تُحاول إدارة نادي شباب الظاهرية معالجة أزمتها المالية من خلال مركز تجاري اقترحت إنشاءه على قطعة أرضٍ مشتركة مع البلدية، إلا أن الأخيرة رفضت المقترح بسبب الخلاف على أحد بنود مقترح النادي.
اقترح رئيس نادي الظاهرية إنشاء مركز تجاري تكون له ملكية 40% منه، و60% للنادي والبلدية لكن الأخيرة رفضت
وكانت بلدية الظاهرية ونادي الظاهرية توصلا إلى "اتفاقية استثمار" في عام 2014، بموجبها تم الاتفاق أن أي بناءٍ يُقام على الأرض تكون ملكيته مقسمة بواقع 49% للنادي و51% للبلدية. يقول رئيس البلدية راتب الصبار، إن هذه الاتفاقية تم توقيعها "للحفاظ على أملاك النادي من الضياع".
التطورات الجديدة، تمثلت باقتراح تقدم به نائب رئيس النادي منير القيسية إلى البلدية، وهو بناء مركز تجاري ضخم على الأرض، تكون ملكية 40% لصالح القيسية، بينما ملكية الـ60% المتبقية سيتم تقاسمها بين النادي والبلدية، إلا أن الأخيرة رفضت فكرة التمليك، وتقدمت بشكوى لدى وزارة الشباب والرياضة.
يُوضح الصبار لـ الترا فلسطين، أن البلدية اقترحت على النادي إنشاء مركز تجاري، وإلزام الراغبين بالاستئجار دفع الإيجارات لأربع سنوات مقدمًا ليتم بناء المركز، إلا أن الأخيرة رفضت الاقتراح. يُتابع، "نادي شباب الظاهرية لديه عقارات ضخمة، عليه أن يحسن استغلالها".
في المقابل، يؤكد رئيس نادي الظاهرية عبد الحليم عطية، أن الخلاف على المشروع المذكور ليس الأول بين النادي والبلدية، فهناك خلافٌ قائمٌ منذ سنوات على مركز تجاري أقيم سنة 2014 وتم تأجيره لـ10 سنوات، على أساس حصول البلدية على 51% من الأرباح مقابل 49% للنادي.
النادي لم يدفع للبلدية مستحقاتها منذ 7 سنوات، بذريعة امتناع البلدية عن دفع مستحقات النادي عن الملعب الخماسي التابع للنادي وتديره البلدية
يُبين عطية لـ الترا فلسطين، أن النادي لم يدفع للبلدية مستحقاتها منذ 7 سنوات، بسبب امتناع البلدية عن دفع مستحقات النادي عن الملعب الخماسي التابع للنادي وتديره البلدية. وتابع، "البلدية تقول إنها لا تجني أي أرباح من الملعب وهذا غير صحيح، لذلك قررنا أن لا ندفع للبلدية".
أما الخلاف بشأن المشروع الذي اقترح القيسية تشييده، فيعود إلى رغبة الأخير بأن تكون ملكية 40% من البناء له، كونه الطرف الذي سيُمول إنشاء المركز. يُبين عطية، أن بلدية الظاهرية تقدمت بشكوى لدى وزارة الشباب والرياضة ضد النادي، قالت فيها إن النادي يريد الاستثمار في الأرض بدون إذن البلدية، وهو الاتهام الذي ينفيه عطية، مؤكدًا أن النادي تعهد للبلدية بدفع نسبتها والزيادة عليها إن احتاجت، إلا أن رئيس البلدية رفض.
وأضاف عطية، أن النادي توجه من جانبه إلى وزارة الشباب والرياضة وقدم الأوراق اللازمة بهذا الخصوص، وكان الرد بأنه لا توجد أي مخالفة.
وعلم الترا فلسطين أن وزارة الشباب والرياضة ترغب بأن يتم حل الملف بين النادي والبلدية ودون تدخل منها.
رفض النادي مقترح جباية الإيجارات سلفًا لأنها ستخصص لبناء المركز ولن توفر سيولة لميزانية النادي
يقول الصبار (رئيس البلدية) إنهم عرضوا على النادي جباية الإيجارات لأربع سنوات قادمة من الراغبين بالاستئجار في المركز الذي سيتم إنشاؤه، إلا أن النادي رفض الاقتراح. يُعلل عطية الرفض بأنه في هذه الحالة سيتم تخصيص المبالغ لإنشاء المبنى، ولن تتوفر أي سيولة للنادي الذي يحتاج إلى مصاريف كبيرة.
ويؤكد عطية، أن الأندية تواجه أزمة مالية منذ تحولها إلى الاحتراف، "فالمصاريف زادت، وعقود اللاعبين ارتفعت، ولا يوجد دخل للأندية إلا من المتبرعين والتجار ورجال الأعمال".
وأضاف، أن الدعم تراجع في العامين الأخيرين نتيجة جائحة كورونا وتبعاتها الاقتصادية، "وهذا أوقعنا بورطة وجعلنا بأمس الحاجة للاستثمار" كما يقول.
هذه الأزمة المالية تُهدد مستقبل النادي بالفعل وفق ما أفادنا به المشرف الرياضي للنادي خالد جبارين، فحيث أشار إلى "التزامات وأعباء مالية ضخمة على رأسها عقود اللاعبين"، مضيفًا، "ما تفعله البلدية يُعطل مصالح النادي (..) ويجب أن يكون هناك حسمٌ للموضوع".
لاعبون في نادي شباب الظاهرية يتغيبون عن التدريبات ويفكرون في الرحيل بسبب تراكم مستحقاتهم
من جانبه، لا يخفي قائد فريق شباب الظاهرية مصعب بطاط مخاوفه على مستقبل النادي في ظل الأزمة المالية، مبينًا أن عددًا من لاعبي الفريق يطالبون بمستحقاتهم وقد يرحلون إذا لم يحصلوا عليها، وقد بدأوا بالتغيب مؤخرًا عن التدريبات، "وأنا أتواصل معهم وأطالبهم بالصبر".
وأضاف بطاط لـ الترا فلسطين، أن قيسية (نائب رئيس النادي) يتولى دفع الرواتب والعقود للاعبين، ويحتاج إلى المال والاستثمار ليستمر في الدفع، مطالبًا البلدية -إن كانت حريصة على النادي- أن تهتم بالملعب المتوقف بناؤه منذ سنة 2014، ويحتاج إلى مرافق، "فاللاعبون (قبل التدريبات وبعدها) في فصل الشتاء يبدلون ثيابهم في سياراتهم، لعدم وجود غرف غيار وحمامات" كما يقول.
يُذكر أن نادي شباب الظاهرية تأسس سنة 1974، وسبق أن مثَّل فلسطين في بطولة الأندية العربية 2012/2013، وكأس الاتحاد الآسيوي 2014.
اقرأ/ي أيضًا: