الترا فلسطين | فريق التحرير
نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" تقريرًا، الأربعاء، أوضحت فيه خمس عقبات أمريكية ستواجهها حكومة المستوطنين القادمة برئاسة بنيامين نتنياهو، بسبب تناقض المواقف بين الحكومة اليمينية المتطرفة والوعود التي قدمها قادتها في حملاتهم الانتخابية من جهة، ومواقف الإدارة الأمريكية في هذه الملفات الخمسة من جهة أخرى.
يعتقد الخبراء أن الملفات التي تتعلق بالضفة الغربية والمسجد الأقصى ستزيد التوتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الجديدة، لكنهم يشيرون إلى خمس نقاط محددة سيكون مطلوبًا من الحكومة القادمة إيجاد حل لها قريبًا، وقد تخلق أزمة مع الأمريكيين
وذكَّرت "يديعوت" بالوعود الانتخابية التي قطعها قادة اليمين المتطرف في حملاتهم الانتخابية بتطبيق سياسات يمينية كاملة، مضيفة أنهم ولتنفيذ هذه الوعود يتعين عليهم التعامل مع العديد من القضايا المتفجرة التي تقلق الساحة الدولية، خاصة الولايات المتحدة، بدءًا من قتل الطفلة جنى زكارنة في جنين، إلى البناء في المستوطنات والقوانين المثيرة للجدل.
وأوضحت، أن خبراء في القانون الدولي يرون أن لدى الأمريكيين العديد من الأسئلة حول الحكومة القادمة، لكنهم ينتظرون لمراقبة كيف ستتغير الأمور. ويعتقد الخبراء أن الملفات التي تتعلق بالضفة الغربية والمسجد الأقصى ستزيد التوتر بين الإدارة الأمريكية والحكومة الجديدة، لكنهم يشيرون إلى خمس نقاط محددة سيكون مطلوبًا من الحكومة القادمة إيجاد حل لها قريبًا، وقد تخلق أزمة مع الأمريكيين.
أولاً: جرائم جنود الاحتلال. فإلى جانب قرار مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي "غير العادي" بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في جنين، رد الأمريكيون أيضًا على مقتل الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة (16 عامًا) هذا الأسبوع في جنين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس الثلاثاء: "نتفهم أن الجيش الإسرائيلي يجري تحقيقًا في ما حدث. نتأمل أن يتم تحمل المسؤولية في هذا القضية". ويوضح خبراء القانون الدولي أن هذا رد غير عادي على مقتل فلسطيني في الضفة الغربية ليس مواطنًا أمريكيًا.
ثانيًا: إخلاء الخان الأحمر. هناك قرار قضائي صادر عن محكمة الاحتلال العليا يقضي بإخلاء أهالي الخان الأحمر، لكن الحكومة الإسرائيلية ترفض تنفيذ القرار استجابة لضغوط دولية هائلة، في ظل احتجاجات الأهالي في الخان الأحمر على الإخلاء. وفحصت حكومات الاحتلال السابقة عدة بدائل للإخلاء، أحدها نقل الخان الأحمر على بعد مئات الأمتار من موقعها الحالي.
ويؤكد الخبراء لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه في حال لم يتم تنفيذ الإخلاء بالتوافق مع أهالي الخان، فإن هذا سيخلق توترات مع الأمريكيين والاتحاد الأوروبي.
يؤكد الخبراء لصحيفة "يديعوت أحرنوت" أنه في حال لم يتم تنفيذ الإخلاء بالتوافق مع أهالي الخان، فإن هذا سيخلق توترات مع الأمريكيين والاتحاد الأوروبي
وأضافت، أن موضوع الخان الأحمر سيُطرح على المحك في غضون شهر ونصف، إذ يتعين على الحكومة في بداية شهر شباط/ فبراير من العام المقبل تقديم إجابتها للمحكمة العليا بشأن إخلاء المكان. وسيكون مثيرًا للاهتمام رؤية الإجابة التي ستبلورها حكومة الاحتلال في هذا الشأن، خاصة أنه سيتم تعيين شخصية من حزب الصهيونية الدينية في منصب وزير داخل وزارة الجيش، وسيكون زعيم الحزب بتسلئيل سموتريتش مسؤولاً عن الإدارة المدنية.
ثالثًا: مسافر يطا. في هذه المنطقة -التي يطلق عليها جيش الاحتلال "منطقة التدريب على إطلاق النار 918"- توجد 19 قرية فلسطينية صغيرة تقع في منطقة المصنفة (جـ) وفق اتفاق أوسلو، وتقع في مناطق يتم فيها جيش الاحتلال تدريبات بالنيران الحية. منذ سنوات، تم اتخاذ إجراءات تُمهد لتهجير أهالي هذه القرى، لكن حتى الآن لم يتم بلورة توافق على إخلاء هذه المنطقة من السكان الفلسطينيين، ومن وقت لآخر هناك اتفاقيات يمكن بموجبها للفلسطينيين العمل في الأرض عندما يوقف الجيش تدريباته.
وأوضح مسؤول إسرائيلي مطلع على هذا الملف أن "الأمريكيين لا يريدون رؤية صور إجلاء الفلسطينيين، فهذه المناظر ستؤثر عليهم أكثر بكثير من تشييد عدد من الوحدات الاستيطانية". وأكدت "يديعوت"، أن قصة مسافر يطا، مثل الخان الأحمر، معروفة أيضًا على الساحة الدولية، لذا سيكون من الصعب على الحكومة الجديدة التعامل معها.
أوضح مسؤول إسرائيلي مطلع على ملف مسافر يطا أن "الأمريكيين لا يريدون رؤية صور إجلاء الفلسطينيين، فهذه المناظر ستؤثر عليهم أكثر بكثير من تشييد عدد من الوحدات الاستيطانية"
رابعًا: البناء الاستيطاني في المنطقة (E1). وهذه المنطقة تقع بالقرب من مستوطنة "معاليه أدوميم"، وهي تربط بيت لحم بمدينة أريحا، ويرى الفلسطينيون أن هذه المنطقة هي قلب الدولة الفلسطينية، والبناء الاستيطاني فيها سيجعل رؤية هذه الدولة بعيد المنال.
ويدور الحديث هنا عن مخططات بناء استيطاني مجمدة منذ سنوات، خاصة مخطط بناء حوالي 3500 وحدة استيطانية مدرجة على جدول أعمال الإدارة المدنية. وسيؤدي تنفيذ مثل هذه المخططات إلى خل تواصل استيطاني عمراني بين مستوطنة "معاليه أدوميم" وبين القدس، وسيزيد من حِدّة عزل القدس عن سائر أجزاء الضفة الغربية، كما سيمسّ التواصل الجغرافيّ بين شمال الضفة وجنوبها.
وتم التصديق على الخارطة الهيكلية لمنطقة (E1) في عام 1999، وهي تشمل قرابة 12 ألف دونم، غالبيتها أراض أعلنتها "إسرائيل" بأنها أراضي دولة، وهو إجراء غير قانونيّ، وفق ما نشرته في وقت سابق، منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية.
خامسًا: سوسيا. وهي مجموعة من القرى السكانية الفلسطينية في منطقة سوسيا جنوب الخليل. وبعد أن قرر جيش الاحتلال إخلاء المنطقة من سكانها، توجه الفلسطينيون إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، وكان من المقرر عقد الجلسة التالية حول هذا الموضوع في منتصف شهر كانون ثاني/ يناير من العام المقبل. تتساءل "يديعوت": كيف سيكون رد فعل الحكومة في حال قررت المحكمة العليا الاسرائيلية تهجير الأهالي من قراهم؟ و كيف ستكون رد فعل الأمريكيين في حال تنفيذ الإخلاء؟.