قال المستشار الإعلاميّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "الأونروا"، عدنان أبو حسنة، إنّ قرار الكنيست الإسرائيليّ بحظر عمل الوكالة في المناطق الخاضعة للسيادة الإسرائيليّ غير مسبوق في تاريخ الأمم المتّحدة.
وأكّد أبو حسنة في حوار خاصّ مع "الترا فلسطين"، أنّ المزاعم الإسرائيليّة بشأن مشاركة موظّفين من الوكالة في هجوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، "غير مبرّرة"، موضّحًا أنّ إسرائيل لم تقدّم أيّ أدلّة على الأمر.
المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة لـ"الترا فلسطين": غزّة تعاني من كلّ شيء، وسحقت الحياة فيها، وبقيت الأونروا هي الأمل للسكّان هناك، وعندما يتمّ شطب الأونروا من معادلة غزّة، هذا يعني الحكم بإعدام على المكان
ويوم الإثنين الماضي، أقرّ الكنيست الإسرائيليّ بشكل نهائيّ، حظر نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين (الأونروا) في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة عام 1948، وقطع التواصل مع الوكالة الأمميّة، بما يشمل تأشيرات الدخول إلى "إسرائيل"، وتنسيق نقل المساعدات مع الجيش الإسرائيليّ.
وفيما يلي نصّ حوار خاصّ مع المستشار الإعلاميّ لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيّين "الأونروا" عدنان أبو حسنة، مع "الترا فلسطين".
- بداية، ما هو ردّكم على القرار الإسرائيليّ بحظر عمل الأونروا في إسرائيل؟
هذا القرار الإسرائيليّ غير مسبوق، ولم يحدث في تاريخ الأمم المتّحدة، لم يسبق لدولة عضوة في الأمم المتّحدة، أيّ إسرائيل في هذه الحالة، القيام بحظر منظّمة، هي أكبر منظّمة من المنظّمات العاملة في الأمم المتّحدة، وهي الأونروا.
هذا عبارة عن تهديد لنظام الأمم المتّحدة، أو النظام الّذي أنشئ بعد الحرب العالميّة الثانية، وأنشئت بموجبه الأمم المتّحدة، بالتالي هذا قرار غير مسبوق، على الإطلاق، ويشكّل خرقًا كبيرًا للقيم والمواثيق والعهود الدوليّة، واتّفاقيّة جنيف الرابعة، والقانون الدوليّة الإنسانيّة، وقوانين الأمم المتّحدة، الّتي تلزم الدول باحترام وتسهيل عمل منظّماتها، وهذا غير مسبوق.
- كيف سيؤثّر هذا القرار على عملكم؟
هم يتحدّثون الآن عن قرارين، تمّ تبنّيها في الكنيست عن منع الأونروا، يمنع الأوّل العمل في المناطق ذات السيادة الإسرائيليّة مثل القدس الشرقيّة، ولكن من غير الواضح تفاصيله، والآخر يمنع التعامل مع الأونروا، وعدم الاتّصال معها، ومنع الإعفاءات الضريبيّة الممنوحة لها، ومنع المعاملات البنكيّة معها، وعدم إعطاء تسهيلات وتأشيرات دخول للموظّفين، والكثير من التفاصيل، من شأنها أن تجعل هذا القرار ذات نتائج كارثيّة على عمل الأونروا في الضفّة الغربيّة، وقطاع غزّة.
- هل جرى إبلاغكم بموعد بدء سريان وتطبيق القرار؟
لا نعرف متى ستطبّق الحكومة الإسرائيليّة هذه القرارات، وكيف ستطبّق، ولكن في حال طبّقت كما هي، سوف يكون لها نتائج خطيرة على اللاجئين الفلسطينيّين، ليس فقط في غزّة، ولكن في الضفّة الغربيّة والقدس.
- في ظلّ استمرار حرب الإبادة، كيف سيؤثر القرار على قطاع غزّة بالحديد؟
غزّة تعاني من كلّ شيء، وسحقت الحياة فيها، وبقيت الأونروا هي الأمل للسكّان هناك، وعندما يتمّ شطب الأونروا من معادلة غزّة، هذا يعني الحكم بإعدام على المكان.
- ما هو ردّكم على المزاعم الإسرائيليّة بمشاركة بعض موظّفي الأونروا في هجوم 7 تشرين الأوّل/أكتوبر؟
بالنسبة للمزاعم الإسرائيليّة، نحن نحصل على هذه الادّعاءات من وسائل الإعلام، ولكن لم يقدّموا لنا أيّ دلائل حقيقيّة حول مشاركة بعض موظّفي الأونروا في الهجوم.
قالوا لنا إنّ هناك 12 موظّفًا ممّن شاركوا في الهجوم، واتّخذت إجراءات وإنهاء عقود 9 من هؤلاء الموظّفين، وكان هناك لجنة تحقيق من قبل هيئة الرقابة الداخليّة في الأمم المتّحدة، وقرّرت إعادة أحد الموظّفين نتيجة عدم ثبوت الاتّهامات عليه.
جزء من هذه المجموعة، الّتي يدعى عليها، لا يوجد أيّ دلائل بحقّها، والبعض الآخر، قالت اللجنة، إنّه في حال وجود أدلّة كافية من الممكن أن يكون لديهم ضلع.
ونحن طالبنا في شهر آذار/مارس ونيسان/أبريل وتمّوز/يوليو الماضي، من الجانب الإسرائيليّ، أن يزوّدنا بدلائل بأنّ هناك أعضاء في الأونروا شاركوا أو ينتمون إلى فصائل معيّنة، ولكن للأسف الشديد لم نشارك في أيّ معلومة، ونحصل على هذه الأنباء من وسائل الإعلام.
- كيف سيواجه القرار من قبل الأونروا؟
موضوع مواجهة القرار، أكبر من الأونروا، والمجتمع الدوليّ يجب أن يقف ويواجه. ومجلس الأمن الدوليّ أصدر بيانًا ضدّ القرار الإسرائيليّ، وطالب تلّ أبيب بالتراجع، مؤكّدًا بأنّ الأونروا يجب أن تستمرّ وبأنّه لا بديل عنها، وسوف يكون هناك كما أعلن الأمين العامّ للأمم المتّحدة تحرّك باتّجاه الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة من أجل وضعها في صورة ما يجري، النرويج مثلًا تتحرّك، والدول العربيّة تتحرّك أيضًا، ونأمل أن يكون هناك تحرّك جماعيّ لمواجهة القرار الإسرائيليّ.
- لو تضعنا في صورة حجم الاستهداف الإسرائيليّ لكم منذ بدء الحرب؟
قتل لنا حتّى الآن حوالي 237 من موظّفي الأونروا، وهناك 200 بنايةً تابعة للأونروا، أمّا دمّرت تدميرًا كاملًا، أو أصيبت بأضرار جزئيّة، ودمّرت عشرات العربات والناقلات. وأيضًا قتل في مراكز الإيواء التابعة لنا حوالي 560 شخصًا على الأقلّ.