17-يونيو-2024
جيش الاحتلال و"الوقفة التكتيكية".. المساعدات تتكدس على حدود غزة والحرب مستمرة

(Getty) انخفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل جنوب غزة بنسبة 71% تقريبًا

قال فيليب لازاريني المدير العام للأونروا للصحفيين في أوسلو، اليوم الإثنين، إن "الأعمال العدائية مستمرة في رفح وجنوب قطاع غزة رغم إعلان الجيش الإسرائيلي يوم الأحد وقفًا تكتيكيا للعمليات للسماح بدخول المساعدات الإنسانية".

وأوضح لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، المنظمة الرئيسية التي تقدم المساعدات الإنسانية إلى غزة، إنه لم يكن هناك توقف في القتال.

وقال لازاريني في مؤتمر صحفي: "هناك معلومات تفيد بأنه تم اتخاذ مثل هذا القرار، لكن المستوى السياسي يقول إنه لم يتم اتخاذ أي من هذا القرار".

وأضاف: "لذلك في الوقت الحالي، أستطيع أن أقول لكم إن الأعمال العدائية مستمرة في رفح وجنوب غزة. ومن الناحية العملية، لم يتغير شيء بعد".

يتكدس أكثر من 1000 شاحنة محملة بالمساعدات على جانب معبر كرم أبو سالم، بعد يوم من مزاعم تنفيذ إسرائيل هدنة لزيادة مرور المساعدات

وقال لازاريني لـ"رويترز" في وقت لاحق إن الأونروا تلقت إخطارًا من الجيش الإسرائيلي بأنه ستكون هناك فترة توقف، لكنه كان باللغة الإنجليزية فقط، وليس بأي لغة أخرى، وسرعان ما اتبعته الحكومة بما يخالف تلك التعليمات.

وأضاف: "في الوقت الحالي، لا أرى أي شيء يمكن اعتباره مؤهلًا لتعريف التوقف المؤقت".

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإنه يتكدس أكثر من 1000 شاحنة محملة بالمساعدات على جانب معبر كرم أبو سالم، بعد يوم من مزاعم تنفيذ إسرائيل هدنة لزيادة مرور المساعدات.

وانخفض عدد شاحنات المساعدات التي تدخل جنوب غزة بنسبة 71% تقريبًا إلى 1,656 شاحنة في شهر أيار/مايو مقارنة بالشهر السابق بعد اقتحام الاحتلال الإسرائيلي رفح، وفقًا للأونروا. وقالت الأمم المتحدة إنه بحلول منتصف حزيران/يونيو، دخلت 460 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة. 

وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، وهي منظمة إغاثة تعمل في غزة، إن تدفقات المساعدات انخفضت بنسبة 67% منذ بدء القتال في رفح الشهر الماضي. وأوضحت المنظمة في بيان يوم الإثنين: "نحن نقوم حاليًا بتقييم التأثير الفوري للتوقف وما إذا كان سيوفر تغييرات جوهرية لعملياتنا داخل غزة. تستمر لجنة الإنقاذ الدولية في القول بأن وقف إطلاق النار المقترن بإعادة ضبط الأوضاع الإنسانية بشكل شامل في توصيل المساعدات هو وحده القادر على معالجة التحديات واسعة النطاق في غزة بما في ذلك الوصول".

من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب الإعلام الحكومي في غزة للتلفزيون العربي تيسير محيسن: إن "الحديث عن وقف تكتيكي للحرب أكذوبة إسرائيلية"، وأضاف: "لا نزال نطالب بفتح معبر رفح لتوفير احتياجات السكان خاصة في شمال القطاع".

وكان جيش الاحتلال قد أعلن صباح أمس باللغة العربية والإنجليزية فقط، عن أنه "كجزء من الجهود المستمرة التي يبذلها الجيش الإسرائيلي ومنسق الأنشطة الحكومية في المناطق، لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة وفي أعقاب مناقشات إضافية ذات صلة مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تم وضع إجراءات جديدة للمساعدة في توزيع المساعدات".

وأضاف البيان: "ابتداء من السبت، سيتم وقف تكتيكي محلي للنشاط العسكري لأغراض إنسانية من الساعة 08:00 حتى الساعة 19:00 يوميًا حتى إشعار آخر على طول الطريق المؤدي من معبر كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين".

وانتقد رئيس وزراء الاحتلال خطوة الجيش بشكلٍ علني. وبحسب صحيفة "هآرتس": "يرفض الجيش الإسرائيلي الانتقادات القائلة بأن قرار ساعات التهدئة بالقرب من المحور الإنساني في جنوب قطاع غزة جاء مخالفًا لموقف المستوى السياسي".

وأضافت: "شدد الجيش على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو الذي أمر رؤساء المؤسسة الأمنية مؤخرًا زيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بشكل كبير، والسماح بوصول أكثر أمانًا لطواقم الإغاثة، وذلك استعدادًا لجلسة استماع أخرى من المتوقع أن تعقد في محكمة العدل الدولية وفي أعقاب الحوادث التي قُتل فيها عمال الإغاثة بنيران الجيش الإسرائيلي".

وقال مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي ردًا على ذلك إن "هذه خطوة تهدف إلى مساعدة إسرائيل استعدادًا لقرار محكمة العدل الدولية. هذه ليست نهاية للقتال أو وقف له، بل نقل البضائع".