الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت المراسلة العسكرية لصحيفة "يسرائيل هيوم" ليلاخ شوفال، في تقرير نُشِرَ، اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة نقلت جزءًا كبيرًا من سلاحها وذخيرتها التي تخزنها في "إسرائيل" إلى أوكرانيا، وهذا الأمر يُثير قلق قادة جيش الاحتلال، خاصة في ظل التوتر القائم في العلاقة بين واشنطن وتل أبيب حاليًا.
في ضوء الأولويات الأمريكية في العالم، وعدم رضى واشنطن عن تصرفات هذه الحكومة، فإن واشنطن لن تتسرع في إعادة تعبئة مستودعات الذخيرة الخاصة بجيشها في "إسرائيل"
وأكد التقرير، أن عملية نقل الذخيرة المخزنة في "إسرائيل" منذ منتصف سبعينات القرن الماضي حدثت في عهد حكومة يائير لابيد - نفتالي بينيت، وليست مرتبطة بالتوتر القائم حاليًا بين إدارة جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو الحالية، لكن في ضوء الأولويات الأمريكية في العالم، وعدم رضى واشنطن عن تصرفات هذه الحكومة، فإن واشنطن لن تتسرع في إعادة تعبئة مستودعات الذخيرة الخاصة بجيشها في "إسرائيل".
وشددت ليلاخ شوفال أن التوتر الأمريكي - الإسرائيلي الحالي يؤثر سلبًا على التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين، وبالرغم من أن التجارب السابقة تثبت أن الشراكة الأمنية بين "إسرائيل" والولايات المتحدة بقيت مستقرة ومستمرة حتى في أوقات التوتر بين الحكومتين، إلا أن تقديرات خبراء تشير أن هذا التعاون قد يكون موضع تساؤل، إذا كانت واشنطن تخشى على مصير "الديمقراطية الإسرائيلية" والقيم المشتركة.
وأفادت أن "إسرائيل" تعتمد على إنتاج الذخيرة وتوريد الأسلحة من الولايات المتحدة، وتستفيد من التعاون الاستخباري المكثف معها، كما أن "الصداقة الشجاعة" -وفق وصفها- بين تل أبيب وواشنطن تُضيف قوة إلى "إسرائيل" في العالم بأكمله، وتحديدًا في الشرق الأوسط.
ومضت ليلاخ شوفال في تشخيص أهمية الدعم الأمريكي "لإسرائيل" قائلة: "في السنوات الأخيرة، رأى عددٌ غير قليل من البلدان في العالم تل أبيب بوابتها لتحسين العلاقات مع البيت الأبيض. أحد التجليات الرئيسية لذلك كان التقارب بين إسرائيل ودول المنطقة في إطار اتفاقيات إبراهام، وهذه الاتفاقيات كانت بسبب رغبة هذه الدول في تعزيز مصالحها في الولايات المتحدة، مع إدراكها أن إسرائيل ستعمل لصالحهم في البيت الأبيض في قضاياهم الهامة."
الشرق الأوسط يدرك الآن أن المنطقة ليست على رأس جدول الأعمال الأمريكي، ومن هنا جاء التقارب السعودي مع إيران مؤخرًا، ومن هنا أيضًا تسود مخاوف في "إسرائيل" بأن الدول التي تقاربت معها كجزء من اتفاقيات "ابراهام" ستغير اتجاهها وتتجه شرقًا
وقالت شوفال، إن الشرق الأوسط يدرك الآن أن المنطقة ليست على رأس جدول الأعمال الأمريكي، ومن هنا جاء التقارب السعودي مع إيران مؤخرًا، ومن هنا أيضًا تسود مخاوف في "إسرائيل" بأن الدول التي تقاربت معها كجزء من اتفاقيات "ابراهام" ستغير اتجاهها وتتجه شرقًا.
وأشارت إلى أن وسائل إعلام أمريكية أفادت مؤخرًا بأن صناعة الأسلحة في الولايات المتحدة تواجه صعوبة في تلبية الطلبيات القادمة من أوكرانيا، مضيفة أن نقل واشنطن بعض الذخيرة التي تم تخزينها في إسرائيل منذ النصف الأول من عقد السبعينيات، يُثير القليل من القلق لدى قادة جيش الاحتلال.
وختمت شوفال تقريرها بالقول: "الآن بالذات، عندما يكون هناك احتمالٌ لحدوث صراع متعدد الساحات وفقًا لتقديرات الوضع في إسرائيل، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تفضل بقاء الذخيرة في إسرائيل. فهي تعتقد أنه في حالة طوارئ حقيقية ستحشد الولايات المتحدة قوتها لتقديم المساعدة لإسرائيل، لكن سلم أولوياتها المتغير والتوتر بين الطرفين يتطلب تقييمًا متجددًا للوضع، وبناء على ذلك يجب أن تقلل إسرائيل من اعتمادها العميق على الولايات المتحدة، لكي يقود ذلك إلى وضع تصبح فيه إسرائيل أكثر قوة بفضل عوامل قوتها الذاتية".