24-يونيو-2024
كشفت صحيفة "كاللكيست" الاقتصادية العبرية، نقلًا عن مصدر عسكري رفيع المستوى أن حزب الله نجح مؤخرًا في إلحاق الضرر في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، فيما باتت المصانع العسكرية الاسرائيلية مستهدفة بالقصف.

(Getty) كان حزب الله اللبناني قد أعلن عن استهداف القبة الحديدية عدة مرات

كشفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية العبرية، نقلًا عن مصدر عسكري رفيع المستوى أن حزب الله نجح مؤخرًا في إلحاق الضرر في منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، فيما باتت المصانع العسكرية الاسرائيلية مستهدفة بالقصف.

ونشرت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية تقريرًا حمل عنوان: "مصانع الأسلحة الإسرائيلية في دائرة  الاستهداف عبر الطائرات المُسيّرة الانتحارية".

وطبقًا للصحيفة: "شكلت الطائرات المُسيّرة المفخخة تهديدًا أمس على مصنع رافائيل، الشركة المصنعة لمنظومات القبة الحديدية ومقلاع داود، وأصابت طائرة مُسيّرة أخرى جنديًا بجراح، وعلى خلفية الصعوبات التي تواجه الدفاعات الجوية الاسرائيلية في رصد هذه الطائرات المفخخفة، تستعد الصناعات العسكرية في إسرائيل لحماية نفسها وتقليل الأضرار في حالة وقوع هجوم واسع النطاق"، بحسب ما ورد.

حزب الله نجح في استهداف القبة الحديدية وحقق الضرر فيها

وكتبت الصحيفة: "تمتلك الصناعات العسكرية الاسرائيلية العديد من المرافق الأساسية في المناطق الشمالية، التي تشمل أيضًا مصانع الإنتاج والتجميع، على الخط بين حيفا والشمال، وبحسب مقطع فيديو نشره حزب الله الأسبوع الماضي، فمن الواضح أنه يعرفها جيدًا. وفي الأسبوع الماضي، تفاخر الحزب بأن طائرة مُسيّرة أطلقها حلقت فوق مجمعات شركة إلبيت معرخوت ورفائيل، ووثقها بلقطات فيديو واضحة بالإضافة إلى مواقع استراتيجية أخرى في خليج حيفا، بما في ذلك الموانئ والقاعدة البحرية ومجمع البتروكيماويات. ثم عادت إلى لبنان دون أن ترصدها منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية".

وأبرزت الصحيفة أن الطائرة التي اقتربت من مصنع رفائيل بالأمس "ليست طائرة مُسيّرة صغيرة للتصوير، بل طائرة مُسيّرة انتحارية كانت تستهدف منطقة مسغاف جنوب كرميئيل، وهي المنطقة التي يقع فيها، من بين أمور أخرى، مصنع رافائيل".

وأضاف التقرير: "تم اعتراض المُسيّرة الانتحارية دون وقوع إصابات أو أضرار. ولم يكن هذا هو الحال بعد وقت قصير عندما أفلتت طائرة مُسيّرة متفجرة من أنظمة الدفاع، وضربت منطقة بحيرة الحولة وأصابت جنديًا بجروح خطيرة".

يشار إلى أن مصنع رافائيل الإسرائيلي هو "المطور والمصنع الرئيسي لاثنين من أنظمة الدفاع الجوي الرئيسية في إسرائيل، وهي القبة الحديدية ومقلاع داود". ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن "محاولة حزب الله إطلاق طائرة انتحارية مُسيّرة باتجاه مصنع رفائيل في كرمائيل تثبت، وليس للمرة الأولى، قدرته على تهديد أهداف في عمق الشمال، على بعد حوالي 30 كيلومترًا جنوب الحدود، وتوضح مرة أخرى صعوبة التي تواجه منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلية أمام الطائرات الانتحارية المُسيّرة".

واعتبرت الصحيفة: "رغم أن الطائرة المفخخة تم اعتراضها قبل أن تنفجر في هدفها، إلا أنها من وجهة نظر حزب الله إشارة إلى ما سيأتي فيما يتعلق بحرب شاملة في الشمال، وهي قاب قوسين أو أدنى. وبينما يدعي أنه أطلق منذ حوالي أسبوع ونصف بصواريخ مضادة للدبابات على مصنع شركة تصنيع ألواح التدريع في كيبوتس سعسع وألحق أضرارًا به، يواصل حزب الله توضيح أن بنك الأهداف الذي أعده في إسرائيل غني ومتنوع وبالإمكان مهاجمته".

ويمكن الافتراض أنه خلال حرب واسعة النطاق مع "إسرائيل"، طبقًا للصحيفة العبرية: "لن يكتفي حزب الله بطائرة مُسيّرة واحدة، بل سيحاول إطلاق المزيد من الطائرات المُسيّرة على مصانع الأسلحة الإسرائيلية، بالتزامن مع إطلاق مجموعة من الصواريخ والقذائف الدقيقة القادرة على حمل رؤوس حربية كبيرة ذات قدرة تدميرية أكبر بكثير. كما سيحرص على شل عمل أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيلي بطريقة تجعل من الصعب عليها اعتراض كتلة كبيرة من الصواريخ في نفس الوقت".

وفي الأشهر الأخيرة، احتلت مسألة حماية الصناعات العسكرية جدول الأعمال "المزدحم بالفعل بين الشركات ووزارة الأمن الإسرائيلي. إذ طالبت شركات الصناعات الجوية بتخصيص جزء من أرباحها لصالح حماية البنية التحتية للإنتاج، والتي تعمل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في وضع الطوارئ وعلى مدار الساعة".

وكشفت الصحيفة عن إجراءات وقائية اتخذتها مصانع السلاح الإسرائيلية لحماية نفسها من القصف، موضحةً: "يقع جزء كبير من منشآت الصناعات الجوية في منطقة تل أبيب الكبرى، وهناك يدركون أنه في حرب شاملة مع حزب الله، والتي قد تكون مصحوبة بإسناد واسع النطاق من إيران، سيتم استهدافها أيضًا. وبدأت بعض المصانع العسكرية بالفعل في إعادة توزيع بنيتها التحتية، بطريقة من شأنها أن تقلل من الضرر والدمار في حالة استهدفها بالقصف. وتشمل هذه التحركات فصل المجمعات الصناعية ونقل خطوط الإنتاج الحساسة بعيدًا عن بعضها البعض، وعزل المواد الخطرة وحمايتها بمختلف الوسائل".

وأشارت إلى أنه "تم تنفيذ خطوات وقائية أمنية دفاعية مماثلة خلال الأشهر الأخيرة أيضًا في منظومة الدفاع الجوي في بعض المواقع التي تنتشر فيها بطاريات القبة الحديدية ومقلاع داوود الدفاعية. وجاءت هذه الإجراءات بعد سنوات من المحاولات المتكررة من قبل حزب الله لتدمير الأنظمة الدفاعية. ومؤخرًا، أخبر ضابط كبير صحيفة كالكاليست أنه في بعض الحالات كانت هناك إصابات نجم عنها ضرر أيضًا".

حزب الله يكثف من استهداف مصانع الأسلحة الإسرائيلية

وفي وقت سابق، أكد تقرير تحويل حزب الله، مصانع الجيش الإسرائيلي في الشمال، إلى هدف أساسي في إطار رده على اغتيال القيادي طالب سامي عبدالله، وإسناده للمقاومة الفلسطينية منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت": "يستعد الجيش الإسرائيلي لسيناريو حرب سيركز فيه حزب الله، أولًا على مهاجمة المصانع الأمنية ومواقع الدفاع الجوي بمئات الصواريخ الدقيقة، إلى جانب أسراب من الطائرات المفخخة".