الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة تقريرًا مطوّلًا عن القيادي في تنظيم "جباية الثمن" الإرهابي، المستوطن "تسفي سوكوت" الذي من المقرر أن يُصبح يوم غد الثلاثاء، عضوًا في الكنيست الإسرائيلي ليحل في مقعد "بتسلئيل سموتريتش" زعيم حزب "الصهيونية الدينية".
كان تسفي سوكوت زعيمًا للخليّة الإرهابية اليهودية الأولى التي أضرمت النار بمسجد في قرية ياسوف قرب سلفيت، في كانون أول/ ديسمبر 2009، وخطّت على جدرانه شعار "جباية الثمن"
وسيستقيل "بتسلئيل سموتريتش" من عضوية الكنيست بموجب ما يعرف بـ "القانون النرويجي"، ليواصل شغل منصب وزير المالية ومنصب وزير داخل وزارة الجيش كمسؤول عن "الإدارة المدنية" في جيش الاحتلال بالضفة الغربية، والتي تتولى إصدار تراخيص البناء للمستوطنين، وأوامر الهدم للفلسطينيين في مناطق (ج) وفق اتفاق أوسلو.
وما يعرف بـ "القانوني النرويجي" قانون يُعمل به في البرلمان النرويجي، وينص على إلزام الوزراء باستثناء رئيس الحكومة، بالاستقالة من عضوية البرلمان، خلال فترة عضويتهم في الحكومة واستبدالهم بآخرين من داخل القائمة الانتخابية للحزب، مع الاحتفاظ بحقِّهم بالعودة إلى الكنيست على حساب الأعضاء الذين جاؤوا مكانهم، في حال استقالتهم من الحكومة.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن "سوكوت" الذي يبلغ 32 عامًا، كان زعيمًا للخليّة الإرهابية اليهودية الأولى التي أضرمت النار بمسجد في قرية ياسوف قرب سلفيت بالضفة الغربية في كانون أول/ ديسمبر 2009، وخطّت على جدرانه شعار "جباية الثمن"، وأثارت القضية حينها إدانات ومطالبة بأن تعمل الشرطة و"الشاباك" ضد اليمين المتطرف. وكان أحد المعتقلين في القضية "سوكوت"، وكان يبلغ من العمر حينها (20 عامًا)، وكان حريصًا على إنكار ضلوعه في العملية، والتزم الصمت أثناء التحقيق معه، وبعد أسبوعين من اعتقاله تم الإفراج عنه، وفي النهاية جرى إغلاق الملف ضدّه بذريعة عدم كفاية الأدلة.
ومضت الصحيفة بالقول: "لقد مرّ أكثر من 13 عامًا، وإذا تطورت الأمور كما هو مخطط لها، فإن الشخص المشتبه في كونه رئيس أول منظمة سرية أشعلت النار في مسجد بالضفة الغربية سيؤدي قريبًا اليمين الدستورية أمام الكنيست".
وطبقًا للصحيفة العبرية فإن "سوكوت" كان من "فتية التلال"، وهو مصطلح يستخدمه الإعلام العبري للتمويه على تنظيم "جباية الثمن الإرهابي" الذي يشنّ هجمات تستهدف الفلسطينيين ومقدساتهم وممتلكاتهم ومزارعهم في الضفة الغربية.
تسفي سوكوت ترشّح لعضوية الكنيست، لكونه شخصية معروفة بين أوساط المستوطنين، ويحتل حاليا المرتبة 16 على قائمة حزب "الصهيونية الدينية"
وكتبت الصحيفة أنّ تسفي سوكوت ترشّح لعضوية الكنيست، لكونه شخصية معروفة بين أوساط المستوطنين، ويحتل حاليا المرتبة 16 على قائمة حزب "الصهيونية الدينية"، وقد كان في الماضي من "فتية التلال" وظلّ حريصًا على الادّعاء بأن "عنف المستوطنين غير موجود".
ويتبنى "سوكوت" الخطة التي نشرها بتسلئيل سموتريتش قبل الانتخابات الأخيرة، والتي بموجبها يجب دفع الفلسطينيين في الضفة الغربية نحو اليأس، وتشجيع هجرتهم، وعدم منح حق التصويت لمن يتبقى منهم. كما رفض سوكوت أن يوضح بالتفصيل ما الذي ينوي التركيز عليه أثناء وجوده في الكنيست، لكنّه سرد القيم التي يؤمن بها، والتي سيعمل على تنفيذها أثناء وجوده في الكنيست وهي: تمكين اليهود من العيش في أي مكان يريدونه، في إشارة لتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وأنه يعتقد بضرورة سحب الجنسية الإسرائيلية ممن لا يؤمنون بإن "إسرائيل" يجب أن تكون دولة يهودية، بغض النظر عن خلفياتهم.
وأضافت الصحيفة أنه حتى في السنوات الأخيرة، شارك سوكوت، في أنشطة غير قانونية، إذ كان أحد مؤسسي بؤرة "افيتار" الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، وتشييد مستوطنة أخرى غير شرعية في النقب.
والمستوطن المتطرّف تسفي سوكوت وُلد لأسرة حريدية متشددة دينيًا في مستوطنة "بيتار عيليت"، وانضم إلى تنظيم جباية الثمن خلال الاحتجاجات على الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية، وانتقل للدراسة في مدرسة دينية في مستوطنة "يتسهار" عندما كان عمره 16 عامًا، ثم تركها بعد فترة ليقود الاحتجاجات ضد إخلاء بؤرة "عمونا" الاستيطانية إلى جانب أفيحاي بوفارون، ممثل منطقة الضفة الغربية حاليًا في حزب الليكود.
وبحسب الصحيفة فإن جهاز "الشاباك" الإسرائيلي كان يراقب "سوكوت" عن كثب للاشتباه بقيامه بإضرام النار في مسجد في ياسوف، وعندما بلغ 18 عامًا من العمر صدر أمر بإبعاده إداريًا من الضفة الغربية. وفي عام 2011 تم استجوابه للاشتباه في تورّطه في إشعال النار في سيارة قائد مركز للشرطة الإسرائيلية، على خلفية هدم المباني في بؤرة "عمونا" الاستيطانية. وكما في حالة إشعال النار بالمسجد، تم إغلاق هذه القضية أيضًا.
كان أحد مؤسسي بؤرة "افيتار" الاستيطانية على جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس
ولفتت الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من ادّعاء سوكوت بأنّ تغيّرًا طرأ على توجهاته، إلّا أنه شارك في العديد من الأنشطة غير القانونية في السنوات الأخيرة. ففي عام 2021 كان أحد مؤسسي بؤرة "افيتار" الاستيطانية وسكن هناك أيضًا. وبعد ذلك شارك في صياغة التسوية التي نصت على أن المستوطنين سيُخلون البؤرة الاستيطانية بينما ستقوم "الإدارة المدنية" والحكومة الإسرائيلية لاحقًا بالتحقق مما إذا كان من الممكن إقامة مستوطنة على جبل صبيح، ثم سيعودون إلى البؤرة الاستيطانية إن كان ذلك ممكنًا.
ويظهر شريط فيديو تم تسجيله في شهر نيسان/ أبريل 2021 قيام سوكوت بدفع رئيس المجلس القروي الفلسطيني في سبسطية وركله في رأسه، أثناء وجود جنود الاحتلال.
وفي شهر أيار/ مايو من العام الماضي كان "سوكوت" ضمن مجموعة أقامت عدة مبان مؤقتة في النقب وأعلنت عن إنشاء بؤرة استيطانية تسمى "معاليه بولا"، وقد تم اعتقال سوكوت لاستجوابه للاشتباه بارتكابه مخالفة البناء غير القانوني، والتعدي على ممتلكات الغير، وقد تم الإفراج عنه بعد وقت قصير، وصودر سلاحه الشخصي لمدة شهر تقريبًا إلى أن أمرت محكمة بئر السبع، الشرطة بإعادته.
Yesterday, May 17.
A Jewish settler drives into the village of Huwwara near Nablus, and films himself climbing a street pole, taking down a Palestinian flag. pic.twitter.com/gXgkLlVu9B— Jalal (@JalalAK_jojo) May 18, 2022
وفي شهر أيار/ مايو من العام الماضي أيضًا، نُشر مقطع فيديو شوهد فيه سوكوت وهو يُنزل العلم الفلسطيني عن الشارع الرئيس في بلدة حوارة جنوب نابلس، وهو عمل أثار ضجة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبعد ذلك تم تصوير مستوطنين آخرين وحتى جنود في جيش الاحتلال وهم ينزلون الأعلام الفلسطينية المرفوعة في حوارة ومناطق فلسطينية أخرى.
ويتولى سوكوت، تحرير مجلة أسبوعية توزع في صفوف أنصار "اليمين المتطرف"، وبالإضافة إلى ذلك قام خلال الأشهر الماضية بتنظيم جولات قام بها المستوطنون إلى الينابيع والجداول التي يزورها الفلسطينيون عادةً في الأراضي الفلسطينية. واعتبر سوكوت تلك الجولات "إعتاق لتلك الأنهار و"إعتاق للأرض"، وهو مبدأ بلورته الحركة الصهيونية يقوم على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وجمع الأموال من أثرياء اليهود والمسيحيين الموالين للمشروع الصهيوني، لشراء الأراضي ولتمويل الاستيطان في فلسطين.