18-ديسمبر-2023
شخصيات فصائلية وسياسية ترفض تصريحات حسين الشيخ عن محاسبة حماس

حسين الشيخ أثناء استقبال أنتوني بلينكن في مقر المقاطعة في نوفمبر 2023 | غيتي ايميجز

عبرت شخصيات فصائلية وسياسية فلسطينية عن رفضها لتصريحات أمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ لوكالة رويترز التي أعلن فيها رفضه لعملية طوفان الأقصى وأي تأييد لها، وتحدث عن "محاسبة حماس" على خلفية العملية.

وكان حسين الشيخ ظهر في مقابلة مع قناة "العربية"، حيث قال: "المنظمة هي المرجعية الوحيدة للشعب الفلسطيني (..) وستتم محاسبة حركة حماس لكن بعد وقف النار في قطاع غزة". وأضاف حسين الشيخ: "من غير المقبول أن يعتقد البعض أن طريقتهم ونهجهم في إدارة الصراع مع إسرائيل كان المثل الأعلى والأفضل".

أسامة حمدان: إسرائيل تريد إزالة المقاومة وحسين الشيخ يريد محاسبتها.. حسن خريشة: طوفان الأقصى وضعت القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح

القيادي في حركة حماس أسامة حمدان رد على تصريحات حسين الشيخ خلال حديث تلفزيوني، فنصحه بأن "لا يكرر تجربة قائد العملاء في جنوب لبنان أنطوان لحد، وألا يسعى إلى المراهنة على إسرائيل وتقديم أوراق اعتماد لها للمرحلة المقبلة لتحقيق طموحات شخصية، وأن يراهن بدلا من ذلك على المقاومة".

وأضاف أسامة حمدان، أن "إسرائيل تريد إزالة المقاومة وحسين الشيخ يريد محاسبتها، فأين يجد الشيخ نفسه في أي مربع الآن؟".

وفي حديثه لقناة العربية، قال حسين الشيخ: "بعد كل هذا (القتل) وبعد كل ما يحدث، ألا يستحق الأمر إجراء تقييم جاد وصادق ومسؤول لحماية شعبنا وقضيتنا الفلسطينية؟".

وردّ حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي السابق، على دعوة التقييم قائلاً إن "التقييم يجب أن يكون قد بدأ منذ اليوم الأول لهذا العدوان على الشعب الفلسطيني، باعتبار يجب أن نعرف من هو الصديق ومن هو العدو على الصعيد الخارجي، وعلى الصعيد الداخلي كيف نوحد جبهتنا لمقاومة الاحتلال، وبأن نستخدم كل الإمكانيات المتاحة لنا لمواجهة الاحتلال".

وأضاف حسن خريشة لـ"الترا فلسطين"، أن عملية طوفان الأقصى كانت "حلم وزلزال كبير وضع القضية الفلسطينية في مكانها الصحيح"، مؤكدًا أن هناك "تضحيات كبيرة لكن الإنجاز كان يساوي حجم التضحيات". وتابع: "في ظل الحرب كلها يجب أن لا يصدر صوت، والحرب يجب أن توحدنا، ولا نتحدث عن إدانة هذا أو ذاك، وهذا يترك إلى ما بعد انتهاء الحرب، ونتحدث كلنا ونقيم المرحلة بشكل كامل".

من جانبه، إبراهيم أبو حجلة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، قال إن الجبهة الديمقراطية "ترى أن كل هذا الكلام لا قيمة له، والأساس في الموضوع هو إيجاد صيغة وطنية جامعة تمثل الكل الفلسطيني من منظمة التحرير وحماس والجهاد وكل القوى الوطنية خارج المنظمة لكي تتحمل مسؤولية المرحلة الحساسة التي يمر فيها شعبنا الفلسطيني، وما دون ذلك كلام خارج السياق".

وأكد أبو حجلة لـ الترا فلسطين، أن أي تصريحات خارج هذا الموضوع "بصراحة شديدة تصب في خدمة تبديد القضية الفلسطينية وليس الاستقلال الوطني، وليس مقبولاً تصريح محاسبة حماس، فالأخوة في حركة حماس حركة أصيلة من الحركة الوطنية الفلسطينية، وما قامت به يرفع الرأس الوطني الفلسطيني سواء من 7 أكتوبر أو قبله، وهو ذخر للشعب الفلسطيني وليس العكس".

كذلك أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب فهمي شاهين لـ "الترا فلسطين"،  أن تصريحات حسين الشيخ في هذا التوقيت لا تخدم وحدة وصمود الشعب الفلسطيني، "وبشكل عام مجمل الأداء السياسي الفلسطيني يتطلب بعد كل العقود الأخيرة مراجعة جادة من كل القوى السياسية، بما في ذلك تقييم أداء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وليس فقط تقييم هذا الفصيل أو ذاك، والشعب الفلسطيني هو الجهة الممكن أن تطرح أي تساؤلات ومسائلة".

فهمي شاهين: مجمل الأداء السياسي الفلسطيني يتطلب بعد كل العقود الأخيرة مراجعة جادة.. إبراهيم أبو حجلة: ما قامت به حماس يرفع الراس الوطني الفلسطيني

وقال فهمي شاهين: "نحن نشدد أن الأمر الطبيعي اليوم في ظل هذا العدوان، هو قطع العلاقات مع دولة الاحتلال تطبيقًا لقرارات المجالس المركزية والوطنية لمنظمة التحرير، وقطع العلاقات أيضًا مع الإدارة الأمريكية شريكة الاحتلال المتورطة في هذا العدوان على شعبنا الفلسطيني، وهو عدوان دموي يستهدف كل الشعب الفلسطيني، وليس فصيلاً معينًا سواءً حماس أو غيرها".

وأكد، أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الأثمان الباهظة في كل ميادين النضال، "والأصل في هذا الوقت الراهن بالذات، التوحد سياسيًا ميدانيًا لوقف العدوان ومجابهة المخاطر الجدية على القضية بكل ما يتطلبه ذلك استحقاقات وطنية، من ضمنها إنهاء كل مظاهر المناكفة والانقسام والسعي للتوافق سريعًا على موقف وبرنامج سياسي وطني موحد".

وكان أمين عام المبادرة الوطنية مصفى البرغوثي، ردّ في مقابلة تلفزيونية على تصريحات حسين الشيخ قائلاً: "أنصح حسين الشيخ بأن يسمع رأي الشارع ومن يحتاج إلى تقييم ومراجعة هو موقف السلطة الفلسطينية. أوسلو جلب الاستيطان والاعتراف بإسرائيل دون أن تعترف إسرائيل بالسلطة وقسم من الضفة".