًا هو "أفضل ما يمكن الوصول إليه، وسيكون مفتاحًا لحل كل شيء، بمافي ذلك توقف الحرب، وترتيبات جديدة في غزة، كما أنها ستمنع حربًا أوسع مع حزب الله وإيران، وستؤدي لاتفاق تطبيع مع السعودية".
ووصف المصدر، بنيامين نتنياهو أنه "مثل الدكتاتور"، مضيفًا أنه "يقرر كل شيء بنفسه ولا يستمع لأحد، ويريد من كل الأنظمة أن تعمل لصالحه".
وقال: "نحن نفقد السيطرة على الحكم في البلاد لصالح رئيس وزراء ضعيف لا يفكر إلا في حساباته".