يحاول المزارع أحمد أبو الخيزران من مدينة طوباس حفر بئر مياه زراعي في بلدة طمون، لكن بلدية طمون ترفض حفر هذا البئر، متذرعة بأن الموقع الذي سيحفر فيه يهدد بتجفيف بئر مياه زراعي آخر مملوك للبلدية، وتبيع منه المياه لنحو 700 مزارع في المنطقة.
بئر البلدية تعتاش منه حوالي 700 عائلة، ويغذي حوالي 2200 بيت بلاستيكي زراعي في المنطقة
ويؤكد أبو الخيزران أنه يمضي في الإجراءات القانونية من أجل ترخيص البئر والابتعاد عن بئر البلدية المسافة المطلوبة، واستعداده لتعويض نقص المياه فيما لو حصل لدى المزارعين، وبيعهم المياه بأقل من السعر الذي تبيعه البلدية.
لكن رغم تعهدات أبو الخيزران، إلا أن رئيس البلدية عبد اللطيف بشارات يقول إن البئر سيتسبب في إشكالية قد تتطور لتشكل تهديدًا للسلم الأهلي، فبئر البلدية تعتاش منه حوالي 700 عائلة، ويغذي حوالي 2200 بيت بلاستيكي زراعي في المنطقة.
وأوضح بشارات، أن البئر المنوي حفره يقع بين البئرين، ويستطيع بحسب المنطقة الحفر على عمق أكثر منهم، ووضع مضخة قد تتسبب بتنشيف البئر الزراعي للبلدية بعد شهر، وخلال سنتين سيؤثر على كل آبار المنطقة.
وأكد أن المزارع أبو الخيزران يملك أراضٍ كثيرة، ويستطيع الحفر فيها بعيدًا عنهم، وبالتالي لن يسمحوا أن يكون البئر بين البئر الزراعي وبئر الشرب، الذي تستفيد منه بلدات طمون وطوباس وميثلون وعقابا.
بعدما حفرت بلدية طمون بئرها الزراعي باتت توفر على المزارعين وتبيعهم المياه بسعر 2.7 شيقل للكوب
وتعتبر بلدة طمون بلدًا زراعيًا في الأغوار الشمالية، "سلة غذاء الفلسطينيين، والجميع هنا مزارعون" بحسب بشارات. وكانت البلدية تشتري المياه من طوباس وتبيعها للمزارعين بسعر 4 شواقل للكوب، لكن مع حفر بئرها الزراعي باتت توفر على المزارعين وتبيعهم المياه بسعر 2.7 شيقل للكوب، وبالتالي تؤكد على أهمية استمرار عمل بئرها.
وأفاد بشارات بأن سلطة المياه أبلغتهم أن أبو الخيزران لم يستكمل الإجراءات بعد، كما أكدت لهم وزارة الزراعة استحالة منحه ترخيص لبئر بهذا الوضع، مبينًا أن البلدية ستلجأ إلى الاحتجاج بشكل قانوني في حال إصدار الترخيص له.
في المقابل، يقول أبو الخيزران إنه كان يملك بئر مياه زراعي قبل خمس سنوات، فحفر شخصٌ بئرًا بالقرب منه على مسافة 400 متر، وحفر شخصٌ آخر بئر ثانيًا على بعد 180 مترًا، ما تسبب بجفاف بئره، موضحًا أنه كان يملك قرارًا من المحكمة بإغلاق البئر الأقرب منه، لكنه رفض ذلك، "لأن إغلاق المياه ومصادرة الأراضي واستهداف المزارعين هي أفعال يقوم بها الاحتلال فقط".
يؤكد أبو الخيزران استعداده لتعويض نقص المياه في حال حدوثه، وأن يكون سعر كوب المياه أقل من السعر الحالي للبلدية
وأفاد بأن جرافات الاحتلال جرفت له عدة مرات خطوط مياه في البقيعة بالأغوار الشمالية، عدا عن مصادرة عشرات الجرارات الزراعية والمركبات الخاصة به، مؤكدًا أن عمله في الزراعة هي "مسألة صمود وتحدي وليس استثمار".
وأضاف، أنه في العادة يجب الابتعاد عن الآبار الزراعية مسافة 500 متر، وقد ابتعد هو عن أقرب بئر منه في المنطقة الجديدة مسافة 700 متر، لكن عندما اعترضت البلدية على البئر الجديد، طلبت منه الجهات الرسمية الابتعاد 400 متر أخرى، فوافق على ذلك وباتت المسافة عن أقرب بئر 1100 متر، وهذا "لم يحصل من قبل" وفق قوله.
وأكد أبو الخيزران، أن البئر لم يُحفر بعد ولم يتبين إن كان سينجح ويخرج مياه أو لا، لكنه يؤكد استعداده لتعويض نقص المياه في حال حدوثه، وأن يكون سعر كوب المياه 2.5 شيقل، وهو أقل من السعر الحالي للبلدية.
اقرأ/ي أيضًا: