كشف موقع "واللا" العبري، عن نية وزارة الخارجية الإسرائيلية، مقاطعة مؤتمر سيعقد منتصف شهر حزيران/ يونيو الجاري، في متحف برج داود بالقدس المحتلة تحت عنوان "لماذا يبصق اليهود على غير اليهود؟".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها لن تشارك بسبب عنوان المؤتمر، لكن مصادر في الوزارة ذكرت أن خلفية القرار كانت لتجنب أي حساسيات سياسية تجاه ممثلي اليمين المتطرف والحريديم في الائتلاف الحكومي.
تظاهر العشرات من نشطاء اليمين المتطرف، بمن فيهم نائب رئيس بلدية الاحتلال القدس أرييه كينغ ، يوم الأحد، احتجاجًا على صلاة أقامتها مجموعة مسيحية إنجيلية في مجمع بالقرب من حائط البراق، رغم أن المشاركين وصلوا "للصلاة من أجل سلام دولة إسرائيل"
وأشار الموقع العبري إلى أنه طرأ في الأشهر الأخيرة زيادة في الهجمات والمضايقات من قبل اليهود الحريديم ونشطاء اليمين المتطرف، ضد القساوسة والراهبات والحجاج المسيحيين، وبالأخص في مدينة القدس.
تابع الموقع العبري، بالقول: "من الظواهر التي تضاعفت في الأشهر الأخيرة بصق اليهود على رجال الدين المسيحيين، وتخريب المباني أو الرموز التي تمثل المسيحية مثل الأديرة والكنائس والصلبان، حيث تم توثيق بعض هذه المضايقات وظهرت مقاطع مصورة خاصة بهم على شبكات التواصل الاجتماعي وكذلك في مقالات صحيفة وفي القنوات التلفزيونية الإسرائيلية".
وفي السياق نفسه، قال بطريرك القدس للاتين ورئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا، في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية، في آذار/ مارس، إنه وعلى عكس الماضي، غير قادر على عقد اجتماعات مع الوزراء وغيرهم من كبار المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية الجديدة ويضطر للتحدث مع المسؤولين من أصحاب الرتب المنخفضة، ويرى أن السبب يعود إلى عدم رغبة بعض الوزراء في حكومة الاحتلال بإثارة غضب ناخبيهم.
وقال راعي دير القديسة مريم للقيامة في قرية أبو غوش المقدسية والذي يدار من قبل الرهبنة البندكتية نيقوديموس شنابل، في مقابلة مع صحيفة "سودويتشه تسايتونج" الألمانية، إنه في الأشهر الأخيرة حدثت زيادة في مضايقات اليهود للمسيحيين "لأن من يكره المسيحيين يجلس الآن في الحكومة".
وفي نيسان/ أبريل، وعقب موجة جديدة من المقاطع المصورة "للبصق" على المسيحيين، والتي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قام نائب مدير الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية الاسرائيلية إيمانويل نحشون بإدانة هذه الظاهرة، من خلال تغريدة عبر موقع تويتر، ولكنه حذفها بعد ساعات قليلة.
وقالت مصادر مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه تم حذف التغريدة بتوجيه من مكتب وزير الخارجية في ضوء الحساسية السياسية تجاه الأحزاب الحريدية المتشددة والأحزاب اليمينية المتطرفة في الائتلاف الحاكم.
وقبل أسابيع قليلة، قررت الباحثة المسيحية ياساكا هاراني، والتي سبق لها تقديم المشورة لوزارة الخارجية الإسرائيلية حول هذا الموضوع، تنظيم مؤتمر أكاديمي في القدس حول موضوع التحرش المتزايد بالمسيحيين في القدس. ومن المتوقع عقد المؤتمر في 16 حزيران/ يونيو في متحف برج داود بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، تحت عنوان "لماذا يبصق اليهود على غير اليهود؟".
قالت هاراني لموقع "واللا"، إنها دعت رؤساء الكنائس المختلفة والدبلوماسيين الأجانب وممثلي الوزارات وبلدية الاحتلال في القدس للمشاركة في المؤتمر.
وأضافت هاراني :"تلقيت اتصالًا هاتفيًا من مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية أبلغني أن اسم المؤتمر غير مناسب وبالتالي فهم لا ينوون المشاركة فيه".
وبحسب قولها، فإن الوزارات الاسرائيلية الأخرى التي تمت دعوتها لم تؤكد مشاركتها بعد، قائلةً: إنه "من الواضح أن هذا القرار يأتي من أعلى".
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه كما في حالة التغريدة المحذوفة، أيضًا في هذه الحالة، لعبت اعتبارات الحساسيات السياسية الداخلية دورًا في قرار عدم المشاركة في المؤتمر.
وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالقول: "نظرًا لطبيعة النقاش المنحازة وعنوانها، اختارت وزارة الخارجية عدم المشاركة في المؤتمر، والقرار ليس له علاقة بالقضايا السياسية".
وتظاهر العشرات من نشطاء اليمين المتطرف، بمن فيهم نائب رئيس بلدية الاحتلال القدس أرييه كينغ ، يوم الأحد، احتجاجًا على صلاة أقامتها مجموعة مسيحية إنجيلية في مجمع بالقرب من حائط البراق، رغم أن المشاركين وصلوا "للصلاة من أجل سلام دولة إسرائيل". وبحسب مقاطع مصورة وصلت من منطقة الحديث، ظهر العديد من نشطاء اليمين المتطرف وهم "يبصقون" على المسيحيين في المنطقة ويصرخون عليهم ويدفعونهم.
قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها لن تشارك بسبب عنوان المؤتمر، لكن مصادر في الوزارة ذكرت أن خلفية القرار كانت لتجنب أي حساسيات سياسية تجاه ممثلي اليمين المتطرف والحريديم في الائتلاف الحكومي
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن نائب رئيس بلدية الاحتلال بالقدس أرييه كينغ، قال في التظاهرة إن حرية عبادة المسيحيين في القدس يجب أن تكون في الكنائس وليس في أماكن أخرى.
ونشرت وزارة الخارجية الاسرائيلية، يوم الإثنين، تغريدة على حسابها على تويتر نددت فيها بـ"أي انتهاك لحرية العبادة والدين في القدس" دون الإشارة تحديدًا إلى التظاهرة العنيفة التي وقعت في اليوم السابق.