18-نوفمبر-2024
لا تفريط بحبّة فاصولياء في سجن عوفر

(Getty)

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، ونادي الأسير الفلسطينيّ، إنّنا "نشهد تصاعدًا جديدًا في أعداد معتقلي غزّة، مع استمرار حرب الإبادة واستمرار عمليّات الاعتقال في شمال غزّة".

وبيّنت الهيئة والنادي، أنّه في إطار استمرار الاحتلال تنفيذ جريمة الإخفاء القسريّ بحقّ المئات من معتقلي غزّة، فإنّه لا يوجد معطى واضح لدى المؤسّسات المختصّة حول إجماليّ أعداد المعتقلين من غزّة في سجون الاحتلال ومعسكراته، سوى ما أعلنت عنه إدارة السجون في بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بأنّ هناك 1627 معتقلًا من غزّة ممّن يصنّفهم الاحتلال بـ"المقاتلين غير الشرعيّين"، علمًا أنّ هذا المعطى لا يتضمّن كافّة المعتقلين من غزّة، وتحديدًا من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.

أسرى من غزة في سجن عوفر، أكدوا استمرار تكبيلهم منذ أكثر من عشرة أشهر على مدار الوقت

ونقل بيان الهيئة ونادي الأسير، شهادات من 15 أسيرًا، "تعكس الفظائع الّتي مارسها الاحتلال بحقّهم، وتضمّنت كافّة أساليب التعذيب الجسديّ والنفسيّ، إلى جانب الجرائم الطبّيّة، وجرائم التجويع، والاعتداءات الجنسيّة".

وأبرز ما ورد في إفاداتهم، استخدام إدارة المعسكر بشكل ممنهج، فتحة الزنازين، لعقابهم، ويتمّ ذلك من خلال إجبار المعتقلين المقيّدين بإخراج أيديهم حتّى الإبط من فتحة الزنزانة، وقيام السجّانين باستخدام عدّة أدوات بضرب أيدي المعتقلين بشكل مبرّح، وثنيها بشكل مؤذ ومؤلم جدًّا، وقد تحوّل هذا النوع من التعذيب الجسديّ، إلى أبرز أشكال التعذيب اليوميّة، وذلك دون استثناء أيّ من المعتقلين سواء، قاصرين، أو مرضى منهم مقعدون وجرحى، وكبار في السنّ.

وفي شهادة لأحد المعتقلين المبتورة أقدامهم أ.أ: فإنّ الاحتلال "يُجبر المعتقلين المحتجزين معه في الزنزانة، بحمله لكي يصل إلى مستوى فتحة الزنزانة لإخراج يديه منها، حيث ضرب على يديه وثنيّها، كعقاب له لأنّه لم يتمكّن من النزول عن ’البرش’ في أثناء ما يسمّى بـ’العدد – الفحص الأمنيّ’، رغم أنّ قديمه مبتورتان".

وتابع المعتقل في شهادته "أنّه على الرغم من أنّ بتر أقدامه، إلّا أنّ إدارة المعسكر تجبره يوميًّا النزول على الأرض، والاستلقاء على بطنه، وذلك حتّى انتهاء إجراء العدد للزنازين جميعها بالقسم، ويتكرّر ذلك يوميًّا أربع مرّات".

وأكّد المعتقل أنّه منذ اعتقاله في 15 شباط/فبراير 2024، فإنّه مكبّل على مدار الوقت، ويعاني جرّاء ذلك من أوجاع حادّة في يديه وكدمات وتورّمات، وحرقة شديدة نهاية الأقدام المبتورة.

وإلى جانب هذه الإفادة، وهي جزء من عشرات الإفادات الصادمة لمعتقلي، فإنّ المعتقلين أكّدوا على جملة إجراءات قائمة في المعسكر، أبرزها: استمرار تكبيلهم منذ أكثر من عشرة أشهر على مدار الوقت، كما فقدوا قدرتهم على تقدير الزمن، فهم محرومون من معرفة الوقت، كما أنّهم محرومون من استخدام المحارم، والصابون، وفقط يسمح لهم بالاستحمام كلّ عشرة أيّام، والفترة المتاحة لكلّ معتقل ثلاث دقائق.

ولفتت الهيئة والنادي مجدّدًا إلى قضيّة ما يسمّى بـ"الفحص الأمنيّ- العدد"، الّذي يشكّل أداة من أدوات التعذيب والتنكيل في بنية السجن، حيث تقوم إدارة معسكر عوفر بإجراء العدد أربع مرّات في اليوم منذ ساعات الفجر حتّى منتصف الليل، وخلال العدد فإنّه يجبر المعتقلين على الاستلقاء على البطن حتّى انتهاء العدد من الزنازين كلّها، ويستمرّ ذلك كتقدير لمدّة ساعتين، وهذا يتكرّر كما ذكرنا أربع مرّات في اليوم، ومن يخالف إجراءات العدد، يتعرّض لعقاب يتمثّل بأحد أشكال التعذيب الجسديّ، وأبرز أساليب "العقاب" بواسطة "فتحة الباب"، إذ يجبر الأسير على مدّ يده وتلقّي الضربات عليها.

وذكر المعتقلون في إفاداتهم، ما يجري خلال عمليّة نقلهم إلى جلسات المحاكم، منذ الساعة 7:00 صباحًا إلى قفص حديديّ، ويجبرونهم على الجلوس بوضعيّة غير مريحة على الركب أو البطن حتّى انتهاء إجراءات المحاكم.