09-يونيو-2023
عمواس

الترا فلسطين | فريق التحرير

في الأسبوع الأول من حزيران/يونيو 1967، نفذ جيش الاحتلال تطهيرًا عرقيًا في قرية عمواس، أسفر عن ترحيل جميع أهل القرية وتدمير منازل القرية، ثم شرع الصندوق القومي بإخفاء معالم الجريمة، وأنشأت "منتزه كندا" على أنقاضها.

عمواس بمعنى الينابيع الحارة، قرية ترتفع عن سطح البحر نحو 230 مترًا، وتقع جنوب شرق الرملة، على طريق يصل بين مدن رئيسية هي: رام الله، الرملة، يافا، القدس وغزة

وتقع معظم أجزاء "منتزه كندا" في الضفة الغربية، وهو يحمل هذا الاسم نظرًا لتمويله بأموال يهود كنديين، وهو قائمٌ على 1275 دونمًا من أراضي قرية عمواس المهجرة، ويضم الآلاف من أشجار الزيتون والخروب والرمان والصنوبر واللوز.

منتزه كندا

والصندوق القومي اليهودي منظمة أسستها الحركة الصهيونية عام 1901 لجمع الأموال من اليهود وتمويل الاستيطان في فلسطين التي كانت تحت الحكم العثماني، ثم لاحقًا، لتمويل بناء المستوطنات أثناء الاحتلال البريطاني لفلسطين. وبلغت نسبة الأراضي المسجلة بملكية الصندوق داخل الخط الأخضر حوالي 13% من مجمل الأراضي التي احتلت عام 1948.

منتزه كندا

 وعمواس قرية ترتفع عن سطح البحر نحو 230 مترًا، وتقع جنوب شرق الرملة، على طريق يصل بين مدن رئيسية هي: رام الله، الرملة، يافا، القدس وغزة. وتبعد عمواس عن يافا حوالي 30 كم، ومثل ذلك تقريبًا عن القدس. كما تربطها طرق ممهدة بقرى اللطرون ويالو والقباب وسلبيت ودير أيوب وبيت سوسين وبيت جيز.

وعمواس -بمعنى الينابيع الحارة- بلد قديم، كان اسمها في العهد الروماني "نيقوبوليس"، بمعنى مدينة النصر، نسبة إلى انتصار فاسبسبانوس على اليهود، وكانت مركزًا لمقاطعة. وصلها المسلمون في فترة خلافة أبو بكر، وفتحها عمرو بن العاص بعد استيلائه على اللد ويبنا. ثم أصبحت مقر جند المسلمين، وفيها انتشر الطاعون في عهد عمر بن الخطاب ومات فيها آلاف كثيرة من الناس.

وتضم عمواس كنيسة بيزنطية أعاد الفرنج بناءها في القرن الثاني عشر للميلاد إبان الحملات الصليبية. ودير اللطرون الواقع في جوار عمواس، أقامه رهبان الترابيست  عام 1890 للميلاد، وهم رهبان كاثوليك سمـّوا كذلك نسبة إلى دير "تراب" في فرنسا.

وتملك عمواس أكثر من خمسة آلاف دونم، واعتاد أهلها زراعة الحبوب والبقول، بما في ذلك أشجار لوز وتين وعنب وصبار وزيتون. وفي عمواس وحولها ينابيع استفاد منها السكان للشرب وغيره، أشهرها "بئر الحلوة" الواقع بجانب ديراللطرون.

وكان في عمواس عام 1922 نحو 824 نسمة، ثم في عام 1931 نحو 1021 نسمة، يعيشون في 224 بيتًا. وفي عام 1945 قدر عدد سكانها بـ1450 نسمة. ثم وصل عدد سكان عمواس في 1961 إلى 1955 نسمة. ومعظم سكان عمواس يعودون بأصلهم إلى عائلة "أبو غوش" التي تسكن قرية العنب – أبوغوش، وتبعد 15 كم عن عمواس باتجاه القدس.

عمواس

وفي عمواس مسجدان ومدرسة ابتدائية للبنين، أسست سنة 1919 بمعلم واحد، ثم بعد النكبة أصبح فيها مدرستان، واحدة للبنات والأخرى للبنين. وتحتوي عمواس أيضًا على كنيسة متهدمة وهياكل فسيفساء ومدافن قديمة وقناة منقورة في الصخر وبقايا حمّام روماني وآثار معمارية كثيرة ومقامات وأضرحة مقدسة ينسب أحدها إلى الصحابي أبي عبيدة عامر بن الجراح، ولكنه غير مدفون هناك، كما ينسب مقام "الشيخ معلـّى" إلى الصحابي معاذ بن جبل.

هدم الاحتلال الإسرائيلي قرية عمواس في حزيران 1967، وقد مر بها بعد خرابها الصحافي البريطاني مايكل آدمز، ووصفها في تقرير نشر في صحيفة صنداي تايمز قائلاً: "كانت الطريق التي نسير عليها هي طريق عمواس. ولكن عندما انطلقنا بالسيارة من بيت نوبا ووصلنا إلى المنحنى الذي تقع عمواس عليه، وجدنا أن عمواس قد اختفت وزالت من الوجود تمامًا". وأضاف في وصفها الذي نشرته صحيفة الأهرام بتاريخ 19 حزيران/يونيو 1968: "كانت عمواس على خريطة الحج التي أحملها معي. ولكنها لن توضع على أية خريطة تصدرها إسرائيل، لأن الإسرائيليين محوا كل أثر لها".

عمواس في التطهير العرقي
عمواس خلال التطهير العرقي عام 1967
عمواس في التطهير العرقي
عمواس خلال التطهير العرقي عام 1967
عمواس في التطهير العرقي
عمواس خلال التطهير العرقي عام 1967
عمواس في التطهير العرقي
عمواس خلال التطهير العرقي عام 1967
عمواس في التطهير العرقي
عمواس خلال التطهير العرقي عام 1967


* المرجع:الدباغ ، مصطفى مراد، بلادنا فلسطين، دار الهدى، كفر قرع، 2002.

دلالات: