19-ديسمبر-2023
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - getty

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين - getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

استهجن عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح في حديث لـ"الترا فلسطين" بيان حركة فتح الذي وصف بيانًا آخر للجبهة الديمقراطية بأنه "ينفث السموم والأكاذيب لضرب أسافين التفرقة والتمزق، وإتاحة الطريق أمام أعداء الشعب وقيادته الوطنية لضرب وحدة الالتفاف حول منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين".

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح لـ الترا فلسطين: ليس من حقّ حسين الشيخ التحدث باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير

وكانت الجبهة الديمقراطية أصدرت بيانًا في وقت سابق دعت فيه إلى "عدم العبث بالموقع التمثيلي لمنظمة التحرير التي فشلت لجنتها التنفيذية أكثر من مرة في الدعوة إلى حوار وطني شامل تحت وطأة وهيمنة مركز القرار، مؤكدةً رفضها سياسة التفرّد في اتخاذ القرار الوطني الفلسطيني، ورفضها سياسة تهميش المؤسسات الوطنية، وفي القلب منها اللجنة التنفيذية، والقفز من فوقها، واستغلال اسمها، لتمرير مواقف وسياسات انقسامية مدمرة، ليس من شأنها سوى أن تلحق الضرر الشديد بالشعب الذي يخوض معاركه الباسلة في غزة".

وجاء في البيان أنّ "القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية، هي التي تتحمّل المسؤولية التاريخية في تعطيل الدعوات لإجراء الحوار الوطني الشامل، والوصول إلى استراتيجية كفاحية تعلي البرنامج الوطني لشعبنا، في تقرير المصير والدولة المستقلة والعودة."

رمزي رباح: الديمقراطية لم تسء لفتح

يقول رباح إن الجبهة الديمقراطية لم تسئ لحركة فتح في بيانها، ولم تذكرها أساسًا، وإنما أشارت لتصريحات عضو مركزية فتح وأمين سر تنفيذية المنظمة حسين الشيخ، التي وردت في لقاءات إعلامية عبر قناة العربية، ووكالة رويترز، مؤكدًا أن بيان فتح لم يتطرق لأي جملة سياسية تحمل ردًا على نقاط الخلاف التي أثارها بيان الديمقراطية.

وكان حسين الشيخ قال في لقاءات إعلامية تحدث فيها بصفته أمينًا للسر بمنظمة التحرير، إن السلطة الفلسطينية مستعدة لتولي إدارة قطاع غزة في اليوم التالي لانتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، كما قال إنه من غير المقبول أن يعتقد البعض أن طريقه ونهجه في إدارة الصراع مع إسرائيل يعتبر المثل الأعلى والأفضل (في إشارة إلى حركة حماس).

واعتبر رباح أن تصريحات حسين الشيخ لا تعبّر عن موقف منظمة التحرير وإنما عن وجهة نظره فقط، قائلًا: "ليس من حقِّه التحدث باسم اللجنة التنفيذية للمنظمة، كما لا يحق لي ذلك، لأن المواقع التمثيلية في المنظمة تقسم لوجهين، وهما الصلاحيات التي يحق له فيها التعبير عن موقف موحد، أو القيود التي لا يحق له التعبير فيها عن موقف المنظمة واستغلال المنصب التمثيلي طالما لا يوجد موقف متوافق عليه، وهذا ما دفعنا لإثارة الخلاف بالعلن".

وتابع رباح: "تصريحات حسين الشيخ مضرة، وتقطع الطريق على الحوار الوطني وتقوية منظمة التحرير، وتعطي مجالًا للتفكير الأمريكي باللعب بالسلطة الفلسطينية وخططها في غزة، كما تقطع الطريق أمام الدول العربية التي تسعى لرفع سقف مواقفها في دعم فلسطين (...) كما أن التصريحات تتعارض مع قرارات الإجماع الوطني في المجلسين المركزي والوطني للمنظمة فيما يتعلق باتفاقية أوسلو والخطط الأمريكية التصفوية، وما زلنا نؤكد حرصنا على الوحدة العامة بوجود حركتي حماس والجهاد الإسلامي ضمن إطار مشترك".

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح
عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رمزي رباح

وتساءل رباح قائلًا: "ماذا يعني استعداد السلطة لاستلام غزة بعد العدوان؟! ممن ستستلمها؟ من الاحتلال! الأصل أن هذا شيء داخلي لا علاقة للأمريكان فيه، وليس الوقت المناسب للحديث فيه، وهذا ما قاله رئيس الوزراء محمد اشتية".

ولفت إلى أن الجبهة الديمقراطية قدّمت مبادرة قبل نحو شهر لتوحيد الإطار القيادي لمنظمة التحرير باعتبار الفرص مواتية الآن للتجرد من اتفاقية أوسلو والحلول الانتقالية وإنهاء الاحتلال بعد البناء على إنجازات المقاومة في غزة وتضحيات الشعب الفلسطيني، إلا أنهم اصطدموا بتصريحات حسين الشيخ التي تتحدث فيها عن مرحلة ما بعد الحرب في غزة وتصريحات محمود الهباش مستشار الرئيس محمود عباس التي أشار فيها لمحاسبة حركة حماس خلال لقاءٍ مع قناة العربية.

رمزي رباح: قدّمنا مبادرة لتوحيد الإطار القيادي لمنظمة التحرير، لكننا اصطدمنا بتصريحات حسين الشيخ عن مرحلة ما بعد الحرب على غزة، وبتصريحات محمود الهباش عن محاسبة حماس

وعن اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة مع الرئيس محمود عباس وتنفيذ القرارات المتخذة في 28 أكتوبر الماضي. قال رباح: "هناك تهميش لدور المنظمة وعدم تنفيذ لقراراتها، وتحديدًا فيما يتعلق بالحوار ودعوة الأمناء العامين للفصائل من أجل الاجتماع، وحتى الآن لم ينفذ شيء من قراراتنا".

وأصدرت حركة فتح، الإثنين، بيانًا، هاجمت فيه الجبهة الديمقراطية، على خلفيّة بيانها، قائلة: تخرج علينا الجبهة الديمقراطية ببيان ينفث بالسموم والأكاذيب التي تخترعها لضرب أسافين التفرقة والتمزق، وإتاحة الطريق أمام أعداء الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية وتسهيل مهمتهم في ضرب وحدة الشعب الفلسطيني والتفافه حول ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير على طريق تصفية القضية الفلسطينية برمتها.

وأضاف بيان حركة فتح: "نقول لأصحاب البيان المذكور إن من يريد الحوار الوطني يجب أن يفهم معناه أولاً، ووسائله بعيدًا عن المناورة هنا وهناك، وخدمة المصالح الذاتية الضيّقة والأجندات الخارجية التي لا تريد الخير والانتصار لشعبنا وإقامة دولته المستقلة، وعدم الانجرار إلى مطالب أعداء الشعب الفلسطيني وإشاعاته التي تخدم المطالب الإسرائيلية والأمريكية التي تحاول إنهاء المشروع الوطني".