الترا فلسطين | فريق التحرير
يعد استيلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى الشفاء، أكبر خطة استراتيجية وضعها الاحتلال، واعتبره هدفًا في اجتياح قطاع غزة، مدعيًا أنه مقر المقاومة الفلسطينية، كما تذكر صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ولكن حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت الاستراتيجية الإسرائيلية ناجحة، وإن كانت "إسرائيل" تمكنت من هزيمة حماس أو إطلاق سراح معظم الأسرى الإسرائيليين، كما نشرت نيويورك تايمز في تقرير مطول، وكتبت نقلًا عن مسؤولين أمريكيين أن قرار "إسرائيل" السريع بشن عمليات برية في القطاع لم يترك للقادة الإسرائيليين سوى القليل من الوقت للتخطيط المكثف لتخفيف المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
خبير في الجيش الإسرائيلي: مهاجمة مجمع الشفاء كان "استعراضًا للقوة وليس جزءًا من استراتيجية واضحة.
وتذكر الصحيفة أن المستشفى أصبح "نقطة اشتعال خاصة"، ولم يقدم الجيش بعد أدلة علنية على وجود شبكة أنفاق واسعة النطاق، ومركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، كما يدعي، وتتعرض "إسرائيل" لضغوط دولية متزايدة لإظهار أدلة تثبت أن المستشفى كان هدفًا عسكريًا بالغ الأهمية.
ومن جانبه قال الخبير في الجيش الإسرائيلي ياجيل ليفي إن مهاجمة الشفاء كان "استعراضًا للقوة وليس جزءًا من استراتيجية واضحة"، وأضاف أن "إسرائيل ربما تكون قد عرضت حياة الرهائن للخطر".
وقال ياجيل ليفي: "إن الجيش لم يأخذ في الاعتبار الحقيقي مستقبل أو سلامة الرهائن بالذهاب إلى الشفاء"، وأكد أن انتشال جثتين بالقرب من مستشفى الشفاء علامة واضحة على أن إسرائيل نفقد أسراها من خلال تأخير عملية تبادل الأسرى".
ونقلت نيويورك تايمز عن الجنرال كينيث إف ماكنزي جونيور، الرئيس المتقاعد للقيادة المركزية للجيش الأمريكي، أن الجيش الإسرائيلي حقق بعض أهدافه، مثل "قمع إطلاق حماس للصواريخ على إسرائيل وتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواته"، إلا أنه لا يزال "من غير الواضح عدد كبار قادة حماس الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي"، وحتى الآن فإن القرار الذي اتخذته "إسرائيل" بتحويل أجزاء من غزة إلى أنقاض، لم ينجح في تأمين صفقة كبرى لإطلاق سراح ما يقرب من 240 أسير إسرائيلي، والعديد منهم في شبكة الأنفاق الواسعة، على حد تعبيره. وقال الجنرال كينيث ماكنزي أن الوقت ليس في صالح "إسرائيل" دوليًا أو محليًا.
وفي هذه الأثناء، تذكر نيويورك تايمز، أنه كلما طال أمد الحرب، كلما تزايد الضغط على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تم سحب 360 ألف جندي احتياطي عسكري من وظائفهم المدنية للقتال.
وقال مسؤولون ومحللون إن هذا يضع ضغوطًا على جيش الاحتلال لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحماس في أسرع وقت ممكن.
فيما قال جيريمي بيني، المتخصص في شؤون الدفاع في الشرق الأوسط لدى شركة جينز، وهي شركة استخبارات دفاعية ومفتوحة المصدر في لندن، إن الجيش الإسرائيلي قد لا يحتاج إلى "نهاية للعملية العسكرية لأنها ستُفرض عليهم"، مضيفًا أنه "سوف يجعل الأمر يبدو وكأنه قام بأفضل عملية عسكرية في الوقت المتاح".