قدمت دولة جنوب أفريقيا، يوم الإثنين، مذكرتها إلى محكمة العدل الدولية في قضيتها بشأن تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ووفق بيان الرئاسة الجنوب أفريقية، فإن تقديم المذكرة، يأتي في وقت "تكثف فيه إسرائيل قتل المدنيين في غزة، ويبدو الآن أنها عازمة على اتباع مسار مماثل من التدمير في لبنان".
رئاسة جنوب أفريقيا: الإبادة الجماعية الصارخة في غزة ظاهرة للعيان لكل من لم تعمه التحيزات
وأكد البيان، على أن المذكرة تتضمن "أدلة تظهر كيف انتهكت حكومة إسرائيل اتفاقية الإبادة الجماعية من خلال الترويج لتدمير الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وقتلهم جسديًا بمجموعة متنوعة من الأسلحة المدمرة، وحرمانهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، والتسبب في ظروف معيشية تهدف إلى تدميرهم المادي، وتجاهل وتحدي العديد من التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية، واستخدام التجويع كسلاح حرب وتعزيز أهداف إسرائيل لإخلاء غزة من خلال الموت الجماعي والتهجير القسري للفلسطينيين".
وأوضح البيان: "سوف تظهر الأدلة أن ما يدعم أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل هو النية الخاصة لارتكاب الإبادة الجماعية، وفشل إسرائيل في منع التحريض على الإبادة الجماعية، ومنع الإبادة الجماعية نفسها، وفشلها في معاقبة أولئك الذين يحرضون على ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية ويرتكبونها".
وأشارت رئاسة جنوب أفريقيا، إلى أن "الأدلة مفصلة في أكثر من 750 صفحة من النصوص، مدعومة بمعروضات وملاحق تزيد عن 4000 صفحة". قائلةً إن المذكرة: إن "الدمار والمعاناة لم يكونا ممكنين، إلا لأن إسرائيل فشلت في الامتثال لالتزاماتها الدولية، على الرغم من إجراءات وتدخلات محكمة العدل الدولية والعديد من هيئات الأمم المتحدة".
وقالت رئاسة جنوب أفريقيا: "لقد مُنحت إسرائيل حصانة غير مسبوقة لانتهاك القانون الدولي والأعراف الدولية منذ وجود ميثاق الأمم المتحدة. إن استمرار إسرائيل في انتهاك القانون الدولي يعرض للخطر مؤسسات الحكم العالمي التي أنشئت لمحاسبة جميع الدول". مضيفًة: "الإبادة الجماعية الصارخة في غزة ظاهرة للعيان لكل من لم تعمه التحيزات". وأعربت جنوب أفريقيا "عن امتنانها للدول الأخرى التي تقدمت بطلبات بموجب المادتين 62 و63 للانضمام إلى القضية التي رُفِعَت أمام محكمة العدل الدولية".
وجدد البيان الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في فلسطين ولبنان والمنطقة بأسرها، وبدء عملية سياسية لضمان السلام العادل والدائم. وقال: إن "النضال الفلسطيني ضد الإمبريالية والفصل العنصري الإسرائيلي والاستعمار الاستيطاني هو الواقع اليومي للشعب الفلسطيني. فمنذ عام 1948، واجه الفلسطينيون أشكالًا مختلفة من الاستعمار، والتي كانت في كثير من الأحيان مدعومة من قبل القوى الاستعمارية التاريخية، ومؤخرًا من قبل الدول التي عازمة على تشكيل نظام عالمي يخدم مصالحها. ولا يزال النضال العالمي ضد الاستعمار الاستيطاني مستمرًا في بعض أجزاء العالم، بما في ذلك فلسطين المحتلة، سواء في غزة، أو في الضفة الغربية".
وختم البيان، بالقول: "لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي، بينما يُقتل المدنيون الأبرياء ـ بما في ذلك النساء والأطفال والعاملون في المستشفيات وعمال الإغاثة الإنسانية والصحافيون ـ لمجرد كونهم بشرًا. وهذا هو العالم الذي لا يمكننا أن نقبله. إن قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية تشكل عرضًا شاملًا للأدلة الواضحة على الإبادة الجماعية في غزة".