نشرت القناة الـ12 الإسرائيلية، اليوم الإثنين، نقلًا عن مصادر إسرائيلية مطلعة، تفاصيل اجتماع رباعي عُقد في الدوحة لمناقشة صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بالتزامن مع الإعلان عن انتهاء جولة المفاوضات ظهر اليوم.
وضمّ الاجتماع رئيس الموساد، دافيد برنياع، الذي وصل إلى الدوحة يوم أمس، إضافة إلى رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ومدير المخابرات العامة المصرية، حسن محمود رشاد، ورئيس وزراء قطر ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: إنه "لو كانت هناك صفقة لتحرير أربعة مخطوفين، وتشمل وقف إطلاق نار ليومين، لوافقت عليها فورًا"، جاء ذلك خلال اجتماع كتلة الليكود البرلمانية، وبعد يوم من إعلان مصر عن مقترح لوقف إطلاق نار مؤقت.
عبر خبير في الشؤون الاستخباراتية والعسكرية عن شكوكه بجدية الجهود الأميركية والإسرائيلية للوصول إلى اتفاق تبادل أسرى
وقال رونين بيرغمان، خبير الشؤون الاستخباراتية والعسكرية في "نيويورك تايمز"، للقناة الـ12 الإسرائيلية: "هناك مصلحة لدى البيت الأبيض في إظهار تقدم في ملف المخطوفين الإسرائيليين قبل الانتخابات الأميركية القادمة". وعبر عن شكوكه حول جدية الجهود الأميركية والإسرائيلية، قائلًا: "يسعون إلى خلق انطباع بوجود تقدم، ولكن في الواقع، ما زالت إسرائيل متمسكة بمطالبها، وكذلك حركة حماس، في حين تواصل أطراف في حكومة نتنياهو رفض أي صفقة تبادل".
وأضاف بيرغمان أن "الذين جاؤوا بعد السنوار لن يستطيعوا تقديم تنازلات أقل مما كان يقبله سابقًا"، مشيرًا إلى أن المحادثات الحالية تجري بين إسرائيل والوسطاء فقط، دون مشاركة فعلية من حماس.
ونقل تقرير القناة الـ12 الإسرائيلية، عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله: "نحن بصدد مناقشة خطة شاملة تأخذ المبادرة المصرية بعين الاعتبار، وتمت صياغة هذه المبادرة خلال الأسبوعين الماضيين". وأضاف أن "المحادثات كانت إيجابية، وهناك نيّة لعقد قمة رباعية هذا الأسبوع وتشكيل فرق عمل لبحث إمكانية الوصول إلى صفقة".
وأشارت القناة إلى أن المجلس الوزاري الأمني السياسي (الكابينت) ناقش المقترح المصري، الذي حظي بدعم الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ومعظم الوزراء، باستثناء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، والوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وتشير تقديرات إلى أنه لن يتم اتخاذ أي قرار بشأن مقترح تبادل الأسرى قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يعارض كل من سموتريتش وبن غفير أي صفقة تبادل، مهددين بإسقاط الحكومة إذا تمت الموافقة عليها.
وطالب الوزيران بمواصلة الحرب وإعادة الاستيطان في القطاع، مما يتعارض مع فرص التوصل إلى صفقة. بينما دعا مسؤولون أمنيون إلى تغيير موقف إسرائيل، مؤكدين أن "هدف الحرب تحقق بالقضاء على قدرات حماس وتفكيك قيادتها واغتيال السنوار، والآن يجب التركيز على استعادة المخطوفين".
وفي سياق الحديث عن صفقة تبادل الأسرى، تساءلت القناة الـ 13 الإسرائيلية، حول امتناع نتنياهو عن التصويت على الصفقة التي اقترحتها مصر، والتي تقضي بإطلاق سراح 4 أسرى مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين.
وأشار المحلل السياسي للقناة، رفيف دروكر، إلى أن هذا التساؤل يعدّ معقدًا، معبرًا عن اعتقاده بأن هذه الصفقة "بعيدة عن التحقق"، رغم أن العدد المستهدف هو 4 أسرى من أصل 101.
وأكد دروكر أنه، مع بقاء الصفقة معلقة ومرور عدة أيام دون تقدم، فإن المقترح المصري يعدّ "مقترحًا عبقريًا". وقد حظي المقترح بدعم واسع في المجلس الوزاري المصغر من عدد من الوزراء مثل آفي ديختر وميري ريغيف ويسرائيل كاتس، ما قد يسهّل حصوله على الموافقة. لكن نتنياهو لم يتخذ تلك الخطوة بعد، في ظلّ معارضة شديدة من بن غفير وسموتريتش، اللذين رفضا المقترح حتى لو لفترة أسبوعين فقط، مشيرين إلى رفضهم وقف القتال ولو ليوم واحد، ومطالبين بزيادة حدة العمليات العسكرية.