25-مارس-2024
اجتياح رفح

جدل يتصدر العناوين في إسرائيل حول اجتياح رفح

الترا فلسطين | فريق التحرير

كشفت القناة 13 الإسرائيلية، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أبلغ أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي في اجتماعه معهم نهاية الأسبوع الماضي بأن حركة حماس ستبقى في قطاع غزة حتى لو تم تنفيذ عملية برية موسعة في رفح.

وأوضحت القناة 13، أن أنتوني بلينكن قال لأعضاء مجلس الحرب إن "الفوضى الناتجة عن الحرب وغياب سلطة في غزة سوف تتسبب في عودة حركة حماس للظهور، وبالتالي يجب تشكيل حكومة بديلة من شأنها بناء مستقبل جديد لغزة".

مسؤولون في المنظومة والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية يتحدثون أن نتنياهو بينما يتكلم بشكل مكثف عن رفح، فإنه يصر في ذات الوقت على رفض السماح للنازحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة، "وبالتالي فإنه يريد تأجيل العملية قدر الإمكان"

وأضافت، أن بنيامين نتنياهو رد على بلينكن بأن "سكان غزة من غير حماس لا يريدون السلام أيضًا"، كما أن الجمهور في إسرائيل لن يكون مستعدًا لدولة فلسطينية كنتيجة للحرب.

التحذير الأمريكي بشأن عودة حماس للحكم جاء في ذروة جدل يتصدر العناوين في إسرائيل حول اجتياح رفح، بين ضرورة هذا الاجتياح والجدوى المرجوة منه والمخاطر المتوقعة، في ظل الرفض الدولي لهذا الاجتياح، والشروط الأمريكية التي تقيده، وإن كان بنيامين نتنياهو ينوي فعلاً تنفيذ الاجتياح أو أنه يحوله إلى ورقة ضغط وتهديد.

المحلل السياسي للقناة 13 رفيف دروكر، قال إن بنيامين نتنياهو ربط كل شيء في مستقبل الحرب برفح، ووضع معادلة تساوي بين الانتصار في رفح والانتصار في الحرب، "وهذا يعني أن نهاية عملية رفح هي نهاية الحرب" وفق قوله.

وشكّك رفيف دروكر في نية نتنياهو تنفيذ الاجتياح البري لمدينة رفح، "لأن البدء بهذا الاجتياح يعني أن العد التنازلي لحياته السياسية سيبدأ".

وأوضح، أن مسؤولين في المنظومة والعسكرية والاستخبارية الإسرائيلية يتحدثون أن نتنياهو بينما يتكلم بشكل مكثف عن رفح، فإنه يصر في ذات الوقت على رفض السماح للنازحين بالعودة إلى شمال قطاع غزة بما يتيح بدء الاجتياح، "وبالتالي فإنه يريد تأجيل العملية قدر الإمكان".

وقال: "كل الخلافات بين واشنطن ونتنياهو برزت مجددًا في اللقاء بين بلينكن ونتنياهو ومجلس الحرب، عندما قال وزير الخارجية الأمريكية بكل وضوح ستبقون وحدكم، وستصير إسرائيل معزولة، والمجتمع الدولي سيقف ضدها".

وأكد رفيف دروكر، أن إسرائيل لا تستطيع إحراز النصر على حماس ولا تنفيذ عملية برية موسعة في رفح إذا لم تستخدم الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن الدولي، ولم تقدم الولايات المتحدة الذخائر.

مخاوف من عواقب خلاف بايدن - نتنياهو

ويخشى الإسرائيليون أن تتجاوز خلافات نتنياهو وبايدن حدود العلاقة الإسرائيلية - الأمريكية إلى نطاق أوسع، إذ أشارت القناة إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي دعا فيها باسم فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى "وقف فوري وطويل الأمد لإطلاق النار في قطاع غزة، واعتماد آلية مرضية لتقديم المساعدات الإنسانية".

كما أبرزت القناة 12 تصريحات رئيس الورزاء البلجيكي الكسندر دي كرو في مجلس الأمن، حيث قال: "على مدى شهور ونحن نقول إن المعاناة الإنسانية في غزة كبيرة جدًا، ويجب الالتزام أكثر بالقانون الإنساني الدولي".

وأشارت القناة 12 أيضًا إلى كلمة مندوب روسيا أمام مجلس الأمن، الذي اعتبر مشروع القرار الأمريكي (الذي عطلته روسيا بالفيتو) كان "سيطلق يد إسرائيل للعمل بحرية، ويحكم بالقضاء على غزة وكل سكانها بالإبادة أو التهجير".

دانا فايس: تصاعد خلافات بايدن ونتنياهو وإعلان واشنطن عن عقوبات ضد المستوطنين، يسمح لدول أخرى باتخاذ مواقف مشابهة وربما أكثر حدة،

وعلقت المحللة السياسية في القناة 12 الإسرائيلية دانا فايس بالقول إن تصاعد خلافات بايدن ونتنياهو وإعلان واشنطن عن عقوبات ضد المستوطنين، يسمح لدول أخرى باتخاذ مواقف مشابهة وربما أكثر حدة، "وأنا أعتقد أننا في وضع بغاية السوء" حسب قولها.

بينما تساءل مقدم البرامج السياسية في القناة 12 داني كوشمارو، "بعد هذه الحرب المبررة والمأساة الفظيعة التي تعرضنا لها (يقصد عملية طوفان الأقصى) كيف صرنا وحيدين في مواجهة كل العالم؟".

وأجاب محلل الشؤون الدولية في القناة عراد نير على سؤال كوشمارو بالقول إن هذه العزلة حدثت نتيجة عرض شاشات التلفزة العالمية وشبكات التواصل الاجتماعي صور الدمار في غزة وصور أطفال يعانون من المجاعة.

وأشار عراد نير إلى تصريحات منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بأن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وليس الانتقام"، معتبرًا أن هذا الموقف وغيره من المواقف الأوروبية هي ثمرة تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن تكرار النكبة الفلسطينية.

متى يتم اجتياح رفح؟

في المقابل، خلافًا لهذه المخاوف والتحذير من تفاقم الخلافات مع أمريكا وأوروبا، يبرز تيار في إسرائيل يدعو إلى المضي قدمًا في عملية رفح وتجاهل كافة الضغوط الدولية، وأبرز هذه الأصوات تأتي من وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير وأعضاء حزبه، وحليفه في القائمة الانتخابية بتسلئيل سموتريتش، الذي يشغل وزير المالية.

أحدث هذه التصريحات جاءت من ألموغ كوهين، عضو الكنيست من حزب "قوة يهودية" الذي يقوده ايتمار بن غفير، إذ قال كوهين إن على نتنياهو "إصدار تعليمات للجيش لدخول رفح الآن في رمضان، وهم صائمون ومرهقون ومشوشون، وتحطيم عظامهم (..) لأن هذا الوضع (الصيام) يعرض الجنود لخطر أقل".

وتابع كوهين: "غولدا مائير فعلت ذلك. قالت للأمريكيين سأفرض الجوع عليهم (الفلسطينيين) ونفذت ذلك. إن من يملك القدرة  على فعل هذا هو رئيس الحكومة فقط، وأنا أدعوه الآن لإصدار تعليمات للجيش لدخول رفح بريًا وقتلهم".

يعلق اللواء احتياط عاموس يدلين، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" سابقًا، على دعوة اجتياح رمضان رفح في رمضان قائلاً إن في حال التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار لمدة 45 يومًا على الأقل فإن الجيش لن ينفذ الاجتياح البري إلى رفح، كما أن هذا الاجتياح يتطلب موافقة أمريكية ومصرية.

عاموس يدلين: في حال التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق نار لمدة 45 يومًا على الأقل فإن الجيش لن ينفذ الاجتياح البري إلى رفح، كما أن هذا الاجتياح يتطلب موافقة أمريكية ومصرية

وبيّن عاموس يدلين، أن إسرائيل تريد تحقيق هدفين من اجتياح رفح، أولهما، استكمال عملية تفكيك حماس، والثاني منع تعاظم قوة حماس في المستقبل، مشددًا أن اجتياح رفح سيستغرق وقتًا ليس بالقصير بعد إخلاء الانتهاء من إجلاء السكان إلى مناطق أخرى.

ورأى أن اجتياح رفح قد يبدأ في شهر نيسان/ابريل أو في شهر أيار/مايو، ولكنه لن يكون في الأيام المتبقية من شهر رمضان.

من جانبه، مراسل الشؤون الفلسطينية في القناة 14 باروخ ياديد، وهو ضابط سابق في استخبارات الاحتلال، قال إن هناك تحديات رئيسية أمام إسرائيل في اجتياحها لرفح، الأول أن رفح منطقة عسكرية مكتظفة بالسكان والنازحين بشكل كبير، والثاني أن رفح قريبة من الحدود المصرية ومحور فيلادلفيا.

وبيّن باروخ ياديد، أن إسرائيل للتعامل مع هذه التحديات، تستعد لتنفيذ إجلاء جماعي للسكان من رفح، والوجهة المقترحة هي شمال قطاع غزة، أما في التحديات الأخرى، فإن مصر تعارض أية عملية عسكرية برية تؤدي إلى تواجد إسرائيلي دائم على محور فيلادلفيا الذي تنازلت إسرائيل عنه عام 2005، في حين أن الأمريكيين يقترحون على إسرائيل العمل على ضمان أمن محور فيلادلفيا بدلاً من الاجتياح البري لرفح.