12-أكتوبر-2016

مشادة بين مسن ورجل أمن أثناء مسيرة للجهاد الإسلامي – صورة أرشيفية

تزداد العلاقة المتأزمة بين حركة الجهاد الإسلامي والسلطة الفلسطينية تأزما، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين حول أسباب هذه الأزمة التي بلغت ذروتها ليلة الأربعاء، عندما اعتقلت أجهزة أمنية تابعة للسلطة كوادر في الحركة، وذلك امتدادا للتصعيد الذي بدأ بين الجانبين في قرية صرة قضاء نابلس، مساء الأحد.

وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي، الأربعاء، عن حملة اعتقالات واستدعاءات وصفتها بأنها "مسعورة" طالت قيادات في الحركة وأبناء شهداء وأسرى محررين، موضحة، أنها بدأت باعتقال القيادي أحمد العوري من منزله في بيت عور قضاء رام الله.

الجهاد الإسلامي تتهم الأمن باعتقال عدد من كواردها وقيادتها وتحذير عائلة أحد أسراها من الاحتفال بتحرره

وحسب بيان الحركة، فإن الاعتقالات طالت أيضا القيادي المحرر علي شواهنة من قلقيلية، الذي كان قد تزوج قبل فترة وجيزة، إضافة للأسير المحرر مجد حوراني، والناشط عمر دراغمة من طوباس، إضافة لنجل الشهيد القيادي بالحركة رياض بدير، أحد قادة معركة جنين.

اقرأ/ي أيضا: هل بدأت "فتح" حربا على منتقدي الرئيس؟

وقالت، إن الأمن الوقائي في الخليل استدعى والد الأسير ثائر حلاحلة وحذره من إقامة أي مظاهر احتفالية بالإفراج المنتظر عن نجله منتصف الشهر الجاري، بعد اعتقال دام لأكثر من عامين، علما أن ثائر يُعد أحد أوائل من خاضوا إضرابات مفتوحة عن الطعام ضد الاعتقال الإداري، وقد انتزع حريته إثر ذلك، قبل أن يعيد الاحتلال اعتقاله.

وحذرت الحركة مما وصفته "تسابق أجهزة السلطة على قمع حركات المقاومة كعربون بين يدي الاحتلال في بازار السباق على خلافة أبو مازن"، مطالبة بتحرك فلسطيني على كافة المستويات الرسمية والشعبية والإعلامية "للجم تغول أجهزة أمن السلطة على حركات المقاومة ونشطائها"، على حد تعبير البيان.

وجاءت هذه الاعتقالات، التي أكدتها مصادر محلية، امتدادا لتصعيد متبادل بين فتح والسلطة الفلسطينية من جهة، والجهاد الإسلامي من جهة أخرى، إثر احتكاك وقع بين وفد من الحركة وأشخاصا، لم يتم حتى الآن التأكد من هوية أي منهم، في قرية صرة مساء الأحد، خلال مشاركة الوفد الذي ضم الأسرى المحررين خضر عدنان وماهر الأخرس ومحمد علان في استقبال الأسير المحرر عبيدة أبو حسين.

واتهمت الجهاد من قالت إنهم عناصر أمنية بالزي المدني بالاعتداء على وفدها ومحاصرتهم داخل مخزن في القرية، مستخدمين عصيا وسكاكين، وهو ما نفته الأجهزة الأمنية ومصادر فتحاوية.

وقال نشطاء في فتح، إن خضر عدنان والوفد المرافق له قاموا "بتصرفات استفزازية"، وفق وصفهم، أثناء الاحتفال، إذ حاول عدنان إلقاء كلمة في الاستقبال رغم رفض أهالي صرة لذلك، كما حاول نزع الكوفية عن كتف المحرر عبيدة أثناء حمله على الأكتاف، حسب ادعاء المصادر.

وأكد النشطاء أن هذه "الاستفزازات" دفعت شبانا غاضبين من صرة، وليس عناصر أمن، إلى "التصدي للوفد الذي لاذ بالفرار إلى أحد المخازن، قبل أن يتدخل الأمن لتأمين الحماية له". ونشرت المصادر مقطع فيديو يتحدث فيه ضابط لعدنان قائلا إنه بحمايته، مؤكدين أن ذلك "ينسف رواية وفد الجهاد عن وقوع اعتداء".

فتح والسلطة تتهمان الجهاد الإسلامي "بإثارة الفوضى وافتعال المشاكل والكذب"

في المقابل، أكد خضر عدنان صحة الفيديو، قائلا إنه وبقية الوفد لم يتهموا القوة الأمنية التي حضرت بزيها الرسمي بالتعرض لهم. وأضاف، أن الحديث يدور عن عناصر أمنية بالزي المدني، "استخدموا هذا الزي لتقييد الاعتداء ضد مجهول"، مشددًا على أنه يعرف "المعتدين" بأسمائهم ومستعد لكشف هوياتهم أمام لجنة وطنية تكون السلطة طرفا فيها لا على رأسها، "لعدم ثقته بالأجهزة الأمنية".

ورأى عدنان في حديث لـ "ألترا فلسطين"، أن ما حدث في صرة وبعد ذلك من اعتقالات، "يعود لعقيدة أمنية ترفض مبدأ الشراكة واحترام الحريات، وتتعامل مع المقاومين والأسرى المحررين كخصوم وانقلابيين"، معتبرًا "التشكيك في الجهاد الإسلامي والتهجم عليها تشكيكا في جميع الفصائل الوطنية والإسلامية ومساسا بكل مكونات الشعب الفلسطيني"، حسب تعبيره.

وكان الناطق باسم الأجهزة الأمنية اللواء عدنان الضميري قد نفى في تصريح، الثلاثاء، رواية خضر عدنان واتهمه بـ"الكذب"، قائلا إن الأمن تدخل "من أجل فض اشتباك افتعله عدنان ومن معه مع أهالي صرة"، وفق قوله.

وأجرى "ألترا فلسطين"، منذ صباح الأربعاء، اتصالات عديدة مع الضميري؛ للحصول على تعقيب حول اتهامات الجهاد الإسلامي للأمن بتنفيذ حملة منظمة ضد كوادرها، وتهديد عائلة الأسير حلاحلة، إلا أن كل الاتصالات أُجيب عليها بعدم توفر الضميري وانشغاله وعدم إمكانية إجراء مقابلات معه، بعد أن حصل مرافقه على معلومات وافية حول تفاصيل المقابلة.

تجدر الإشارة إلى أن اتهامات الجهاد الإسلامي جاءت بعد اتهامات وجهتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الأمن أيضا، بدفع عناصر بالزي المدني إلى "الاعتداء" على نشطاء من الحركة أثناء محاولتهم تنفيذ مسيرة في رام الله، قبل أيام.

اقرأ/ي أيضا:

السلطة للمقاومة.. كفى شغبًا

الاستقبالات النابلسية.. رحلة في عالم النساء المنسي

التشميس.. كُل واحد وذَنْبُه ع جنبه!