الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، السبت، أن جنرالاتٍ في الاحتياط وخبراء أمنيين عملوا سابقًا مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويعلمون حاليًا في "معهد القدس" للاستراتيجية والأمن، أعدوا وثيقة توصياتٍ مفصلةٍ موجهة إلى الحكومة الجديدة، تناولوا فيها تآكل قدرة الردع الإسرائيلية في مواجهة غزة، وعرضوا خلالها العقيدة الأمنية التي يجب أن تتبناها إسرائيل حولها، وهي تقوم على تجنب أي عمليةٍ بريةٍ ومحدداتها في حال اضطرت إليها إسرائيل.
وثيقة أعدها جنرالاتٌ إسرائيليون تضمنت 14 توصية تدعو إلى عملية برية في لبنان وتجنبها في غزة
وشارك في إعداد الوثيقة الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، وهو الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، وضابطٌ كبيرٌ في شعبة الاستخبارات سابقًا، وإفرايم عنبار رئيس المعهد، وعيران ليرمان نائب رئيس مجلس الأمن القومي سابقًا، وقد تضمنت الوثيقة 14 توصية قدموها للمستوى السياسي.
وحذرت الوثيقة من تنفيذ انسحابٍ أحادي الجانب من الضفة على غرار غزة ولبنان، قائلة إن هذه الخطوة في ظل الظروف الراهنة لن تؤدي لتعزيز أمن إسرائيل ولن تُحسّن من مكانتها الدولية، بل ستفتح المجال أمام حماس للسيطرة عليها.
وحذرت من أن الانسحابات الأحادية الجانب ستزيد من رغبة الفلسطينيين في الحصول على مزيد من التنازلات، وستزيد من حدة التوتر داخل "المجتمع الإسرائيلي".
وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة تُشخص بشكلٍ موسعٍ تآكل الردع الإسرائيلي. فمثلاً، يحذّر عميدرور من أن "عملياتٍ غير كافيةٍ تمتد لفترةٍ طويلةٍ تدل على خللٍ أساسيٍ في العقيدة العسكرية الإسرائيلية في مجال استخدام القوة"، مؤكدة أنه لا مفر من العودة إلى القتال، بحسب القواعد القديمة.
وأضافت، "فقط بإمكان جهدٍ برّي عسكري صارم أن يكسر معنويات العدو، ففي بداية حملة الإرهاب الفلسطيني (2000-2001) لم تشأ الحكومة الإسرائيلية المناورة ضد المدن الفلسطينية، وتفشت في صفوف الجيش الإسرائيلي عقيدةٌ تنص على عدم جدوى احتلال مساحة كبيرة. وبعد عامٍ ونصف من القتال القاسي في الضفة الغربية، اتضح أن الجيش قادرٌ على تحقيق أهدافٍ أمنيةٍ مهمةٍ بواسطة المناورة".
وطرحت الصحيفة السؤال التالي: "لماذا لا تُستخدَم هذه العقيدة في غزة بالقيام بعمليةٍ بريةٍ لا تسقط حماس بل تحرمها قدراتها الهجومية؟".
أجاب ليرمان قائلاً: "الردع جهدٌ يستهدف الوعي، وينبغي كسر الانطباع الذي يظهر الجيش الإسرائيلي بصورة الجيش الذي يتحاشى القتال البري، يجب كسر هذا الانطباع، وإن لا بد من استخدام القوة البرية ليكن ذلك في لبنان".
ورأى ليرمان أن الخطورة في شن عمليةٍ بريةٍ في غزة تكمن في أن تدمير حماس يعني أن المسؤولية في غزة ستكون ملقاة على عاتق إسرائيل، لكن في حال تدمير حزب الله فإن الدولة اللبنانية ستبقى ويمكن ترك السلطة لها".
ويجيب عميدور على نفس التساؤل بالتأكيد على المنطق ذاته الذي يفضل ضرب حزب الله بعملية برية، وهو يرى أن حل مشكلة الردع في غزة لن يكون من خلال جهدٍ عسكريٍ بري، "لأنه إذا ضربت حماس، فإن حزب الله سيقول إنها حماس فقط، إنها صغيرة".
وأضاف، "حماس لا تستحق دفع ثمن عملية برية، بينما حزب الله، في المقابل هو مخلب إيران في المنطقة، وهو الذي يجب اجتثاثه. إن حماس مشكلة تكتيكية، وبالرغم من كل العمليات التي شنها الجيش الإسرائيلي ضدها واصلت إسرائيل التطور".
ثم توجه الصحيفة تساؤلاً إضافيًا للجنرلات الثلاثةالصحيفة، "هل تعتقدون أن إسرائيل ستواصل التعاطي مع غزة بنفس الطريقة الحالية؟".
أجاب الجنرال عنبار بأنه "يجب أن لا نمتنع تمامًا عن استخدام القوات البرية في غزة، لكن يجب أن لا يكون ذلك هو الخيار الأول".
جنرالاتٌ إسرائيليون: مستحيل تنفيذ عمليةٍ تشبه عملية السور الواقي التي نفذها جيشنا في الضفة
أما الجنرال ليرمان فقال: "إن لم يكن سوى خيار العملية البرية متاحًا أمامنا وفرضت علينا عمليةٌ بريةٌ في غزة، فيجب أن تقوم على مبدأ الحركة السريعة في عمق الأراضي واستعراض القدرات العملياتية البرية الإسرائيلية، على أن تترافق هذه مع جباية ثمن أعلى، مثل أخذ أسرى. يجب تحطيم أسطورة المقاومة لدى حماس".
في حين نصح الجنرال عميدور بمواصلة الطريقة الحالية في التعاطي مع غزة، وبذل الوسع لتفادي عمليةٍ بريةٍ وتجنب احتلال غزة.
وأضاف، "من المستحيل تنفيذ عمليةٍ تشبه عملية السور الواقي التي نفذها الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، بسبب الأنفاق والقدرات العسكرية التي تمتلكها حماس. لديهم كمياتٌ هائلةٌ من السلاح. لا يمكن الدخول ومغادرتها متى أردنا كما يجري العمل في مدن الضفة".
يُذكر أن ملف غزة أحد أبرز أسباب الخلافات التي حالت حتى الآن دون التوافق على تشكيل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي.
اقرأ/ي أيضًا:
خيارات صعبة أمام إسرائيل بعد فشل القبة الحديدية