14-ديسمبر-2022
بلال حامد (يسار) وعبد الرحمن جرابعة (يمين)

بلال حامد (يسار) وعبد الرحمن جرابعة (يمين)

الترا فلسطين | فريق التحرير 

لجأ أفراد جهاز المخابرات الفلسطينية العامّة في رام الله، لاختلاق خبر وقوع حادث سير يصل المصاب فيه حالة "غيبوبة" بهدف استدراج طلبة من كوادر "الكتلة الإسلامية" في جامعة بيرزيت شمال رام الله، لاعتقالهم. 

تقمّص أحد عناصر المخابرات الفلسطينية دور رجل إسعاف، واتّصل من هاتف المعتقل بلال، وأبلغ أحد المعتصمين داخل جامعة بيرزيت، أنه دخل في حالة غيبوبة إثر حادث سير، بهدف استدراجه للاعتقال

وبدأت الحيلة التي لجأ إليها عناصر جهاز المخابرات، مساء الثلاثاء (13 كانون أول/ ديسمبر الجاري) باعتقال الطالب بلال حامد من بلدة بيتين شمال شرق البيرة، من على حاجز في الطريق إلى بيرزيت، ومن ثم قام أحد أفراد الجهاز بتقمّص دور رجل إسعاف، وأجرى اتصالًا من هاتف بلال على أحد الطلاب المعتصمين داخل جامعة بيرزيت، أخبره خلاله بأن صاحب الهاتف أصيب في حادث سير، ودخل حالة غيبوبة، ويجري نقله في سيارة إسعاف إلى مستشفى "H clinic".

بدوره، تواصل الطالب الذي تلقى الاتصال بابن عمّ بلال وأخبره بالأمر، ما دفعه للاتصال بصديق لبلال، وأحد جيرانه، لعلمه بأنه يمتلك سيارة، ومقر عمله قريب من المستشفى المذكور، وعلى الفور توجّه أحمد مصطحبًا شقيقه عبد الرحمن جرابعة، وشقيق بلال إلى المستشفى. 

يقول أحمد جرابعة لـ "الترا فلسطين": وصلنا مستشفى "H clinic" ودخلنا قسم الطوارئ وسألنا عن بلال، لكنّ الأطباء أخبرونا بأنه لم يحضر لديهم أي شخص مصاب جرّاء حادث سير، وفي هذه اللحظة أعاد أحمد الاتصال بهاتف بلال، فرد عليهم الشخص الذي تقمّص شخصية المسعف، وأخبرهم بأنهم اضطروا لنقل بلال إلى "مستشفى الهلال الأحمر" في البيرة لخطورة حالته. 

ويتابع جرابعة: توجّهنا إلى "الهلال الأحمر" وفور وصولنا وتوجُّهِنا إلى قسم الطوارئ، تفاجأنا بهجوم مجموعة أشخاص كانوا يغطّون وجوههم بكمامات، علينا، واعتقلوا شقيقي عبد الرحمن، وتحفّظوا على البطاقات الشخصية لشقيق بلال وصديقه، وعندما طلبنا منهم إعادة البطاقات، رد علينا أحد الأشخاص: "بتاخدوهم من مقر المخابرات". 

ويضيف: في تلك اللحظة أدركنا أن بلال تم اعتقاله، وأن هذا كمينٌ نصبه جهاز المخابرات لاستدراج أصدقاء بلال لاعتقالهم. 

"محامون من أجل العدالة":  أكثر من 30 طالبًا جامعيًا اعتقلهم الأمن الفلسطيني خلال اليومين الماضيين 

ولم تتوقف الحبكة هُنا وفقًا لجرابعة، إذ تلقوا اتّصالًا آخر من الشخص الذي تقمّص شخصية المسعف، وأخبرهم خلاله بأنه سيتم نقل بلال إلى مستشفى رام الله، ولكن أدركنا أنّها خدعة، وقد أكد أحد معارف العائلة بأن بلال معتقل في مقرّ المخابرات بمنطقة الإرسال في رام الله. 

وبعد عدة ساعات تلقى شقيق بلال مع شاب آخر طلب استدعاء ومقابلة في مقر جهاز المخابرات اليوم الأربعاء. 

من جهتها، قالت إسراء حامد شقيقة بلال لـ "الترا فلسطين" إنه خرج إلى الجامعة صباح الثلاثاء، ولم يعد إلى البيت كعادته لتناول طعام الغداء، والتوجّه إلى عمله بعد ذلك، ما دفع والدته للاتصال به، وفي كل اتصال كان الهاتف يعطي إشارة "مشغول"، فيما كانت رسائل "الواتساب" تشير إلى أن بلال تسلّم الرسالة. 

وأضافت إسراء أن والدتها أصيبت بحالة قلق، فتواصلت مع صديق بلال، والذي بدوره اتصل على هاتف بلال فرد عليه شخص أخبره بأنه ضابط إسعاف، وأن بلال دخل حالة غيبوبة بعد إصابته في حادث سير كبير تم خلاله شطب السيارة بالكامل. 

وتتابع: بعدما وصلنا الخبر أصيبت والدتي بحالة انهيار، ودخل جميع أفراد العائلة في حالة خوف وتوتر وبدأنا إجراء اتصالات مع عدد من المستشفيات للاطمئنان على صحة بلال، وكان الجميع ينفي وصوله إلى المستشفى، وبعد أن توجهوا إلى المستشفى، تلقوا اتّصالًا مفاده أنّ بلال معتقل لدى جهاز المخابرات. 

تجدر الإشارة إلى أنّ مجموعة "محامون من أجل العدالة" قالت في بيان مساء الأربعاء، إنّ أكثر من 30 طالبًا جامعيًا اعتقلهم الأمن الفلسطيني خلال اليومين الماضيين، ضمن حملة اعتقالات سياسية، وعلى خلفية ممارسة نشاطهم النقابي.