14-أكتوبر-2024
منظومة الدفاع الأميركية ثاد

قررت الولايات المتحدة الأميركية، نشر نظام الدفاع الجويّ المتقدم "ثاد" في "إسرائيل"، بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الصاروخية المحتملة من إيران. ويُعتبر هذا الإجراء الأول من نوعه، حيث ستقوم قوات أميركية بتشغيل هذه المنظومة بعد أن تم تدريبهم مسبقًا.

وبحسب نير دفوري، مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 الإسرائيلية، فإنه من المتوقع أن يتم نشر بطاريات "ثاد" في "إسرائيل" قريبًا جدًا.

وأوضح دفوري أن هذه الخطوة تأتي في إطار الاستعدادات المشتركة بين الجهتين لمواجهة أيّ ردّ إيراني محتمل على العمليات الإسرائيلية الوشيكة، خاصة مع تصاعد التهديدات الصاروخية في الأسابيع الأخيرة.

تُعتبر منظومة "ثاد"، التي طورتها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، واحدة من أقوى أنظمة الدفاع الجويّ في العالم، حيث تم تصميمها لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على اختلاف أنواعها قبل وصولها إلى أهدافها

وأشار رون بن يشاي، خبير الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلى أنّ الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة استنزفت مخزون الأسطول السادس الأميركي من الصواريخ الاعتراضية، مما دفع الولايات المتحدة إلى نقل إحدى بطارياتها السبع إلى "إسرائيل" دون التأثير على دفاعاتها ضمن حلف الناتو.

وذكر بن يشاي أن نشر نظام "ثاد" يأتي ضمن التعاون العسكري الوثيق بين الجانبين لتعزيز دفاعات "إسرائيل" في حال وقوع هجوم إسرائيلي على إيران.

وتُعتبر منظومة "ثاد"، التي طورتها شركة "لوكهيد مارتن" الأميركية، واحدة من أقوى أنظمة الدفاع الجويّ في العالم، حيث تم تصميمها لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية على اختلاف أنواعها قبل وصولها إلى أهدافها.

وتتميز منظومة "ثاد" للدفاع الجوي، بقدرتها على العمل على ارتفاعات عالية تصل إلى 150 كيلومترًا، مما يسمح بتدمير الصواريخ خارج الغلاف الجويّ. وتعتمد هذه المنظومة أيضًا على رادار بعيد المدى يمكنه اكتشاف الصواريخ الباليستية على مسافة تصل إلى 2000 كيلومتر، مما يوفر وقتًا كافيًا لاعتراض التهديدات.

وتعتمد تقنية "ثاد" على مبدأ الاصطدام المباشر (Hit-to-Kill)، حيث يتم تدمير الأهداف بالاعتماد على الطاقة الحركية، بدلًا من المتفجرات.

وتم نشر النظام في "إسرائيل" تزامنًا مع توقعات برد إيراني على أيّ هجوم إسرائيلي محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية. ووفقًا لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنّ هذه المنظومة تُعد تعزيزًا مهمًا لقدرات الدفاع الجويّ الإسرائيلية.

وقد صرح مصدر عسكري للإذاعة أن نشر هذه المنظومة جاء بناءً على طلب من "إسرائيل"، بهدف تعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة وتعزيز دفاعاتها الإقليمية.

"إسرائيل" كانت تسعى منذ سنوات لبناء منظومة دفاع جويّ متعددة الطبقات. ورغم ذلك، أثبتت بعض الأنظمة فشلها في مواجهة بعض التهديدات مثل الطائرات المسيّرة التي يطلقها حزب الله

وتنتشر بطاريات "ثاد" في عدة مناطق استراتيجية حول العالم، بما في ذلك السعودية والإمارات ضمن صفقات عسكرية ضخمة. وقد "أثبتت المنظومة فعاليتها في التصدي للصواريخ التي أُطلقت من اليمن باتجاه الإمارات، مما يعزز من سمعتها كعنصر حيوي في الدفاعات الجوية الإقليمية"، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

وأشار الصحفي والباحث أنس أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين"، إلى أن "إسرائيل" كانت تسعى منذ سنوات لبناء منظومة دفاع جويّ متعددة الطبقات. ورغم ذلك، أثبتت بعض الأنظمة فشلها في مواجهة بعض التهديدات مثل الطائرات المسيّرة التي يطلقها حزب الله.

وأضاف أن العقيدة الإسرائيلية في الدفاع الجويّ تعتمد على خمسة أنظمة رئيسية، أبرزها القبة الحديدية التي صُممت لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، ومقلاع داود الذي يتعامل مع الصواريخ المتوسطة والبالستية، ونظامي السهم 2 والسهم 3 (منظومات حيتس)، المخصصين لاعتراض الصواريخ في الغلاف الجويّ وخارجه.

وبحسب أبو عرقوب: "تقوم عقيدة الدفاع الجويّ الإسرائيلي على تكامل هذه الأنظمة الدفاعية الخمسة بهدف خلق استراتيجية دفاع جوي شاملة وفعّالة".

وأشار إلى أن كل نظام من الأنظمة الخمسة يلعب دورًا حاسمًا في توفير حماية للأجواء من مجموعة متنوعة من التهديدات، مع التركيز على التهديدات ذات المسارات الحادة التي تشكل تحديًا كبيرًا. ويتم ذلك من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على حالة استعداد مستمرة لمواجهة التهديدات الجويّة المتغيرة.