أصدر حزب الله اللبناني مقطعًا مصورًا، اليوم الثلاثاء، يكشف عن مشاهد طائرة استطلاع مُسيّرة، تحت عنوان "ما رجع به الهدهد"، تكشف عن صور ومسح جوي دقيق للعديد من المواقع الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة.
وتناول الفيديو الذي بلغت مدته 9 دقائق و31 ثانية، تفصيلات عن مدينة حيفا، بالتزامن مع جولة المبعوث الأميركي الخاص عاموس هوكشتاين ضمن جهود واشنطن لـ"احتواء التصعيد الأخير على الجبهة الشمالية".
وكشف المقطع المصور عن عدة مواقع عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا، بما في ذلك منشآت عسكرية في ميناء المدينة ومواقع منظومات دفاع جوي.
مُسيّرة الهدهد تكشف عن مواقع عسكرية إسرائيلية، في رسالة من حزب الله إلى دولة الاحتلال
وفي تعقيب على المقطع المصور، قال مصدر نيابي في حزب الله لصحيفة وموقع "العربي الجديد": إن "الفيديو المنشور اليوم سيُستكمل بمجموعة مقاطع مصوّرة تظهر ما يملكه حزب الله في حال قرر الإسرائيلي ارتكاب أي حماقة وشن حرب على لبنان"، وكان الإعلام الحربي في حزب الله قد أشار في ملاحظة إلى أن الفيديو المنشور هو "الحلقة 1".
وعلق وزير العمل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم (المحسوب على حزب الله)، بالقول على منصة "إكس": "سيعود هوكشتاين بما عاد به الهدهد.. بس هيك".
يشار إلى إلى المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين التقى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اليوم الثلاثاء، قادمًا من تل أبيب.
وقال هوكشتاين في كلمة له، عقب لقاء بري: "نمر بأوقات صعبة وحساسة وناقشت مع رئيس مجلس النواب اللبناني كيفية تأمين فرصة لوقف النزاع"، وأضاف أن مقترح بايدن لإنهاء الحرب في غزة يجب أن توافق عليه حماس إذا كان هذا ما تسعى إليه، وادعى أن إسرائيل وافقت عليه، وأن المقترح يسعى إلى إيقاف الحرب في غزة ويضع مواقيت لانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. يشار إلى أن نبيه بري يلعب دور الوساطة بين المبعوث الأميركي وحزب الله اللبناني.
وقالت مصادر إعلامية مقربة من حزب الله "إن أهم ما وثق في المقطع المصور المجمع العسكري الصناعي التابع لشركة رفائيل وهي منطقة شديدة الحساسية"، وأشارت إلى أن "الفيديو يتضمن ثلاثة أنواع من الأهداف المحتملة: عسكري (مجمع الصناعات العسكرية وقاعدة حيفا العسكرية)، مدني (منطقة الكريوت) واستراتيجي (ميناء حيفا والمنشآت الموجودة فيه)، والأنواع الثلاثة من الأهداف التي من شأنها أن تنشئ توازن ردع ثلاثي الأبعاد تجاه إسرائيل".
ووفق المصادر الإعلامية اللبنانية فإن حزب الله "أراد القول إن العسكري بالعسكري، المدني بالمدني والاستراتيجي بالاستراتيجي". مشيرةً إلى أن "مُسيّرات حزب الله ما تزال تحلق في سماء فلسطين. وأن نشر الفيديو من قبل حزب الله مرتبط حكمًا بزيارة المبعوث الأميركي هوكشتين إلى لبنان في إطار مهمة طبيعتها إسرائيلية حتى لو كان شكلها الوساطة".
وجاء نشر المقطع المصور، بعد حوالي يومين من توقف حزب الله عن استهداف المواقع والمعسكرات الإسرائيلية، بمناسبة حلول عيد الأضحى، فيما استمر الاحتلال الإسرائيلي في قصف جنوب لبنان.
وكان المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي، قد كتب مقالة اليوم تحت عنوان "هكذا أصبح حزب الله التهديد الرئيسي والأكثر إلحاحًا لإسرائيل"، وقال فيه: "حزب الله أصبح التهديد الرئيسي. فهو يحرق شمال البلاد بصواريخه، ويحتجز عشرات الآلاف من الإسرائيليين كرهائن خارج منازلهم. وعلى إسرائيل أن تتوصل إلى قرار واضح ضده، قرار يعيد أيضًا الردع ضد إيران"، وفق تعبيره.
وبعد نشر المقطع المصور، قال رئيس بلدية حيفا: "حزب الله يحاول استخدام الإرهاب النفسي على سكان حيفا والشمال"، وأضاف: "أطالب الحكومة بوضع خطة دفاعية واسعة النطاق عن حيفا وإيجاد الحل العسكري لإزالة التهديد".
حزب الله يعرض صورا التقطتها مسيّرة تابعة له في مناطق واسعة من شمال إسرائيل pic.twitter.com/p6O08HAzG5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2024
من جانبه، قال المعلق السياسي في القناة الـ14 الإسرائيلية ميشال باكشي: "كما أذكر، فقد سُمعت صافرات الإنذار في وقت سابق من هذا الشهر في حيفا بالمنطقة الساحلية. وبعد ذلك أبلغ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه من الممكن أن يكون إنذارًا كاذبًا، وأن الحادث قيد التحقيق. كما سُمعت صافرات الإنذار مؤخرًا في عكا. وقد أبلغ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مرات عديدة أن هذه إنذارات كاذبة. وهذا يثير التساؤل عما إذا كان الجيش الإسرائيلي قد تم إبلاغه بالحادث لأن حزب الله قام بإطلاق طائرة المُسيّرة للتجسس على المواقع العسكرية، وكيف حدث أنه تم تسجيل العديد من الأماكن دون اعتراض الطائرة المُسيّرة".
وقال المعلق العسكري لموقع "واللا" الإسرائيلي أمير بوخبوط: "لدى سلاح الجو سؤال مفتوح من وزارة الأمن للتحقيق والإجابة على سؤال حول كيفية وصل مُسيّرة حزب الله فوق مواقع الجيش الإسرائيلي الأكثر قيمة الراسية في خليج حيفا"، وفق تعبيره.
وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على فيديو حزب الله، بالقول: "نحن نقترب جدًا من لحظة القرار بشأن تغيير قواعد اللعبة ضد حزب الله ولبنان".
وأضاف كاتس: "نصر الله يتباهى اليوم بتصويره موانئ حيفا التي تديرها شركات عالمية ضخمة من الصين والهند، ويهدد بالإضرار بها. ونحن نقترب جدًا من لحظة اتخاذ القرار بشأن تغيير القواعد في الحرب ضد حزب الله ولبنان. في حرب شاملة، سيتم تدمير حزب الله وسيتعرض لبنان لضربة شديدة. وبقوة الجيش الإسرائيلي سنعيد الأمن لسكان الشمال"، وفق تعبيره.
وزعم جيش الاحتلال أنه قام بتحديد المُسيّرة التي صورت حيفا، لكنه قرر عدم اعتراضها "على أساس أن الطائرة لا تشكل تهديدًا لها، وأن أي اعتراض غير ناجح أو شظايا الاعتراض يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين".