ما إن انتهت جرافات الاحتلال من هدم منزل عائلة الأسير يونس هيلان، وانسحبت من بلدة حجة شرق قلقيلية، فجر اليوم، حتى شرعت العائلة بصب أرضيّة منزلها الجديد، على بعد أمتار قليلة من أنقاض المنزل المهدوم.
على بعد أمتار قليلة من أنقاض المنزل الذي هدمه جيش الاحتلال، بدأت عائلة الأسير يونس هيلان تشييد منزل جديد
وتقول عائلة الأسير يونس هيلان المُتّهم بقتل مستوطن إسرائيلي طعنًا في بلدة الفندق القريبة، يوم 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، إنّها لم تخطط مسبقًا للشروع في بناء المنزل الجديد، في نفس يوم هدم جيش الاحتلال لمنزلها، لكن هذا ما حدث.
تعود السيّدة سائدة فراحنة إلى الذاكرة بالوراء نحو 23 عامًا، حين دخلت المنزل مع زوجها يوم زفافهما. تقول لـ "الترا فلسطين" إنهما ظلّا يعيشان معًا في البيت، ويومًا بعد يوم امتلأ بالأولاد وصاروا خمسة أكبرهم يونس، حتى هدمه الاحتلال فجر اليوم، وصادر ما فيه من أحلام وذكريات.
تراقب "أم يونس" مشهد أنقاض منزلها القديم وهي ترفرف عليها أعلام فلسطين، فيما المضخات تضخ الأسمنت في أساسات المنزل الجديد، وتقول إنها لا تريد من كل ذلك إلّا "السترة لها ولأولادها".
وتعلّق فراحنة والدة الأسير "يونس"، على المشهد بالقول: ربما هيّأ الله لنا الأمور حتى يُصبّرنا على هدم المنزل، فنحن لم نخطط لهذا الأمر بهذه الصورة، وتحضير أساسات المنزل الجديد كانت جاهزة، واتفقنا مع شركة الأسمنت على صبّ الأساسات والتسوية اليوم، دون علمنا بنيّة الاحتلال هدم المنزل في اليوم ذاته.
وتشير إلى أنّ سلطات الاحتلال كانت أبلغتهم يوم 11 كانون ثان/ يناير الماضي، بقرارها النهائي هدم المنزل، الأمر الذي دفعهم لإخلاء المنزل والسكن في آخر، واشتروا قطعة أرض في نفس البلدة لبناء منزل جديد، فقرار الهدم الإسرائيلي يحرمهم من الاستفادة من قطعة الأرض التي كان المنزل المهدوم مقامًا عليها.
وتبيّن أن منزلهم الجديد "لن يكون أكبر مساحة من القديم (250 مترًا)، ولكن اليوم لا نطمح بمساحة ولا منزل أفضل بقدر ما نطمح بالاستقرار والسترة".
وأشادت السيّدة فراحنة بمن لم يتوانوا عن تقديم المساعدة للعائلة، لافتةً إلى أنّ كثيرين قدّموا المساعدة، وهناك من استعدّ لتقديم العونة والعمل دون أجر.
وفيما يتعلّق بآخر أخبار ابنها يونس، قالت إنهم زاروه في سجن مجدو يوم الثلاثاء، وبيّنت أن صحته جيّدة، وقد سألنا عن المنزل إن تم هدمه أو لا، وقد بدا متماسكًا، ومعنوياته عالية.