30-يناير-2023
اريحا

تصوير سليمان أبو سرور | الوكالة الرسمية

يفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي طوقًا أمنيًا وإغلاقًا شبه تام على مدينة أريحا، بعد عملية إطلاق نار استهدفت، مساء يوم السبت الماضي، مطعمًا إسرائيليًا يقع في مستوطنةٍ على أطراف المدينة، دون الإعلان عن وقوع إصابات.

الجيش نصب حواجز على كافة مداخل المدينة ولا يسمح بالدخول إلى مدينة أريحا إلا بعد إجراءات مشددة، وهناك الكثير من العائلات خاصة في اليوم الأول لم تتمكن من مغادرة المدينة بسبب التشديد الكبير على الدخول والخروج

وإلى جانب تنغيص حياة عشرات آلاف المواطنين وحصارهم، أدى الحصار إلى تكدس كميات كبيرة من الخضار في سوق أريحا المركزي، وتعطل وصول عمال منطقة "الخان الأحمر" لمناطق عملهم، هذا عدا عن مئات العالقين من المسافرين في استراحة أريحا، وانقطاع الزوار عن أهم المدن السياحية في الضفة الغربية.

حصار أريحا
تصوير سليمان أبو سرور | الوكالة الرسمية

يقول الصحفي عادل أبو نعمة من مدينة أريحا، إن الحصار بدأ قبل ثلاثة أيام، على خلفية عملية إطلاق نار استهدفت مطعم "بيتزا" إسرائيلي قريب من مدينة أريحا من ناحية الجنوب، ويقع تحديدًا عند دوار مستوطنة "فيرد أريحا"، مضيفًا أن الاحتلال يدعي أن منفذي العملية توجهوا إلى مدينة أريحا، وعلى أثرها تم وضع الحواجز على كافة مداخل المدينة.

وبين أبو نعمة، أن الجيش الإسرائيلي داهم مناطق في أطراف مخيم عقبة الجبر، وفي كل ليلة يكون هناك حالة استنفار كبيرة في المخيم لأن الاحتلال يركز على المخيم بادعاء أن المنفذين ربما خرجوا من المخيم.

وحول طبيعة الحصار، أفاد أبو نعمة، أن الجيش نصب حواجز على كافة مداخل المدينة ولا يسمح بالدخول إلى مدينة أريحا إلا بعد إجراءات مشددة، وهناك الكثير من العائلات خاصة في اليوم الأول لم تتمكن من مغادرة المدينة بسبب التشديد الكبير على الدخول والخروج.

حصار أريحا
تصوير سليمان أبو سرور | الوكالة الرسمية

وأضاف، أن العمال الفلسطينيين في المصانع الإسرائيليية في منطقة "الخان الأحمر" وغيرها لم يسمح لهم بالخروج للعمل، علاوة على أنه يتم تفتيش الشباب جسديًا والتدقيق في الهويات، وبعض الحالات يسمح لها بالخروج من أريحا.

كما أقام جيش الاحتلال حاجزًا بين معبر الكرامة وبين معبر "اللنبي"، حيث فتش الجنود الحافلات، وهذا ما أدى إلى تكدس عدد كبير من الحافلات وأضاف معاناة جديدة للمسافرين خاصة كبار السن والنساء والأطفال.

وتعيش أريحا حالة من الترقب الكبير، بحسب رئيس بلديتها عبد الكريم سدر، إذ تسود مخاوف من "اجتياح" في أي لحظة، "وهناك خشية على الأطفال والشبان الصغار بالذات من الوصول إلى مناطق التامس وارتقاء شهداء، بسبب الاستفزاز المتعمد الذي يقوم فيه الإسرائيليين على الحواجز" وفق قوله.

أريحا شبه خالية من الزوار تمامًا، لأن كل شخص لا يحمل هوية أريحا لا يسمح له بالدخول، والحالة تشبه منع التجول، وهذا جعل الفنادق والمتنزهات والمطاعم والمناطق السياحية شبه خالية من الزوار

وأوضح عبد الكريم سدر، أن أريحا شبه خالية من الزوار تمامًا، لأن كل شخص لا يحمل هوية أريحا لا يسمح له بالدخول، والحالة تشبه منع التجول، وهذا جعل الفنادق والمتنزهات والمطاعم والمناطق السياحية شبه خالية من الزوار.

وأوضح، أن سوق الخضار المركزي وفي ظل موسم الخضار، تأتي إليه آلاف الصنادق يوميًا ولا يوجد تسويق لها، لذا أسعارها في هبوط شديد، وهناك كساد كبير في الخضار.

وأضاف عبد الكريم سدر، أن آثار الحصار طالت حتى معبر الكرامة الحدودي مع الأردن، مؤكدًا ما نشره الترا فلسطين بإغلاق المعبر يوم الأحد نتيجة تكدس عدد كبير من المواطنين والمعتمرين، كما أن هناك إعاقة على الدخول للقادمين أيضًا.

وتابع: "من لا يستطيع السفر يبقى في الاستراحة ينتظر، وبالأمس كانت الاستراحة ممتلئة وهو ما ألحق أذى بالناس وكبار السن والنساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم".

وفي الوقت الذي لم يجد الكثير من العالقين أي مأوى لهم، بادر مواطنون في أريحا وأصحاب أو وكلاء بعض الفلل لاستقبال العالقين، مبينًا أن بلدية أريحا والأمن الوطني والشرطة أعربوا عن استعدادهم لاستقبال العالقين في معسكراتهم الواسعة.