13-يناير-2024
Hani Alshaer/Getty Images

Hani Alshaer/Getty Images

الترا فلسطين | فريق التحرير

رغم مرور مئة يوم على الفظائع الإسرائيلية وحرب الإبادة في غزة، إلّا أنّ مصطفى شملخ وأفنان جبريل أصرّا على اقتناص لحظات فرح، وعقدا قرانهما في مدرسة للنازحين في رفح جنوب القطاع، تأكيدًا على "إرادة الحياة رغم الموت والدمار".

زوجان نزحا إلى رفح جرّاء العدوان الإسرائيلي، أقاما حفل زفافهما في مدرسة للنازحين، ثم انطلقا إلى خيمة، هي مسكنهما الجديد

مراسم الزفاف أقيمت داخل صفٍّ دراسي، في مدرسة تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بعد أن تعثّرت خطط الزوجين لحفل زفافهما، جرّاء العدوان الإسرائيلي. وارتدت أفنان (17 عامًا) ثوبًا فلسطينيًا مُطرّزًا، وكانت محاطة بالأطفال، فيما ارتدى زوجها مصطفى (26 عامًا) سترة سوداء.

حفل زفاف بسيط للغاية؛ العريسان أفنان ومصطفى - Getty Images
حفل زفاف بسيط للغاية؛ العريسان أفنان ومصطفى - Getty Images

وبصعوبة بالغة، تحصّلت العروس أفنان على بعض الملابس، وقليل من مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه، وبعض الزينة، وقد بدا مشهد الفرح متناقضًا مع مشاهد الحرمان والجوع وبرك الماء التي خلفها المطر والمراحيض التي يتقاسمها آلاف الأشخاص.

العروس أفنان جبريل، ارتدت ثوبًا فلسطينيًا مطرّزًا أثناء حفل زفافها – getty
بصعوبة تدبّرت العروس أفنان بعض الملابس، ومستلزمات الزينة - getty

ونقلت وكالة (أ ف ب) عن أيمن شملخ، عم العريس قوله: "طُلب منا أن نُخلي منازلنا"، وقد حدث ذلك قبل أن يبدأ الاقتحام البريّ، وقد جئنا إلى رفح هربًا من القتال، على غرار عدد كبير من النازحين، وقد استقرّ بنا الحال في المدارس والخيام، إذ دُمر المنزل الذي كان من المفترض أن يسكنه العروسان، ومع استمرار الحرب وجدنا أن من الأفضل أن يتزوّجا.

Hani Alshaer/ Getty Images
Hani Alshaer/ Getty Images

وتحدّث محمد جبريل، والد العروس، عن غياب التجهيزات المعتادة للزفاف وعدم توفرها، وملابس الزفاف وإن توفرت فهي "نادرة وباهظة الثمن".

وقال والد العروس "نحن شعب يحب الحياة رغم الموت والقتل والدمار".

وعقب انتهاء مراسم الزفاف الذي أقيم في مدرسة للنازحين بمدينة رفح، أقلّت سيارة سوداء الزوجان إلى خيمة قريبة سيقيمان فيها.

الزوجان انطلقا بعد انتهاء الزفاف داخل مدرسة للنازحين، إلى خيمة سيسكنان فيها برفح
الزوجان انطلقا بعد انتهاء الزفاف داخل مدرسة للنازحين، إلى خيمة سيسكنان فيها برفح - getty 

وقدّرت الأمم المتحدة أنّ نحو 1,9 مليون شخص من أصل سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا من أماكن سكنهم.

وفي مشهد آخر للفرح، أقيم في مدرسة دير ياسين بمدينة رفح جنوب القطاع، خلال الأسبوع الأول من العام الجاري، حفل زفاف بسيط للغاية للعروسين محمد وياسمين عبد العال، واقتصر على عدد محدود من الأقارب والأصدقاء.

خلا الزفاف من توزيع بطاقات الدعوة كما هو معتاد، وعوضًا عن ذلك، كُتبت دعوة الفرح على سبّورة صف دراسي في المدرسة التي عجّت بالنازحين.

العريس محمد عبد العال قال إنه نزح مع عروسه ياسمين من شمال غزة إلى جنوب القطاع بحثًا عن ملاذ آمن، وجرّاء العدوان الإسرائيلي فقدا الكثير من الأقارب والأصدقاء والجيران، كما أنّ منزلهما الذي كان يفترض أن يعيشا فيه بعد الزواج، دمّره القصف الإسرائيلي.

وأشار إلى أنّهما أقاما زفافهما "رغم الحرب والحصار" وتعبيرًا عن "حُبّ الحياة والفرح"، وقال إنهما يأملان بانتهاء الحرب والعودة إلى شمال غزة مرة أخرى لبناء منزل آخر وبداية حياة جديدة.