برزت منظومة "الدفاعات" الجوية الإسرائيلية في أحاديث وسائل الإعلام في دولة الاحتلال، بعد فشلها في التصدي لصاروخ منفرد أطلقته جماعة أنصار الله "الحوثي" على تل أبيب، يوم الأحد 15 أيلول/سبتمبر، وسط مخاوف في إسرائيل من أن تكون هذه المنظومة "الدفاعية" أضعف من المكانة التي صوّرتها "الدولة" لجمهورها والعالم.
تقوم عقيدة "الدفاع" الجوي الإسرائيلي على تكامل هذه الأنظمة الدفاعية الخمسة الرئيسية: القبة الحديدية، مقلاع داود، السهم 2، السهم 3، باراك 8، بهدف خلق استراتيجية "دفاع" جوي شاملة وفعّالة لإسرائيل
وواصلت إسرائيل على مدار سنوات طويلة الزعم أنها من الدول التي طورت منظومة "دفاع" جوي متعددة الطبقات للتعامل مع التهديدات المختلفة، وعلى رأسها الصواريخ والمقذوفات ذات المسارات الحادة. لكن، رغم ذلك، فإن هذه المنظومة "الدفاعية" فشلت بشكل متكرر في التصدي لطائرات حزب الله الانقضاضية خلال الحرب الحالية، قبل أن يُتوج ذلك بالفشل في اختبار الصاروخ اليمني.
وفيما يلي استعراضٌ لأنظمة "الدفاع" الجوي الرئيسية التي تشغلها إسرائيل لمواجهة هذه التهديدات:
1. القبة الحديدية
تُعدُّ القبة الحديدية من أشهر أنظمة "الدفاع" الجوي الإسرائيلية، وقد صُممت هذه المنظومة لاعتراض وتدمير الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.
تعرضت القبة الحديدية للكثير من الانتقادات مؤخرًا، بعد فشلها في مواجهة الطائرات المسيرة التي يطلقها حزب الله، وقبل ذلك فشلها في عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها كتائب القسام، إلا أن الجيش الإسرائيلي يُصرُّ على الادعاء أن القبة الحديدية أثبتت فعاليتها بشكل كبير.
تستخدم منظومة القبة الحديدية صواريخ موجهة بالرادار لتعقب التهديدات الجوية والتصدي لها، مما يوفر "خط دفاع أولي وحاسم ضد الصواريخ والمقذوفات ذات المسارات الحادة، خاصة تلك التي تُطلق من مسافات قريبة"، حسب الادعاء الإسرائيلي.
2. مقلاع داود
يُعرف نظام مقلاع داود أيضًا بـ "العصا السحرية"، وهو نظام "دفاعي" متوسط المدى مصمم لاعتراض الصواريخ ذات العيار الكبير والصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
يلعب مقلاع داود دورًا أساسيًا في سد الفجوة بين القبة الحديدية والأنظمة الأكثر تقدمًا مثل السهم. ويضيف هذا النظام طبقة دفاع إضافية ضد التهديدات الأكثر تطورًا، التي تكون متقدمة جدًا على القبة الحديدية، ولكنها لا تتطلب القدرات الكاملة لأنظمة السهم.
3. السهم 2
يُعدّ نظام السهم 2 إحدى الأدوات الرئيسية لإسرائيل في "الدفاع" ضد الصواريخ الباليستية، وصُمِّم لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات عالية، وفي نطاقات بعيدة، مما يجعله فعالًا في مواجهة التهديدات الأكثر تطورًا وبعيدة المدى.
يعمل نظام السهم 2 على كشف وتدمير الصواريخ القادمة قبل دخولها الغلاف الجوي الأدنى، مما يوفر طبقة "دفاع" عليا ضد الحرائق ذات المسارات الحادة.
4. السهم 3
يُمثل نظام السّهم 3 قمة التكنولوجيا الإسرائيلية في "الدفاع" الصاروخي، فهو نظام اعتراض خارج الغلاف الجوي، ويُفترض أنه قادر على تدمير الصواريخ الباليستية في الفضاء قبل إعادة دخولها الغلاف الجوي للأرض.
ويُفترض أن يلعب نظام السهم 3 دورًا "حاسمًا" في "الدفاع" ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وغيرها من التهديدات بعيدة المدى التي يمكن إطلاقها من مواقع بعيدة.
ومن خلال اعتراض الصواريخ في الفضاء، يضمن نظام السهم 3 أن تُحَيَّد التهديدات الأكثر خطورة بعيدًا عن الأجواء الإسرائيلية.
5. باراك 8
يُعدُّ نظام باراك 8 نظام "دفاع" جوي متعدد المهام مصمم لاعتراض مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الطائرات والمروحيات والصواريخ. وعلى الرغم أنه غالبًا ما يُنشر على السفن البحرية لحمايتها من الصواريخ والطائرات القادمة، إلا أنه يُستخدم أيضًا على المنصات الأرضية.
ويُفترض أن يضيف باراك 8 طبقات إضافية من الحماية، خاصة ضد التهديدات المنخفضة التي قد تفلت من الأنظمة الأخرى.
خاتمة
تقوم عقيدة "الدفاع" الجوي الإسرائيلي على تكامل هذه الأنظمة الدفاعية الخمسة الرئيسية: القبة الحديدية، مقلاع داود، السهم 2، السهم 3، باراك 8، بهدف خلق استراتيجية "دفاع" جوي شاملة وفعّالة لإسرائيل.
يلعب كل نظام من الأنظمة الخمسة "دورًا حاسمًا" في ضمان توفير حمايةٍ للأجواء من مجموعة متنوعة من التهديدات، مع التركيز بشكل خاص على التهديدات ذات المسارات الحادة التي تشكل تحديًا كبيرًا. من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة والحفاظ على حالة استعداد مستمرة بفعالية ضد المشهد المتغير للتهديدات الجوية.