29-نوفمبر-2023
رسم لبنيامين نتنياهو خلال تظاهرة احتجاج طلابية في تورينو بايطاليا. Stefano Guidi/Getty Images

رسم لبنيامين نتنياهو خلال تظاهرة احتجاج طلابية في تورينو بايطاليا. Stefano Guidi/Getty Images

الترا فلسطين | ترجمة فريق التحرير

علّق يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي على أداء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بداية الحرب، قائلًا إنه "كان في حالة صدمة وكرب قتالي في الأسبوعين الأولين، بعد أحداث السابع من أكتوبر".

يوفال ديسكن: "دولة إسرائيل خانت كل من اختطفوا وقتلوا في الأيام الأولى"، ولقد غيّرت موقفي 180 درجة حيال صفقات التبادل

و"كرب القتال" مصطلح عسكري يستخدم لتصنيف أنماط سلوكية متفرقة ناجمة عن الإجهاد من جراّء الحرب، وهي أنماط من شأنها أن تقلل من فعالية القدرة القتالية للجندي. وأكثر أعراض المرض شيوعًا هي الإرهاق، وتباطؤ زمن رد الفعل، والتردد، وانفصال الشخص عن محيطه، وعدم القدرة على تحديد الأولويات.

وقال ديسكين خلال مؤتمر "المخطوفون – مسألة الثمن؟" اليوم الأربعاء، إنه في الأيام الأولى من الحرب لم تقم الحكومة الإسرائيلية بمهامها الاعتيادية على الإطلاق، وفقط المنظمات المدنية والمتطوعون ورجال خدمة الاحتياط في الجيش والمجتمع انخرطوا في العمل، وليس القيادة التي بالكاد تقوم بأداء وظيفتها حتى يومنا هذا.

وأضاف المسؤول الأمني الإسرائيلي الأسبق إنّ "دولة إسرائيل خانت كل من اختطفوا وقتلوا في الأيام الأولى، وهم مستمرون في دفع الثمن. وما حدث خيانة لكل طفل وكل أم وكل أب اختطف من (مستوطنات) غلاف غزة".

ولفت ديسكين إلى أنّه كان من أشدّ المعارضين لصفقات تبادل الأسرى التي تقوم على مبدأ "الجميع مقابل الجميع"، ووافق سابقًا على التبادل النسبي للأسرى. لكنّه اليوم غيّر موقفه 180 درجة على حدّ قوله، وبات اليوم يؤيّد عقد صفقة "الكل مقابل الكل".

لكن ديسكين أشار إلى أنّ ذهاب إسرائيل باتّجاه "اتفاق الجميع مقابل الجميع" يعني حدوث ضرر جسيم على قوة الردع. وحتى إذا لم نذهب لذلك الاتفاق، ففي النهاية سنحلق ضررًا في العقد الاجتماعي داخل إسرائيل، الأمر الذي يحدّ من قدرتنا على الصمود كمجتمع إسرائيلي. وبدون المرونة الاجتماعية، فإن "الأمة" هي التي ستتصدع، ولا أعتقد أننا سنكون قادرين على البقاء هنا.

المسؤول السابق عن جهاز الشاباك:  كان ينبغي على "إسرائيل" أن تتوصل في 7 أكتوبر إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين بأيِّ ثمن، حتى على حساب الأسرى الأمنيين

وأضاف: إذا قمنا بتعزيز قدرتنا على الصمود، سيكون لدينا المرونة العسكرية، وبهذا سنكون قادرين على مواجهة التحديات الهائلة التي تنتظرنا. كان ينبغي على "إسرائيل" أن تتوصل في 7 أكتوبر إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع المختطفين بأيِّ ثمن، حتى على حساب الأسرى الأمنيين. الدولة خالفت عقدها مع مواطنيها، لذا يجب إعادتهم مهما كان الثمن.

وأشار ديسكين إلى الإسرائيلي المحتجز لدى كتائب القسام في قطاع غزة منذ 2014، ابراهام منغستو، قائلًا إنه "حتى يوم 7 أكتوبر، أعطت "إسرائيل" قيمة أكبر للجنود وأجسادهم عندما تعلّق الأمر بيهودي إثيوبي أسود البشرة وببدوي من النقب. على المجتمع الإسرائيلي أن ينظر في المرآة".

وتطرق يوفال ديسكين، الرئيس السابق لجهاز "الشاباك" الإسرائيلي إلى ما بعد الحرب والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قائلًا: "أنا أؤيّد دولتين لشعبين، لكن في الوقت الحالي ليس لدينا شريك. السلطة الفلسطينية فاسدة جدًا، وضعيفة ومنهارة، إنّها مخاطرة كبيرة للغاية. يجب أن يشارك الأمريكيون في صياغة مستقبل غزة. والسؤال هو ما إذا كان بايدن سيفوز في الانتخابات. بالنسبة لنا أيضًا، السؤال هو من سيحكم وهل سيكون نتنياهو الذي يستمر في قيادتنا إلى الدمار".