قال خبير بارز في الأمم المتحدة، إن معدلات الجوع وسوء التغذية قد ترتفع "بشكل كبير" في لبنان، إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بتصعيد عدوانها العسكري الحالي الذي أسفر حتى الآن عن استشهاد أكثر من 2000 شخص ونزوح ما يصل إلى مليون شخص.
وقال مايكل فخري، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء: "تتمتع إسرائيل بالقدرة على تجويع لبنان ـ كما فعلت مع الفلسطينيين في غزة. وإذا نظرنا إلى جغرافية لبنان، فسوف نجد أن إسرائيل تتمتع بالقدرة على إحكام قبضتها على النظام الغذائي. وهناك خطر كبير يتمثل في ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية بسرعة كبيرة في لبنان".
أصبح الحصول على الغذاء الكافي يشكل تحديًا متزايدًا، حيث اضطرت مجتمعات بأكملها إلى ترك منازلها وأراضيها الزراعية في جنوب لبنان، وفي ظل تعرض المناطق المدنية في بيروت لغارات جوية كثيفة
وقد ترتفع معدلات الجوع الحاد بسرعة كبيرة؛ لأن الأمن الغذائي في لبنان كان محفوفًا بالمخاطر حتى قبل أن تبدأ إسرائيل قصفها الجوي واسع النطاق في منتصف أيلول/سبتمبر، حيث أدى العدوان منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، إلى نزوح 40% من المزارعين المحليين، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج المحلي وانقطاع تدفقات التجارة والوصول إلى الأسواق، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وأصبح الحصول على الغذاء الكافي يشكل تحديًا متزايدًا، حيث اضطرت مجتمعات بأكملها إلى ترك منازلها وأراضيها الزراعية في جنوب لبنان، وفي ظل تعرض المناطق المدنية في بيروت لغارات جوية كثيفة.
وفي حزيران/يونيو، أضافت الأمم المتحدة لبنان إلى قائمة النقاط الساخنة للجوع، محذرة من أن ربع السكان يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي وسط الصراع المتصاعد، وارتفاع التضخم، وارتفاع أسعار القمح العالمية، وتناقص المساعدات الإنسانية المقدمة لنحو 1.5 مليون لاجئ سوري وفلسطيني في البلاد.
وفي يوم الجمعة، سيواجه فخري أسئلة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن نتائج تقريره الأخير، والذي يؤكد أن حملات التجويع متعمدة دائمًا، وأن إسرائيل يجب أن تتحمل المسؤولية الجنائية عن التجويع الجماعي للفلسطينيين.
وأضاف فخري أن "المجاعات من صنع الإنسان، وهي دائمًا نتيجة لتجويع مجموعة من الناس لمجموعة أخرى، وبالتالي ينبغي أن نفهمها دائما على أنها مشكلة سياسية".
وأوضح: "هناك أدلة واضحة على أن المسؤولين الإسرائيليين استخدموا المجاعة كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية - وهي انتهاكات أساسية للقانون الدولي بلا استثناءات. إن المجاعة تسبب أضرارًا جسدية ونفسية دائمة للناجين، وقد تسبب ضررًا لأجيال قادمة. لا يمكنك تشغيل المجاعة وإيقافها مثل وقف إطلاق النار".
وقال تقرير فخري الذي نشر في تموز/يوليو، إنه لم يحدث في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية أن تم إجبار شعب على الجوع بهذه السرعة وبشكل كامل كما حدث مع 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في غزة.