22-أغسطس-2023
الصياد إياد كسكين

الصياد إياد كسكين

هاجمت زوارق حربية صباح الثلاثاء، مراكب الصيادين في عرض بحر قطاع غزة، ما أسفر عن فقدان شباك خمسة مراكب صيد، وحدوث ضرر جزئي في أحد المحركات.

هاجم جنود بحرية الاحتلال قوارب الصيادين في بحر غزة فجر اليوم، فما كان من الصيّاد إياد كسكين إلا أنّ انكب على محرّك قارب الصيد الخاصّ به، خشية استهدافه بالرصاص، وبالتالي تعرضه للتلف

إياد كسكين (30 عامًا) كان أحد الصيادين الخمسة الذين فقدوا شباكهم، وأصيب محرّك قاربه بأضرار جزئية. وروى كسكين لـ "الترا فلسطين" تفاصيل الاعتداء الإسرائيلي على قاربه، بالقول إن زوارق الاحتلال الحربية هاجمته فجر اليوم أثناء قيامه برفقة شقيقة بالصيد على مسافة 5 أميال غرب ميناء غزة، رغم أن المنطقة يُسمح بالصيد فيها، وفق التصنيف الإسرائيلي.

وأضاف: بدأ الاعتداء علينا بمحاولة إغراق القارب عبر خراطيم المياه، وإطلاق الرصاص الحي في الماء، والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط باتجاهنا مباشرة، وبعد ذلك اقترب الزورق الإسرائيلي من قاربي، وحينها أدركت أن الجنود ينوون إتلاف محرّك القارب، فقمت باحتضانه وحمايته بجسدي.

وأشار إلى أنّ جنديًا بدأ الصراخ عليه للابتعاد عن محرك القارب، فقلت له: "طخني أنا ولا تطخ الماتور".

من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)

ورغم إحاطة الصياد بمحرك قارب الصيد خشية أن يعطّله الجنود برصاصهم، إلّا أن الجندي تمكن من إصابة المحرك، بتصويب بندقيته على الجزء المغمور بالمياه، ما أدى لإصابة المحرك بأضرار جزئية.

ويبلغ ثمن محرك مركب الصيد نحو 10 آلاف دولار، وإطلاق النار عليه يعني بالنسبة للصياد كسكين "توقّف حاله" وعدم مقدرته على إعالة أسرته "لهذا قمت باحتضان المحرك فالمال يقابل الروح".

ويعيش الصياد كسكين الذي يعيل عائلة من 8 أفراد ووالديه المسنين، حالة من الحيرة بعد خسارته لشباكه خلال الاعتداء والتي يقدر ثمنها بـ 3 آلاف شيقل، ويقول إنه يحتاج الآن مبلغ ألفي شيقل لإصلاح محرك مركبه.

من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)
من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)

وشارك الصياد إياد كسكين (30 عامًا) إلى جانب عشرات الصيادين في وقفة احتجاجية بميناء غزة، اليوم، نظمها اتحاد لجان العمل الزراعي تنديدًا بتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصيادين.

وقال خلال مشاركته في الوقفة الاحتجاجية: العالم مدعوّ لمشاهدة المأساة التي نعيشها كل يوم، وأن يوفر لنا الحماية من الاعتداءات الإسرائيلية حتى نعمل بحرية، ونكسب قوت أطفالنا.

تصاعد خطير

من جانبه، قال زكريا بكر منسق اتحاد لجان الصيادين إن الوقفة الاحتجاجية هدفها التنديد بالجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر.

وأوضح بكر في حديث لـ "الترا فلسطين" أن الأسبوع الماضي شهد انتشارًا مكثفًا للزوارق الحربية الإسرائيلية رافقه عمليات إطلاق نار واعتداءات على الصيادين العاملين في المناطق المسموح بالصيد فيها وفقًا لما يعلنه الاحتلال.

من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)
من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)

وذكر أنه خلال الأسبوع الماضي، أصيب ثلاثة صيادين وجرى اعتقال ستة آخرين، كما تمت مصادرة مركبين وتدمير عدد من شباك الصيد.

وأضاف أن التصعيد الخطير اليوم، هو استكمال لسلسلة انتهاكات وجرائم منذ 2006.

ويطالب الصيادون في غزة بتوفير حماية دولية لهم، وبوقف الحصار البحري، والسماح بدخول أدوات الصيد ومحركات القوارب، ووقف التلاعب بمساحات الصيد المسموح بها "حصتنا في البحر صفر لأن زوارق الاحتلال تلاحقنا حتى في المناطق المسموح الصيد فيها".

المضايقات الإسرائيلية أسهمت بشكل مباشر في تراجع كميات الصيد في قطاع غزة

وعن تعمّد استهداف جنود الاحتلال لمحركات قوارب الصيد، قال بكر إن هدفهم القضاء على قطاع الصيد، لأن المحرك الذي يتم إتلافه لا يوجد قطع غيار لإصلاحه ولا يسمح الاحتلال في ذات الوقت بإدخاله إلى قطاع غزة عبر المعابر.

وبيّن بكر أن المضايقات الإسرائيلية أسهمت بشكل مباشر في تراجع كميات الصيد، مبينًا أن كمية الصيد تتراوح ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف طن سنويًا، فيما تبلغ حاجة سكان قطاع غزة 20 ألف طن.

من وقفة لصيادي غزة، رفضًا للاعتداءات الإسرائيلية (أسامة الكحلوت)