الترا فلسطين | فريق التحرير
كشف تحقيقٌ للقناة 12 الإسرائيلية، أسرار معركة وقعت بين مقاتلين من كتائب القسام وجيش الاحتلال خلال حرب تموز/يوليو 2014، انتهت بمقتل أربعة ضباط إسرائيليين، وتخللها محاولة لأسر جندي، أحبطها جيش الاحتلال بتفعيل إجراء "حنبعل"، وقصف جيب عسكري أثناء تواجد الجندي بداخله.
أحد الضباط الذين كانوا في غرفة العمليات، قال إنهم انتبهوا إلى أن أحد المقاتلين سارع نحو الجيب العسكري، وحينها لم يكونوا يعلمون أن القوة غادرت الجيب باستثناء السائق، قبل أن يُشاهدوا المقاتل وهو يفتح باب الجيب العسكري
وإجراء "حنبعل" يطبقه جيش الاحتلال لحظة اكتشاف وقوع جندي في الأسر من قبل قوات معادية. يسمح هذا الإجراء باستخدام الأسلحة الثقيلة في حالة أسر أي جندي إسرائيلي لمنع الآسرين من الانسحاب حاملين معهم الجندي الأسير، حتى لو شكل استخدام الأسلحة الثقيلة خطرًا على حياة الجندي.
والعملية التي تناولها التحقيق بدأت عند الساعة الخامسة والنصف من فجر عاشر أيام الحرب، خلال شهر تموز/يوليو 2014، عندما تم رصد "أشخاص مشبوهين" على مرمى حجر من مستوطنة "سديروت" بالقرب من الحدود مع قطاع غزة، وكانوا يرتدون خوذات حديدية مموهة، ويُبدون مثل الجنود الإسرائيليين، ولذلك تم تكليف قوة برصد هؤلاء الأشخاص إن كانوا جنودًا أو مقاتلين فلسطينيين.
وأوضح التحقيق، أن الصور التي التقطتها غرفة المراقبة أظهرت أن "المشبوهين" مقاتلون في حركة حماس، ونجح ضباط غرفة العمليات في فهم مكونات الميدان وطبيعة المعركة، وظهرت الصورة بأنها أكثر تعقيدًا، حيث دارت معركةٌ بين القوة الإسرائيلية و12 مقاتلاً من كتائب القسام، بعدما هاجموا الجيب بصاروخ "آر بي جي".
أحد الضباط الذين كانوا في غرفة العمليات، قال إنهم انتبهوا إلى أن أحد المقاتلين سارع نحو الجيب العسكري، وحينها لم يكونوا يعلمون أن القوة غادرت الجيب باستثناء السائق، قبل أن يُشاهدوا المقاتل وهو يفتح باب الجيب العسكري ويُحاول تنفيذ عملية أسر.
وأضاف: "قائد غرفة العمليات أدرك في تلك اللحظة ثقل القرار الملقى على عاتقه، وأن بالإمكان منع وقوع عملية الخطف لكن ليس بالإمكان فعل ذلك دون المخاطرة بحياة الجنود"، وهنا قرروا قصف الجيب.
أكد الجيش تنفيذ إجراء "حنبعل" لمنع أسر جندي، مبينًا أن التحقيق في الواقعة توصل إلى أن الجندي بقي في الجيب بسبب إصابته بنيران مقاتلي كتائب القسام
وفي تعليقه على التحقيق، قال المتحدث باسم الجيش، إن هذه "المعركة" انتهت بإحباط التسلل إلى مستوطنة "سديروت" وكذلك بمنع تنفيذ عملية أسر جنود، وخلال ذلك قُتل أربعة ضباط، اثنان برتبة مقدم، وثالث برتبة ملازم، والرابع برتبة رقيب.
وأكد الجيش تنفيذ إجراء "حنبعل" لمنع أسر جندي، مبينًا أن التحقيق في الواقعة توصل إلى أن الجندي بقي في الجيب بسبب إصابته بنيران مقاتلي كتائب القسام، وأن القصف بالقذائف المدفعية كان جزءًا من "تحييد التهديد".
يُذكر أن كتائب القسام أسرت خلال حرب 2014 جنديين إسرائيليين، هما شاؤول أورون وهدار غولدن، وقد رد الاحتلال بإعلان أن الجنديين قتيلان ولم يتم أسرهما وهما على قيد الحياة، في حين ألمحت كتائب القسام لوجود جندي واحد حي على الأقل في حوزتها.