الترا فلسطين | فريق التحرير
كشفت صحيفة "هآرتس" عن مشروع وصل مراحله النهائية يهدف لمنع الفلسطينين المتوجهين من الخليل وبيت لحم إلى رام الله وأريحا وشمال الضفة الغربية من المرور عبر الشارع المحاذي لمستوطنة "معاليه أدوميم"، من خلال شق شارع خاص بالفلسطينيين، وجعل الطرق الموجودة حاليًا خاصة بالمستوطنين، في تعزيز واضح لشبكة طرق الفصل العنصري بالضفة الغربية.
الطريق يُفترض أن يربط بين منطقة الزعيم وبلدة العيزرية، وأجزاء منه تمرُّ عبر مناطق "ب"، وهي منطقة لا تملك فيها "إسرائيل" سلطة تخطيط وبناء طرق عادية
وأوضحت "هآرتس"، أن الطريق يُفترض أن يربط بين منطقة الزعيم وبلدة العيزرية، وقد تم التخطيط لإنشائه في منطقة تجنبت "إسرائيل" البناء الاستيطاني فيها حتى الآن، خوفًا من الانتقادات الدولية؛ كونها جزءٌ من الدولة الفلسطينية المستقبلية، لكن في ذات الوقت فإن الطريق سيسمح بالبناء الاستيطاني حول التجمع الاستيطاني "معاليه أدوميم"، ليس بعيدًا عن هذه المنطقة.
وحاز مخطط الطريق على موافقة التنفيذ في عام 2020، عندما كان نفتالي بينيت وزيرًا للجيش آنذاك، لكن البدء بشقه يعتمد على موافقة المستوى السياسي. والآن وصل المشروع لمراحل التخطيط النهائية، وهو يُعرّف بأنه "مشروع أمني"، لكن وزارة المواصلات وشركة البنية التحتية في القدس ستشاركان في تنفيذه.
وأفادت "هآرتس" أن أجزاء من الطريق تمرُّ عبر مناطق "ب"، وهي منطقة لا تملك فيها "إسرائيل" سلطة تخطيط وبناء طرق عادية، بحسب اتفاق أوسلو.
وأضافت، أن شق الطريق جاء استجابة لضغوط بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" لتحويل حركة المرور الفلسطينية عن الساحة التي تشترك فيها المستوطنة مع بلدة العيزرية، وبهدف الفصل الكامل بين الفلسطينيين والمستوطنين، ومنع الفلسطينيين تمامًا من المرور قرب المستوطنة، إضافة إلى السماح مستقبلاً بالبناء الاستيطاني في المنطقة E1.
وقال رئيس بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم"، إن الطريق سيؤدي لنقل حاجز الزعيم من مكانه الحالي، وهذا سيؤدي إلى فصل كامل "بيننا وبين الفلسطينيين على الطريق"، وسيسمح لهم بالسفر مباشرة إلى رام الله دون المرور عبر طرق المستوطنين أو حاجز الزعيّم، وقد يسمح مستقبلاً بإلغاء حاجز الزعيم بالكامل.
وسيؤدي إنشاء الشارع إلى قطع الطريق بين العيزرية وأريحا، وبذلك سيُضطر أهالي الخليل وبيت لحم والعيزرية وأبو ديس لقطع مسافة أطول من أجل الوصول إلى أريحا.
عملية شق الطريق بين العيزرية والزعيّم ستبدأ خلال شهر أيار/مايو الحالي، والهدف الحقيقي من المشروع هو إغلاق منطقة شاسعة في قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين
وقالت منظمة "السلام الآن"، إن عملية شق الطريق بين العيزرية والزعيّم ستبدأ خلال شهر أيار/مايو الحالي، مبينة أن الهدف الحقيقي من المشروع هو إغلاق منطقة شاسعة في قلب الضفة الغربية أمام الفلسطينيين عن طريق تحويل حركة المرور الفلسطينية إلى شارع التفافي خاص.
وأكدت، أن الطريق يُعزز منظومة طرق الفصل العنصري التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهذه تُشكل ضمًا فعليًا للأراضي إلى دولة الاحتلال.
يشار أن تنفيذ مخططات البناء الاستيطاني في منطقة E1، هو هدفٌ تسعى له "إسرائيل" منذ عقود، وسيؤدي إلى خلق تواصل استيطاني عمرانيّ بين مستوطنة "معاليه أدوميم" وبين القدس، وفي المقابل سيزيد من حِدّة عزل مدينة القدس عن سائر أجزاء الضفة الغربية، كما سيؤثر على التواصل الجغرافيّ بين شمال الضفة وجنوبها.
وتم التصديق على الخارطة الهيكلية لمنطقة E1 عام 1999، وهي تشمل قرابة 12 ألف دونم، غالبيتها أراض أعلنتها "إسرائيل" بأنها أراضي دولة، وهو إجراء غير قانونيّ، وفق منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية.