21-أكتوبر-2017

"استطعنا القضاء على نصف الإرهاب الفلسطيني". بهذا القول علّق وزير جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون على اغتيال المهندس عدنان الغول، باستهداف سيارته في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2004. وهو الرجل الذي كانت رحلته تقليبًا بين الممكنات؛ لإبعاد شبح المستحيل عن قراره الاستراتيجي في الحياة، بمقاومة الاحتلال.

إنه يحيى محمود الغول "أبو بلال"، ابن مخيم الشاطئ الذي وُلد فيه عام 1958. كان من أوائل الإسلاميين الذين نظموا خلية للمقاومة في فلسطين، قبل انطلاقة حركة حماس، رغم لجوء قيادة الإخوان المسلمين في ذلك الوقت للتريث بسبب ما أسمته "عدم جاهزية الظروف للدخول في الصراع المسلح".

كان عدنان الغول أول الإسلاميين الذين نظموا خلية للمقاومة في فلسطين، قبل انطلاقة حماس، واغتال ضابطًا كبيرًا في "الشاباك"

في ذلك الوقت، شكّل عدنان الغول بمفرده خلية تمكنت من قتل مسؤول جهاز "الشاباك" الإسرائيلي في جباليا فيكتور أرجون، كما نفذت عددًا من العمليات، كانت أهمها عملية الحاجز التي ارتقى خلالها أربعة من رفاقه واعتقل آخر، وأصبح اسم عدنان الغول بعدها معروفًا لدى مخابرات الاحتلال، فاضطر لمغادرة قطاع غزة.

اقرأ/ي أيضًا: هكذا أتذكر الأستاذ نزيه

اشترى عدنان الغول سلاحًا من ذهب زوجته، لم يكن خروجه من فلسطين انتهاءً لمشروعه، ففي سوريا حصل على دورات متقدّمة في صناعة المتفجرات والصواريخ، وعاد إلى فلسطين ليصبح أحد الخبراء العسكريين في كتائب القسام، رفقة الشهيد يحيى عياش، وقد كان الغول أول من أبلغ قيادة الكتائب باستشهاده، لتخرج بالبيان الذي هزّ فلسطين وقتها.

طفل يحمل صورة تجمع الشهيد عدنان الغول بأطفاله

وخلال انتفاضة الأقصى، حاول جيش الاحتلال فرض واقع عسكري معقد، فكانت المعسكرات والمستوطنات محصنة، وقلل ذلك من وجود نقاط الاشتباك في قطاع غزة، حيث كان الغول ينشط، هذا إضافة إلى الحصار القوي المفروض على القطاع، ما عطّل تهريب السلاح من الخارج إليه. ومن أجل مواجهة ذلك، عمل المهندس على إحداث  نقلة نوعية في العمل الثوري الفلسطيني، فتحت الباب أمام ما وصلت له المقاومة في غزة الآن، فاشتغل على تصنيع قذائف الهاون والصواريخ التي دكت المستوطنات، وكان منها "الياسين"، و"القسام"، و"البتار".

قدم عدنان الغول ولديه بلال ومحمد شهيدين. أما بلال، فقد افتدى القائد محمد الضيف ووالده بنفسه، فارتقى شهيدًا عندما كان ابن 18 عامًا بصواريخ أطلقتها طائرة أباتشي إسرائيلية، كانت أصلا تريد استهداف والده والضيف.

وفي مثل هذا اليوم، 21 تشرين الأول/أكتوبر، من عام 2004، اغتالت طائرة إسرائيلية الغول داخل سيارة يقودها في غزة، وارتقى معه شهيدًا عماد عباس، أحد خبراء المتفجرات في كتائب القسام، وقد كان ذلك في يوم الخميس، السابع من شهر رمضان.

علّق موشيه يعلون على اغتيال عدنان الغول حينها قائلًا: "استطعنا القضاء على نصف الإرهاب الفلسطيني". أما كتائب القسام، فكان من ردّها على اغتيال مهندسها، أنها أطلقت اسمه على بندقية القنص (غول) التي أعلنت عنها في شهر آب/أغسطس من عام 2014، وقالت إن المدى القاتل لها يصل إلى 2 كلم.

زوجة الشهيد الغول تبكيه بعد اغتياله
أطفال الشهيد الغول يبكونه في يوم اغتياله
ما تبقى من سيارة الشهيد الغول
جثمان الشهيد الغول في تشييعه

اقرأ/ي أيضًا: 

نادر العفوري.. الجنون حين يُصبح خلاصًا

هدده المحققون بزوجته وقطعوا خلفه.. ولم يرضخ

عندما صليت دون حجابي في سجن الرملة