على مرمى حيّ القصبة؛ أو ما يعرف بسوق البلدة القديمة/حارة القزازين، في الخليل العتيقة؛ قنطرة تجاوز عمرها مئات السنين، وباتت عنوانًا يستدلّ به وعليه لتحديد نقاط الالتقاء والانتقال، غير أنّ اسمها يأخذ مساحة واسعة من الاستغراب خاصة أمام الغرباء عن المدينة، إنها قنطرة "خزق الفار" أو "خزء الفار" باللهجة الخليلية.
يأخذ اسم منطقة "خزق الفار" في الخليل، مساحة شاسعة من الاستغراب.. ماذا تعرفون عن سبب التسمية؟
"خزق الفار" يحتفظ بشكل هندسي نصف دائري أو أقرب للهيئة القببية، يعود للفترة العثمانية ويطلّ على شارع الشهداء الرئيس الذي يربط شمال مدينة الخليل بجنوبها، والذي أغلقه الاحتلال الإسرائيليّ أمام الفلسطينيين، كما أغلق "خزق الفار" ببوابة حديدية عقب "مجزرة الإبراهيمي".
قنطرة "خزق الفار" كانت حتى إغلاق شارع الشهداء المصبّ والرادف الرئيس للخليل العتيقة ككل، فهي المكان الفاصل بين قصبة السوق وسوق العتق باتجاه سوق الخضار المركزي والكراج القديم الذي كانت السيارات والحافلات من مختلف المدن والقرى تفرّغ حمولتها فيه.
[[{"fid":"72271","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":427,"width":640,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]
أمّا السؤال الأبرز حول سبب تسمية "خزق الفار بهذا الاسم، فقد ذكر الباحث في التاريخ الإسلامي عدنان أبو تبانة، أنّها "تسمية قديمة، ترتبط بضيق المكان، فكانت حركة المواطنين تملأ السوق وتضيق بهم الطرقات وعندما يصلون هذا المكان تحدث أزمة كبيرة كون المكان لا يتجاوز ثلاثة أمتار".
وتتطابق الرواية التي سردها أبو تبانة مع رواية جمال مرقة (57 عامًا) الذي ورث تسميتها عن أجداده، بقوله إنّ "خزق الفار أصغر قنطرة بالنسبة للارتفاع والعرض، وأعطوه هذا الاسم لأنه كما يقال بالكاد كان الفار يدخل منها".
[[{"fid":"72269","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":427,"width":640,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
اقرأ/ي أيضًا: فيديو | ماذا يقول "الخلايلة" عن مدن فلسطين؟
ويتردد مرقة على محلّه التجاري القريب من "خزق الفار" منذ كان طفلًا قبل خمسين عامًا، فقد كان يرافق والده قبل أن يصبح المسؤول المباشر عن المحل. ويعتقد مرقة اليوم، أنّه أقدم تاجر في المنطقة ما زال يفتح محلّه.
وفي تلخيص القصة يقول "خزق الفار" كان الحياة، فكل أصحاب المحال التجارية يعدّونه دينمو الحركة، مشيرًا إلى أنّ "كل من ينزل في الكراج القديم كان يدخل من منطقة خزق الفار عبر شارع الشهداء، فكانت هذه القنطرة تعجّ بالحركة".
ويرسم هشام مرقة صورة عن منطقة خزق الفار وما يحيط فيها، بالقول: "وأنتَ تمشي من ساحة القزازين باتجاه الحرم الإبراهيمي وصولًا لمنطقة خزق الفار التي تؤدي للحسبة القديمة التي تعود للعصر المملوكي، وبعضها للعثماني، ومعظم البنايات في محيط خزق الفار عمرها حوالي ألف سنة".
كانت الأسواق المنسدلة طرقها عبر خزق الفار متخصصة؛ فمنها سوق الذهب، اللبن، اللحامين، وغيرها، حتى اندلعت الانتفاضة الثانية التي قلبت معادلة الأسواق المتخصصة لأسواق عامة تهتم معظمها بالتراث.
"موت شبه سريري" هذا الذي يعانيه "خزق الفار" هذه الأيام كحال الأسواق المحيطة والبلدة القديمة، بعد أن كان محور الحياة في الخليل العتيقة، والدينمو المحرك للحركة التجارية.
[[{"fid":"72270","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":427,"width":640,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]
اقرأ/ي أيضًا:
القضاء الإسرائيلي يفضح عنصريته