20-ديسمبر-2023
شهادات عن إعدامات ميدانية لشبان أمام عائلاتهم في غزة

الترا فلسطين | فريق التحرير

 

أكدت مواطنات من قطاع غزة تنفيذ جنود الاحتلال إعدامات ميدانية بحق أقاربهن أثناء هجومه البري المتواصل في قطاع غزة، وفقًا لما ورد في شهادات نشرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، مساء الثلاثاء.

أكد المرصد أن المعلومات الأولية التي تلقاها تشير إلى أن 15 شخصًا من عائلات عنان والغلايني والعشي والشرفا، جرى تصفيتهم بالرصاص، فيما يعاني آخرون من جروح خطيرة

وأورد الأورومتوسطي شهادات على لسان الضحايا، من بينها مداهمة قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمنزل عائلة عنان وسط مدينة غزة، مساء أمس الثلاثاء، حيث أطلقوا النار المباشر تجاه الشبان داخل المنزل، وجمعوا النساء في إحدى الغرف، ثم ألقوا تجاههم عددًا من القذائف وأوقعوا إصابات بحقهم.

وأكد المرصد أن المعلومات الأولية التي تلقاها تشير إلى أن 15 شخصًا من عائلات عنان والغلايني والعشي والشرفا، جرى تصفيتهم بالرصاص، فيما يعاني آخرون من جروح خطيرة، كما اقتاد الجنود مسنًا ولم يعرف مصيره حتى هذه اللحظة.

وذكر الأورومتوسطي أن نحو 50 سيدة وطفل محاصرون في المنزل، من ضمنهم سيدات مصابات، وبعضهم يعاني من جروح خطيرة وبتر، ووجهوا مناشدات للجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل التنسيق لنقلهم من المكان لإنقاذ حياتهم.

وقال أحد أقارب الضحايا للمرصد إن شقيقته أبلغته أن قوة إسرائيلية داهمت البيت، وجرى إعدام 15 شخصًا بالرصاص، وهناك جرحى بحالات خطيرة، فيما ألقى جنود القوة القذائف تجاه النساء اللواتي احتجزن في إحدى الغرف، وأضاف: "حاليًا والدتي وشقيقتي وزوجة أخي مصابات هن وغيرهن أيضًا، ومن الممكن أن يمتن في أي لحظة إذا لم يتم إنقاذهن سريعًا".

ووثق المرصد شهادة إيمان العشي من داخل المنزل المحاصر، قولها: "أنا نازحة مع عدد من أفراد أسرتي في عمارة العودة أمام برج الجلاء سابقًا في مدينة غزة، وقوات الجيش داهمت العمارة، وحجزوا الشباب وأجبروهم على خلع ملابسهم وأطلقوا النار عليهم أمامنا وأعدموهم، منهم زوجي ووالدي وإخواني، ثم حجزونا في غرفة وأطلقوا القذائف تجاهنا".

وتابعت أن العمارة بها العديد من العائلات، والعدد الإجمالي الباقي حاليًا حوالي 50 سيدة وطفل، وقالت : "أصبت ومعي طفلة 9 أشهر رضيعة وطفلي 6 سنوات مصاب، والدتي وبنات شقيقتي ابنة عمي يدها مبتورة، وزوجة عمي يدها مبتورة وأخي مصاب وشقيقتي مصابة، وهناك طفلة معها كسر في الحوض مصابة".

وأضافت: "زوجي غارق بدمائه أمامنا الآن، ونحن خائفون أن يعودوا ليكملوا علينا، نحن أبلغناهم أننا مدنيون ورفعنا الراية البيضاء"، فيما أكدت أنها سمعت إطلاق نار في المنزل المجاور لهم، وقالت امرأة أخرى من داخل المنزل إن الجنود جمعوا الرجال، وأجبروهم على التعري من ملابسهم، وعددهم يفوق الـ15 وأطلقوا النار تجاههم وأعدموهم، وذكرت أنه تم إعدام زوجها وأبنائها الثلاثة وإخوتها أمامها، ثم احتجزوهم مع الأطفال في غرفة وأطلقوا القذائف عليم، وقوات الاحتلال تتمركز خارج البيت.

وأورد الأورومتوسطي أسماء من تعرضوا للإعدام والتصفية، وهم : عماد حمدي عبدالله الغلاييني وأبناءه: حمدي وعبدالرحمن واحمد وسراج، وعبدالله اياد حمدي الغلاييني وشقيقه همام، ومحمد وأمين عنان، وبسام عنان، ومحمد فايز العشي.

الصليب الأحمر تتجاهل مناشدات الضحايا 

طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها وتلبية المناشدات التي تصلها لإجلاء الجرحى والضحايا من المناطق التي تشهد توغلات الاحتلال.

وأكد أنه تلقى شكاوى واسعة بأن اللجنة الدولية لا تستجيب للمناشدات والبلاغات التي تتلقاها من أهالي القطاع، "تحت ذريعة أن جيش الاحتلال لا يسمح بذلك"، في الوقت الذي تمكنت فيه في حالات محدودة جدًا من إجراء تنسيق وصول جرحى وضحايا وسكان لإجلائهم بعد تأخير ساعات طويلة، "كما حدث في حالة إصابة الصحفي سامر أبو دقة، الذي انتشل جثة هامدة هو وثلاثة من العاملين في الدفاع المدني بعد 5 ساعات من استهدافهم في خانيونس".

أكد المرصد الاورومتوسطي أنه تلقى شكاوى واسعة بأن اللجنة الدولية لا تستجيب للمناشدات والبلاغات التي تتلقاها من أهالي القطاع، "تحت ذريعة أن جيش الاحتلال لا يسمح بذلك"

وأضاف أن من ضمن الشكاوى، رفض  طواقم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاستجابة لمساعدة نازحين بما فيهم نساء في مناطق خطرة وقت متأخر من الليل، "حتى بمجرد السماح لهم بإجراء اتصال هاتفي"، وطالب المرصد "بفتح تحقيق في هذا القصور والتخلي عن أداء الواجب الإنساني"

وشدد الأورومتوسطي على أن اللجنة الدولية مطالبة بحكم التفويض الدولي الممنوح لها بعدم الرضوخ للرفض الإسرائيلي، والإصرار على القيام بدورها الإنساني على الوجه الأكمل، وفي حال الرفض إعلاء صوتها بذلك، وحشد المجتمع الدولي للضغط على "إسرائيل" لتحقيق ذلك، وهو أمر لا تقوم به حتى الآن.

وطالب المرصد الأورومتوسطي بوجوب فتح تحقيق دولي عاجل في الجرائم المروعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في مناطق توغلاته برًّا داخل قطاع غزة، بما في ذلك عمليات الإعدام الميدانية والتعذيب والتهديد باغتصاب نساء، وفق شهادات جمعها لمدنيين مُفرج عنهم.