22-مارس-2024
لحظة اغتيال الشهيد مجاهد بركات

الترا فلسطين | فريق التحرير 

كشفت إذاعة جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، عن تفاصيل التحقيق الأولي في عملية إطلاق النار قرب مستوطنتي دوليف وتلمون، غربي رام الله صباح اليوم، التي أصيب فيها 7 جنود إسرائيليين، ونفذها الشهيد مجاهد بركات.

ووفق مصدر مشارك في التحقيق؛ فإن منفذ الهجوم كان مسلحًا بسلاح قنص متطور ذو منظار بصري، وتمركز ليلاً قبالة مفترق طرق في منطقة وعرة، وبنى لنفسه عددًا من مواقع إطلاق النار، حيث كان يتحرك بشكل سري وكانت بمثابة حماية وملجأ له.

بعد 5 ساعات من المعركة، رصدت وحدة دوفدان مكان القناص، وأطلقت مروحية قتالية النار على المنفذ من الجو

وأضاف المصدر: "أطلق القناص الطلقة الأولى على الحافلة عند الساعة 5:15 صباحًا، وبالتالي هرعت القوات الإسرائيلية إلى مكان الحادث وعملت على عزل المنطقة عن المدنيين"، وفي المرحلة الأولى، لم تدرك القوات أن المسلح كان يحمل سلاح قنص متطور، ويستطيع إطلاق النار بدقة ومن مسافة بعيدة. وتم استدعاء مروحية قتالية أباتشي وطائرة بدون طيار من طراز زيك الى الميدان.

وحاولت قوات الاحتلال إطلاق النار على المنفذ من الجو لاستدراجه من مخبئه، إلا أنه لم يخرج وتموضع خلف كومة من الصخور كان قد بناها لنفسه. وفي هذه المرحلة تمكن القناص من إطلاق عدة رصاصات، مما أدى إلى إصابة بعض الجنود الإسرائيليين على الفور. وتم استدعاء وحدة دوفدفان  إلى مكان الحادث لإجراء عمليات بحث ميدانية مشيًا على الأقدام.

وأضافت الإذاعة أنه بعد 5 ساعات من المعركة، رصدت وحدة دوفدان مكان القناص، وأطلقت مروحية قتالية النار عليه من الجو. 

وأكدت الإذاعة نقلاً عن مصدر عسكري وآخر استخباري عدم امتلاك جيش الاحتلال أي إنذار استخباراتي مسبق بشأن القناص أو عن نية تنفيذ هجوم على الفور.

ويقدر الاحتلال الإسرائيلي أن الشهيد تصرف بمفرده، وأضافت الصحيفة إنه سيتم في إطار التحقيق المستمر معرفة كيفية حصول المسلح على سلاح القناص المتطور، الذي تمكن به من القنص من مسافة مئات الأمتار على المحور وإصابة الجرحى الإسرائيليين.

الشهيد مجاهد بركات
الشهيد مجاهد بركات كراجة

 وأوضح الصحفي المتخصص في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب لـ"الترا فلسطين" إلى أن وحدة "دوفدفان" تُعرف فلسطينيًا باسم "المستعربين"، لأن جنودها يتحدثون اللغة العربية بطلاقة ويعرفون العادات والتقالية العربية، وبالتحديد الفلسطينية، وقد أنشأها إيهود باراك في عام 1986، عندما كان قائدًا للضفة الغربية في جيش الاحتلال، وكان يرغب في أن يكون لجيش الاحتلال القدرة على العمل داخل التجمعات السكنية الفلسطينية والحصول على معلومات استخبارية وإحباط المقاومة بشكل جزئي.

جنود وحدة "دوفدفان" يتدربون على تنفيذ مهام استخبارية أثناء القتال

وفي رسالته إلى رئيس أركان الجيش، آنذاك، من أجل إنشاء وحدة "دوفدفان"، أوضح إيهود باراك الفكرة قائلاً: "أريد وحدة يبدو رجالها كالعرب، يتحدثون مثل العرب، ويركبون الدراجات في البلدة القديمة من نابلس، وكأنهم في شارع ديزنغوف في تل أبيب. رجال سيكونون قادرين على العمل بشكل جزئي وهم يتنكرون في هيئة عربية، بُغية إيجاد واقع عملياتي تنفيذي دون الحاجة إلى قوات كبيرة والانكشاف مبكرًا".

وبيّن أنس أبو عرقوب، أن جنود وحدة "دوفدفان" يتدربون على تنفيذ مهام استخبارية أثناء القتال، وشعارها "سيف ذو حدين" مقتبس من أسطورة يهودية تزعم أن يهوديًا نجح باغتيال ملك موآب في قصره.

وأضاف أن وحدة "دوفدفان" تواجدت بقوة في الساحة الفلسطينية بعد اندلاع الانتفاضة الأولى، وبذلك كان إيهود باراك -وفق التعبير الإسرائيلي- قد استبق الداء بصنع الدواء، إذ نفذت الوحدة عمليات اغتيال واعتقال في قلب نابلس، بل إن باراك لشدة حماسه للفكرة التي تجلت في آلة القتل، شارك في إحدى العمليات متنكرًا، وفقًا لما أفادت به صحيفة "معاريف" قبل نحو عقدين.