16-سبتمبر-2022
سوق العنب

يتباهى المعلم الخمسيني خليل عطوان من بلدة الخضر جنوبي بيت لحم، وهو يحمل قطف عنب من أجود الأنواع، في سوق العنب في ساحة الحرجة بمدينة رام الله، قائلاً: "هذا العنب من النوع الزيني، وهو من أجود الأنواع وألذها طعمًا.. أنظر إلى حجمه".

عطوان

حضر عطوان مع تسعة مزارعين آخرين من الخضر إلى مدينة رام الله للمشاركة في سوق العنب، بحثًا عن مساحة لتسويق عنبهم في ظل ضعف التسويق والإقبال على منتجاتهم، وإغراق السوق الفلسطيني بالعنب الإسرائيلي، الذي يشكل أهم تحد للمزارع الفلسطيني.

حضر عطوان مع تسعة مزارعين آخرين من الخضر إلى مدينة رام الله للمشاركة في سوق العنب، بحثًا عن مساحة لتسويق عنبهم في ظل إغراق السوق الفلسطيني بالعنب الإسرائيلي، الذي يشكل أهم تحد للمزارع الفلسطيني

يقول عطوان، إن الإقبال جيدٌ في رام الله، وتم بيع كميات ممتازة أحضرها من أرضه في بلدة الخضر، ولم يبق لديه لهذا اليوم إلا كمية بسيطة هي المعروضة على البسطة فقط، "ولو لم يكن هناك مثل هذا السوق لما عرفنا أين نذهب في العنب، فنحن مشكلتنا الحقيقية في التسويق، في ظل أغراض أسواق الخضار بالعنب الإسرائيلي".

وأضاف عطوان: "من وأنا بعمر ست سنوات وأنا مع الوالد في الأرض نعمل في زراعة العنب. لدينا كل الأنواع القديمة مزروعة في أرضنا ببلدة الخضر، وهي العنب الدبوكي والزيني والبتوني والجندلي والمراوي والحلواني".

عطوان

وأوضح، أن العنب الإسرائيلي يشكل التحدي الأول للمزارعين، لأنه يسبق العنب الفلسطيني في النزول للأسواق، ورغم أن سعر الكغم منه يصل إلى 25 شيكل إلا أنه يجد إقبالاً شديدًا، ثم عندما ينزل العنب الفلسطيني يُباع بأقل من 10 شواقل، ومع ذلك تكون هناك مشكلة في التسويق.

وأفاد عطوان أن المزارعين في بلدة الخضر مثل كثير من المناطق المصنفة ج والقريبة من المستوطنين، يعانون بسبب منع الاحتلال شق طرق زراعية توصل إلى أراضيهم، وكذلك بسبب منعه لهم من استصلاح أراضيهم وعمارتها.

وتعتبر بلدة الخضر من أشهر البلدات في زراعة العنب، إذ يوجد بها 20 ألف دونم مزروع بالعنب، تنتج سنويًا ما يزيد عن 500 طن من العنب؛ كلها تسوق في السوق المحلي، وبشكل أساسي داخل محافظة بيت لحم، وفقًا لعضو بلدية الخضر حسني عيسى، الذي يُرافق 10 مزارعين من الخضر إلى رام الله للمشاركة في هذا السوق.

وأوضح عيسى، أنه بالإضافة لمشكلة التسويق، فإن أغلب الأراضي المزروعة بالعنب في بلدة الخضر تقع بين المستوطنات وخلف الجدار الفاصل، ولا يسمح لهم الاحتلال بدخولها إلا في أيام محددة من العام، وبعد تنسيق مسبق، ويقتصر وقت تواجدهم في أراضيهم في فترة النهار؛ من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساءً.

بالإضافة لمشكلة التسويق، فإن أغلب الأراضي المزروعة بالعنب في بلدة الخضر تقع بين المستوطنات وخلف الجدار الفاصل، ولا يسمح لهم الاحتلال بدخولها إلا في أيام محددة من العام، وبعد تنسيق مسبق، ويقتصر وقت تواجدهم في أراضيهم في فترة النهار؛ من الساعة الثامنة صباحًا حتى الساعة الخامسة مساءً

من جانبه، المزارع جهاد ربايعة، جاء من بلدة ميثلون قضاء جنين لعرض إنتاج أرضه من العنب، وهو العنب "الزيني" و"البيروتي"، ورغم تشابههما في الشكل واللون، إلا أنهما، وفقًا لربايعة، يختلفان في الطعم، وسعر الكغم منهما ستة شواقل.

جهاد ربايعة

يقول ربايعة، إن الإقبال في السوق جيد، لكن السعر هذه السنة أقل من السنة الماضية، بسبب المنافسة مع العنب الإسرائيلي، مبينًا أنهم مضطرون للبيع بأسعار منخفضة، بهدف تعويض التكاليف التي يدفعونها مثل رش المبيدات ومياه الري، إضافة للتعب والجهد الذي يبذلونه.

ويؤكد نائب رئيس بلدية رام الله صلاح هنية، أن سوق العنب لقي إقبالاً كبيرًا من المستهلكين، في ظل توفير الأنواع "التي يحبها المستهلكون في رام الله ولا تتوفر لهم في الأسواق العادية، بل يشاهدون صورها في مهرجانات العنب على فيسبوك".

بلدية رام الله تدرس تحويل ساحة الحرجة التي تقع خلف محطة البنزين إلى أرض استضافة للمواسم الزراعية المختلفة، حيث اقترب موسم الجوافة، وبعده يأتي موسم الزيتون

وأضاف هنية، أن منتجات مرتبطة بالعنب أيضًا عرضت في السوق، مثل خل العنب والملبن والدبس، مبينًا أن بلدية رام الله قررت دعم المزارعين الفلسطينيين في المواسم المختلفة بجمعهم مع المستهلكين مباشرة بدون وسطاء وتجار.

وكشف هنية لـ الترا فلسطين، أن بلدية رام الله تدرس تحويل ساحة الحرجة التي تقع خلف محطة البنزين إلى أرض استضافة للمواسم الزراعية المختلفة، حيث اقترب موسم الجوافة، وبعده يأتي موسم الزيتون، "وهذه فرص أمام المستهلك والمزارع أن يكونوا وجهًا لوجه، بهدف دعم قطاع الزراعة في فلسطين، الذي يقود بدوره إلى الحفاظ على الأرض ومصادر المياه في مواجهة الاستيطان" وفقًا لهنية.