أضاف 6 أسرى فلسطينيين نجاحًا جديدًا إلى سجل طويل من عمليات الهروب الفردية والجماعية من سجون الاحتلال على مدار العقود الماضية. هذا السجل كُتِبت فيه محاولاتٌ باءت بالفشل أثناء مراحل التخطيط في السجون، ومحاولاتٌ أخرى كُتِب لها النجاح، لتبدأ بعد هروب الأسرى مسيرة المطاردة والبحث التي انتهت أحيانًا بمغادرة الأسرى للبلاد، أو استشهادهم، أو إعادة اعتقالهم.
يرصد الترا فلسطين لكم أبرز عمليات الهروب التي كُتِب لها النجاح على مدار سنوات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
الهروب الكبير من سجن شطة
تعتبر هذه العملية هي الهروب الأكبر من سجون الاحتلال، وقد وقعت بتاريخ 31 تموز/يوليو 1958 في سجن شطة، حيث دارت مواجهةٌ بين 190 أسيرًا والسجانين، انتهت باستشهاد 11 أسيرًا، ومقتل اثنين من السجانين، ونجاح 77 أسيرًا في الهرب.
حمزة يونس.. الهروب الأول
الأسير حمزة يونس من قرية عارة جنوب حيفا، نجح ثلاث مرات في الهروب من سجون الاحتلال، كانت أولاها من سجن عسقلان سنة 1964، وقد شاركه في الهروب آنذاك ابن عمه مكرم يونس، وأسير ثالث هو حافظ مصالحة. نجح الثلاثة في الوصول إلى غزة بعد أربع ساعات، وقد تسببت هذه الحادثة بضجة في "إسرائيل"، استدعت انعقاد الكنيست، وأعقب ذلك إصدار قرار بطرد مدير السجن ونائبه وأربعة من الحراس.
حمزة يونس.. الهروب الثاني
انضم حمزة إلى الثوار في غزة، وقاتل هناك في حرب الأيام الستة سنة 1967، وأصيب في قدميه، ليتم اعتقاله. لكنه نجح في الهروب مرة ثانية من المستشفى حيث كان يُعالج من إصابته، وانتقل إلى عمَّان ثم بيروت.
حمزة يونس.. الهروب الثالث
تعرض حمزة للاعتقال مرة ثالثة سنة 1971 خلال محاولته التسلل إلى فلسطين عبر البحر، وحكم عليه بالسجن المؤبد في سجن الرملة. نجح حمزة مرة ثالثة في الهروب، وهذه المرة من سجن الرملة، ومن خلال نافذة غرفة سجن الرملة، وقد عاد بعد الهروب إلى لبنان.
هروب أسيرين من سلواد
نجح الأسير محمود عبد الله حماد من سلواد في الهروب خلال نقله من سجن إلى سجن آخر، في شهر تشرين ثاني/نوفمبر 1969، وقد ظلَّ مطاردًا لتسعة شهور قبل أن ينتقل إلى الأردن.
أسيرٌ آخر من بلدة سلواد هو ناصر عيسى حامد نجح في الهروب سنة 1983، لكنه اضطر إلى تسليم نفسه بعد أيام من المطاردة.
الهروب من سجن غزة
في سنة 1987، وتحديدًا في شهر أيار/مايو، نجح 6 أسرى في الهروب من سجن غزة، بعد قص قضبان نافذة المرحاض. والأسرى هم: مصباح الصوري، صالح اشتيوي، وسامي الشيخ خليل، ومحمد الجمل، وعماد الصفطاوي، وخالد صالح.
اعتقلت قوات الاحتلال، صالح اشتيوي بعد 7 أيام، بينما استُشهد الصوري في اشتباك بعد أربعة شهور، واستشهد محمد الجمل وسامي الشيخ خليل بعد شهور، في حين تمكن الصفطاوي وصالح من مغادرة قطاع غزة.
الهروب من سجن نفحة
نجح الأسرى خليل مسعود الراعي وشوقي أبو نصيرة وكمال عبد النبي في الهروب من سجن نفحة سنة 1987، لكن بعد 8 أيام وخلال محاولتهم الانتقال إلى مصر تم إعادة اعتقالهم.
هروب الأسير عمر النايف
نجح الأسير عمر النايف بتاريخ 21 أيار/مايو 1990 في الهروب من السجن، أثناء نقله إلى العلاج في مستشفى بيت لحم. بعد ذلك انتقل النايف إلى الأردن ثم بلغاريا، وهناك بتاريخ 26 شباط/فبراير 2016 تم اغتياله داخل مقر السفارة الفلسطينية.
الهروب من سجن كفار يونا
وقعت هذه العملية في شهر آب/أغسطس 1996، حفر الأسرى نفقًا بطول 11 مترًا في سجن كفار يونا؛ بعد خلع بلاطتين، ثم نجح أسيران في الهروب من خلاله في أول عملية هروب عبر حفر نفق. الأسيران هما غسان مهداوي، وقد أعاد الاحتلال اعتقاله في العام التالي، وتوفيق الزبن وأعاد الاحتلال اعتقاله عام 2000.
الهروب من سجن عوفر
نجح الأسرى رياض خليفة وأمجد الديك وخالد شنايطة في الهروب من من سجن عوفر في شهر أيار/مايو 2003، بعدما حفروا نفقًا تحت. بعد سبعة شهور، قتل جيش الاحتلال خليفة في اشتباك مسلح، وأعاد اعتقال الديك، في حين تم اغتيال شنايطة في بيت لحم عام 2006.
الهروب من سجن جلبوع
عملية الإثنين 6 أيلول/سبتمبر هي الثانية التي يُكتب لها النجاح من خلال حفر نفق، حيث فوجئت إدارة السجن خلال العدد الصباحي بأن الأسرى (زكريا الزبيدي، ومناضل يعقوب انفيعات، محمد قاسم عارضة، يعقوب محمد قدري، أيهم كمامجي، محمود عبد الله عارضة) قد هربوا بالفعل. تواصل أذرع الاحتلال العسكرية والأمنية استنفارها بحثًا عن الأسرى الستة، وسط زخم كبير في الأخبار حول وجهتهم وآلية الهروب وتطور الأحداث، وهو ما رصده الترا فلسطين.
اقرأ/ي أيضًا:
"لا تزر أحدًا، لا تستقبل أحدًا".. عن تجربة الاختفاء فلسطينيًا