21-فبراير-2023
السياسيّة الفلسطينية حنان عشراوي - Issam Rimawi/Getty Images

السياسيّة الفلسطينية حنان عشراوي - Issam Rimawi/Getty Images

الترا فلسطين | فريق التحرير 

قالت القيادية الفلسطينية حنان عشراوي إنّ شعور "القيادة الفلسطينية بالضعف والحاجة إلى مراضاة الإدارة الأمريكية" هو ما دفعها للقبول بـ "التفاهمات مع الأمريكيين"، والتراجع، وسحب مشروع قرار لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن، وهو الأمر الذي اعتبرته "مكافأة لإسرائيل".

حنان عشراوي لـ "الترا فلسطين": ما يجري جنون وسخرية سوداء، والتراجع الفلسطيني في مجلس الأمن مكافأة لـ "إسرائيل" وعلى حسابنا 

وأوضحت عشراوي في حديث لـ "الترا فلسطين" أنّ القيادة الفلسطينية سبق وفعلت ذلك في ملفات مثل "جولدستون" ومحكمة العدل الدولية، مضيفةً أنه وفي كل مرة نبني شيئًا ثم تتراجع القيادة تحت الضغط، وهذا يُحبط الشعب الفلسطيني، ويُغضب حلفاءنا الذين باتوا يقولون لنا إن "القيادة الفلسطينية لا تأخذ قرارات على مستوى القضية والحقوق الفلسطينية".

واعتبرت عشراوي التي قدّمت استقالتها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أواخر 2020، لغضبها من استئناف العلاقات بين السلطة و"إسرائيل" في حينه، أنّ ما يجري "غير معقول"، و"سخرية سوداء"، مضيفةً: "إسرائيل تريد أن تحدد ماذا تسرق، أقل أو أكثر، أو كم بيتًا تهدم، وتقول لنا إنها تكتفي بشرعنة 9 بؤر فقط خلال هذه الأشهر... هذا جنون".

وشبّهت حنان عشراوي في حديثها لـ "الترا فلسطين" التفاهمات الفلسطينية - الأمريكية، بالأسير الذي يُمنح وقتًا أطول للفورة (الاستراحة) مع الاشتراط عليه بأن يبقى في السجن مدى الحياة. وقالت إنّ الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مئات الانتهاكات اليومية ضد الشعب الفلسطيني، وما جرى في "التفاهمات" الأخيرة، هو أنّ على الفلسطيني أن يدفع ثمن تخفيف هذه الانتهاكات ولو مرحليًا، وعلى حساب حقوقه الأساسية، بينما هي (إسرائيل) مستمرة في الانتهاكات، و"هذا لا يقبله عقل". 

عشراوي: هذه التفاهمات لا يقبلها عقل، وهي تشبه منح الأسير وقتًا أطول للفورة (الاستراحة) مع الاشتراط عليه بأن يبقى في السجن مدى الحياة

واعتبرت أنّ مجرّد طرح فكرة المساواة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بأن كلاهما يقوم بخطوات أحادية الجانب، مرفوضة من حيث المبدأ، فهذا احتلال غاصب يستفرد بالشعب الفلسطيني الذي لا يملك أي حماية سوى حماية القانون، وفي ذات الوقت، نقدّم له تنازلات مقابل أن يخفف من ظلمه وإرهابه اليوميّ، وبدل أن تعاقب "إسرائيل" تحصل على مكافأة عبر ابتزازنا لتقديم تنازلات لها. 

وأشارت إلى الأسلوب الذي اتّبعته الإدارة الأمريكية، فهي أزاحت عن كاهلها عبء الإحراج من استخدام حق النقض"الفيتو" في ملف الاستيطان، رغم أنّها لا تسمح في أي مناسبة أو فرصة بمسائلة "إسرائيل" أو إدانتها في أي منظمة دولية، حيث تتصدر مشهد الدفاع عن "إسرائيل" وضمان إفلاتها من أي عقاب.

حنان عشراوي: القرار السياسي الفلسطيني ليس بالمستوى المطلوب الآن، لأنّ "إسرائيل" تتفاوض مع الأمريكين، وهم بدورهم يقولون لنا ماذا نفعل تبعًا لما تريده "إسرائيل"

وأضافت أنّهم (الأمريكان) اعتادوا أنه في أي موقف وبشيء من الضغط على القيادة الفلسطينية، يتم الانسحاب والتراجع، رغم أن الانتقادات التي توجهها الإدارة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية "تبقى انتقادات لفظية لا أكثر". 

ورأت السياسية الفلسطينية أن القرار السياسي الفلسطيني ليس بالمستوى المطلوب الآن، لأنّ "إسرائيل" تتفاوض مع الأمريكين، وهم بدورهم يقولون لنا ماذا نفعل تبعًا لما تريده "إسرائيل".وتساءلت: كم مرة "باعتنا" أمريكا موضوع القنصلية؟ وكم مرة طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن من "إسرائيل" أن تقدّم لنا خدمة 4G للاتصالات؟ 

وخلصت إلى أنّه لم يبق للفلسطينيين أمام الاحتلال الغاشم سوى القوة القانونية والأخلاقية، و"يجب أن لا نضعف هذه النواحي بأي شكل من الأشكال".